على العهد يا قدس

الخليج والعالم

الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية
07/04/2025

الرد الإيراني على رسالة ترامب محور اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 07 نيسان 2025، بالسياسات الأميركية تجاه الجمهورية الإسلامية، وبالمساعي الظاهرية للتفاوض خصوصًا. ونشرت الصحف مقالات تحليلية بشأن رد إيران على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وخاصة فيما يتعلق بالتفاوض غير المباشر.

سرّ سياسة الدعم الأقصى

بداية مع صحيفة "رسالت" التي كتبت أنّه: "مع بداية الولاية الرئسية الثانية لدونالد ترامب، شهدت المجالات السياسية والاقتصادية في العالم اضطرابات جديدة، من فرض رسوم جمركية باهظة على السلع الأميركية المستوردة إلى إحياء سياسة الضغط الأقصى المثيرة للجدل ضد بلدنا.. لكن هذه المرة أصبحت نبرة ترامب أكثر وضوحًا، وتهديداته أكثر صراحة من الماضي!، على سبيل المثال، تُظهر تصريحات ترامب الأخيرة، بما في ذلك تهديده الصريح لبلدنا باتخاذ إجراء عسكري وقصف المنشآت النووية إذا لم يتوصل إلى اتفاق يتوافق مع مطالبه الأحادية الجانب".

أضافت الصحيفة: "مرة أخرى أن النهج المواجهي والعدائي هو المحور الرئيسي للسياسة الخارجية لحكومته تجاه طهران، إن هذه التهديدات التي تستهدف الأمن القومي لبلادنا، بشكل مباشر، تعكس تصميمًا جديًا من جانب ترامب وأنصاره العلنيين والسريين على إخضاع إرادة النظام والشعب الإيراني من خلال الضغط المتعدد الأطراف والساحق. وفي هذا السياق، كشفت إدارة ترامب واللوبي الصهيوني عن مشروع قانون جديد ومكمل لزيادة فعالية الضغوط والتهديدات الخارجية في الكونغرس الأميركي. إن هذه الخطة، والتي قدمت تحت عنوان "قانون الدعم الأقصى"، في طريقها إلى الموافقة عليها في خضم تطبيق سياسة الضغط الأقصى وبدعم من الحزبين في الكونجرس، بقيادة شخصيات مناهضة لإيران مثل الجمهوري جو ويلسون والديمقراطي جيمي بانيتا".

تابعت الصحيفة: "هذا المخطط، تحت غطاء خادع، تدعي دعم الشعب الإيراني والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكن تحليل محتواها وفحص أبعادها المختلفة يظهر أن هذا القانون هو أداة جديدة ومكملة لزيادة فعالية الضغوط القصوى. في الواقع، هذه الخطة هي استراتيجية مدروسة لإنتاج وتعميق الفجوات الاجتماعية والأمنية في بلدنا من خلال خلق تهديدات داخلية، وفي نهاية المطاف، محاولة لزعزعة استقرار البلاد من الداخل وتمهيد الطريق لتحقيق الأهداف التي تسعى إليها واشنطن و"تل أبيب". وبعبارة أخرى، الدعم الأقصى هو في الواقع الوجه الآخر لعملة الضغط الأقصى، والذي جلب هذه المرة ساحة المعركة إلى داخل حدود بلدنا واستهدف المجتمع الإيراني، وخاصة المؤسسات الاستراتيجية والدفاعية والأمنية، من أجل تآكل التماسك الوطني وإضعاف البلاد وجعلها عرضة للخطر من الداخل من خلال تفعيل العيوب الموجودة وخلق أخرى جديدة". 

ختمت الصحيفة: "خطة الدعم الأقصى تمثل بداية فصل جديد من العداء ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأن الدفاع المناسب ضدها لا يتمثل إلا في تعزيز الوعي الاستراتيجي، وتعزيز اللحمة الوطنية، وزيادة الوعي العام بأبعاد حرب العدو الناعمة والمعرفية، والتركيز على حل المشكلات الداخلية بالاعتماد على القدرات الوطنية".

أسباب التفاوض "غير المباشر" لا المباشر

من جانبها، كتبت صحيفة "همشهري" أنّ: "اختيار طهران لاستراتيجية المفاوضات غير المباشرة يكتسب أهمية أساسية وذات معنى. قرار لا يرتكز على المجاملات الدبلوماسية؛ بل على الواقعية السياسية والخبرة المريرة في إخلال الجانب الآخر بالوعود. لقد أدى انعدام الثقة العميق في إيران تجاه الولايات المتحدة، وخاصة ترامب نفسه، إلى عد خيار المفاوضات المباشرة ليس فقط غير مرغوب فيه، بل وأيضًا إزالته من أجندة السياسة الاستراتيجية للبلاد كونه اقتراحًا محفوفًا بالمخاطر وغير موثوق به". وأشارت إلى أنّ: "من بين الأمثلة الأكثر وضوحًا على هذا انعدام الثقة هو بلا شك الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، اتفاق توصل إليه في عهد رئاسة باراك أوباما، وتجاهلت إدارة ترامب التزامات بلادها السابقة، وانتهكته بأحادية صارخة، وانسحبت فعليًا من طاولة الاتفاق. لقد وجه هذا السلوك غير المسؤول ضربة قوية لسمعة الولايات المتحدة الدولية، وكان دليلًا آخر على عدم الاستقرار في السلوك السياسي لهذا البلد. ومن الممكن رؤية مثال آخر على هذا النهج في انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية التجارة بينها وبين كندا والمكسيك، العقد الذي وقعه ترامب شخصيًا. ومما لا شك فيه أن هذا الأداء يؤكد أن الجهاز الحاكم في أميركا، بصرف النظر عن الالتزامات الرسمية، يتصرف على أساس مصالح آنية وعابرة".

