الخليج والعالم
مسؤول أميركي سابق يحذّر من الحسابات الخاطئة مع إيران
رأى الموفد الرئاسي الأميركي السابق لما يسمى "التحالف الدولي لمحاربة "داعش" بريت ماك غورك أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تسعى إلى "خنق" اقتصاد إيران لكن دون هدف ثابت.
وفي مقالة نشرها موقع "بلومبرغ"، تحدث غورك عن أهمية النظر في كيفية حماية المصالح الأميركية ومواصلة الضغوط على إيران دون تعزيز فرص اندلاع نزاع لا يمكن التنبؤ بتداعياته.
كما تحدث الكاتب عن "مقاربة أفضل" تقوم على الاعتراف بأن "الضغوط القصوى" لن تكون كافية وحدها لإجبار إيران على العودة إلى المفاوضات بالشروط الأميركية، مضيفًا أن إيران لم تبدِ أي استعداد للعودة إلى المفاوضات منذ الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
عقب ذلك، قدّم الكاتب خطة خماسية للتعامل مع إيران تضمنت أولًا تحديد أهداف واضحة لأي عمل عسكري أميركي، إذ اعتبر أن المسؤولين الأميركيين يتكلمون عن غايات "غير منظمة" لأية ضربات عسكرية أميركية.
وحذّر ماك غورك في الوقت نفسه من خطورة الحسابات الخاطئة والدخول في دوامة عنف وبالتالي ارتفاع حدة التصعيد مع طهران.
الكاتب تابع قائلًا إن التركيز على حماية الملاحة الدولية عبر مضيق هرمز من خلال تحالف بحري هو خيار أفضل على صعيد استخدام القوة العسكرية.
وتحدث ماك غورك في هذا السياق عن تحالف يضم دول "شريكة" مثل بريطانيا وفرنسا ودول خليجية، بالإضافة إلى دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية، مشيرا إلى إمكانية منح صفة "مراقب" في مثل هكذا تحالف لكل من الصين والهند وروسيا.
واعتبر الكاتب أنَّ من شأن هذا التحالف "عزل إيران" وإثبات أن الولايات المتحدة لا تتصرف بمفردها، حسب قوله، مشددًا على ضرورة أن ترد الولايات المتحدة في حال قيام إيران باستهداف أي جندي أميركي، وفق زعمه.
أما بالنسبة للنقطة الثانية في الخطة الخماسية التي طرحها الكاتب، فهي رسم مسار واضح من أجل "تقوية" الاتفاق النووي.
وعليه، دعا الكاتب ترامب إلى تحديد العناصر التي يريد تحسينها في الاتفاق النووي، ومن ثم رسم استراتيجية "واقعية" من أجل عودة إيران إلى المفاوضات.
كما أكد الكاتب أن العقوبات القاسية لن تكون كافية لتحقيق هذا الهدف، وتحدث عن "نقطة انطلاق" لمحادثات جديدة قد تقوم على مطالبة إيران بالبقاء ضمن الاتفاق النووي وإطلاق سراح جميع الاميركيين المحتجزين لديها، مقابل موافقة واشنطن على تجميد العقوبات المفروضة حديثا شرط إحراز تقدم في المفاوضات الهادفة إلى إبرام اتفاق جديد.
وأشار الى ضرورة أن تعامل الولايات المتحدة الشعب الإيراني على أساس أنه شريك، لافتًا إلى أهمية اتخاذ خطوات مثل رفع حظر السفر على المواطنين الإيرانيين وأمور أخرى مثل "التبادل الثقافي"، وتحدث عن "دبلوماسية إقليمية"، وقال إن سياسة ترامب حتى الآن تفتقد إلى مساع حقيقية لتنظيم التحالفات أو إنهاء "الحروب بالوكالة"، ورأى أن واشنطن شبه غائبة عن المساعي الأممية لإنهاء الحرب على اليمن وأنها أخفقت في تسوية الخلاف بين السعودية وقطر.
وأردف قائلا إن قطر اقتربت من إيران، والأخيرة اقتربت من روسيا والصين.
بناء عليه، قال الكاتب إن إيران "تستفيد من هذا الإهمال"، وقال إن على ترامب بالتالي أن ينظر في تعيين موفد خاص للشرق الاوسط مكلف بإنهاء نزاعات مثل النزاع الدائر في اليمن.
اما النقطة الخامسة والأخيرة، فشدد الكاتب ضمنها على ضرورة أن تبقى الولايات المتحدة مركزة على "داعش"، وقال إن إرهابيي داعش لم يهزموا بعد وأن "الحملة ضدهم يدعمها تحالف كبير وتتمتع بشرعية دولية واسعة.
كما قال إن التركيز على "داعش" يسمح للولايات المتحدة وشركائها بالحفاظ على وجود عسكري في العراق و سوريا على حساب إيران.
وفي الوقت نفسه أضاف الكاتب أن التركيز على إيران عسكريا سيحطم أسس الشرعية التي تتمتع بها الولايات المتحدة في محاربة "داعش"، لافتا إلى أن هذا التركيز سيؤدي إلى تحويل الموارد العسكرية والسماح بإعادة تموضع "داعش".
وشدد ماك غورك على ضرورة أن يعيد ترامب الالتزام بالحملة ضد "داعش" وأن ينظر في "تكثيف استثماراته في العراق وسوريا"، لما من شأنه مواصلة الضغوط على "داعش" وتعزيز الوجود الأميركي في المناطق التي ترغب فيها إيران أي العراق وسوريا، وفق تعبير الكاتب.
وخلص إلى أن هذه الإجراءات ستؤدي لتقوية أميركا دبلوماسيا مع إيران وستعالج ما اسماه "أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في كل من العراق وسوريا، على حد زعمه.