تابعت الصحيفة: "في مثل هذه البيئة، تعتزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، استنادًا إلى المنطق السياسي والحكمة الاستراتيجية، إجراء تقويم دقيق أولاً لمدى تصميم الجانب الأميركي وجديته تجاه الاتفاق قبل إجراء أي تغييرات كبيرة في الحوار. وإذا ظهرت من جانب الولايات المتحدة خلال المفاوضات غير المباشرة علامات حسن النية والإرادة الحقيقية للتوصل إلى تفاهم، فربما تحدث تغييرات في النهج التفاوضي الإيراني. ولكن في الظروف الراهنة؛ يعد خيار المفاوضات غير المباشرة الخيار الواقعي والعقلاني الوحيد الذي يتناسب مع كرامة الجمهورية الإسلامية". وأضافت الصحيفة : "وعلاوة على ذلك، لا ينبغي لنا أن نتجاهل أن إحدى السمات الثابتة والمعروفة للسياسة الخارجية الأميركية هي ربط التفاوض بالتهديد". ولقد حاول البيت الأبيض دائما تشكيل أجواء الحوار تحت الضغط والتهديد باستخدام أسلوب التفاوض هذا. وتكرر النمط نفسه في حرب التعريفات الجمركية: أولاً، التهديد بالعقوبات والضغوط، ثم عرض المفاوضات، إن هذه الطريقة التي تعتمد على الحد من مقاومة الطرف الآخر من خلال الترهيب ليست غير مقبولة أخلاقيًا فحسب، بل إنها لن تنجح في مواجهة دولة مثل إيران".

إجابات ذكية...ما هو رد إيران على رسالة ترامب؟

بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "ذكر اللواء محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، صباح أمس، في اجتماع لقادة ومديري وموظفي هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة ومقر خاتم الأنبياء (ص) المركزي، تفاصيل رد إيران على رسالة ترامب [...] ولكن لم يكشف تفاصيل دقيقة بشأن محتوى رد إيران على رسالة ترامب. وبطبيعة الحال، فإن رد الفعل الأميركي، وكذلك الأخبار غير الرسمية عن بدء المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، أشار إلى حد ما إلى محتوى الرد الإيراني. وعلى نحو مماثل، قدم مسعود بزشكيان أيضًا مؤخرًا توضيحات عن هذا الموضوع".  وأردفت: "كانت المفاوضات الدبلوماسية الإيرانية ذكية للغاية في قبول المفاوضات غير المباشرة مع إدارة ترامب. من ناحية، ترى إيران في المفاوضات فرصة لرفع العقوبات، ولكنها من ناحية أخرى لا تريد ببساطة منح الحكومة الأميركية امتياز المفاوضات المباشرة. ومنطق إيران في عدم قبول المفاوضات المباشرة مقبول في هذه المرحلة أيضًا"، لافتةً إلى أنّ: "لدى ترامب سجل مظلم عندما يتعلق الأمر بالتفاوض مع إيران والاتفاق النووي، لذلك لا يمكن لإيران أن تثق به. وعليه، ينبغي إجراء المفاوضات غير المباشرة أولاً". 

ولفتت الصحيفة إلى أنّه: "وإذا أظهرت الحكومة الأميركية سلوكًا يوحي بإمكان تحويل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة، فإنّ ممثلي البلدين سيجلسون وجهًا لوجه. ولذلك، الاستراتيجية المستخدمة في هذا الجزء من الرسالة لاختيار نوع المفاوضات كانت ذكية، لأنه من ناحية، تبدأ المفاوضات، ولكن ليس بطريقة يريد ترامب استغلالها فقط لأغراض دعائية من دون تحقيق نتائج. ومن ناحية أخرى أبدت إيران استعدادها للتفاوض بشأن القضية النووية". وختمت الصحيفة: "لذلك، في مجال المفاوضات، أعطت إيران الضوء الأخضر للجلوس على طاولة المفاوضات، لكنها لم تسمح لترامب بالمناورة في وسائل الإعلام. ومن المؤكد أن التركيز على المفاوضات يؤدي تلقائيًا إلى تهميش الدعاية المتعلقة بالتهديدات العسكرية".

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة