إيران ترفض التفاوض القائم على البلطجة  

لفت وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي إلى أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد كتب رسالته، لكنّها لم تصل إلى إيران بعد ومن المُقرّر أن تصل عبر دولة عربية.

وعلى هامش اجتماع مجلس الوزراء الإيراني، الأربعاء 12-3-2025، بشأن عقد الجلسة غير العلنية لمجلس الأمن الدولي في ما يخصّ البرنامج النووي الإيراني، أعرب عراقتشي عن استغرابه من قرار عقد هذه الجلسة التي طلبتها بعض الدول، واصفًا إيّاه بـ"الإجراء الجديد والغريب تمامًا"، وقال: "نُشكّك جديًّا في حسن نيّة البلدان التي طلبت عقد هذه الجلسة، ونأمل أن يقوم مجلس الأمن بواجبه على النحو الصحيح، وألّا يتأثر بخلق الأجواء من قبل بعض الدول".

ولفت عراقتشي إلى أنّ إيران عضو في معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وبرنامجها النووي يتحرّك في نفس الإطار، مؤكدًا أنّ "برنامج إيران النووي ديناميكي للغاية وينمو ويتطور، لكنّنا نتصرف في إطار التزاماتنا في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ولا نضع أي حظر أو قيود على أنفسنا".

وفي ما يتعلق بتطورات التفاوض، قال عراقتشي إنّه "لطالما كنّا على استعداد للتفاوض بشأن القضية النووية من موقف متساو، وأجرينا مفاوضات بشأن خطة العمل المشترك الشاملة، والمفاوضات مستمرة"، مشيرًا إلى أنّ الولايات المتحدة قد انسحبت منذ فترة طويلة من خطة العمل المشترك الشاملة، وأضاف: "نحن نتفاوض مع ثلاث دول أوروبية، وستُعقد الجولة الجديدة قريبًا، کما نتفاوض مع الصين وروسيا في الوقت نفسه"، ومن المُقرّر أن يُعقد اجتماع ثلاثي بين الصين وإيران وروسيا بهذا الخصوص خلال الأيام القلیلة المقبلة.

وعن مواقف الاتحاد الأوروبي ضد إيران وتأثيرها في المفاوضات النووية، أكّد عراقتشي أنّ "مفاوضاتنا مع الأوروبيين كانت مستمرة وستستمر"، وأضاف: "لطالما اعتمد الأوروبيون سياسات خاطئة للغاية، فبعد انسحاب أميركا من خطة العمل المشترك الشاملة، قدّموا لنا التزامات لم يتمكّنوا من تنفيذها، وعليهم الآن قبول مسؤوليتهم".

وعن المزاعم المتعلّقة بعزلة إيران، قال عراقتشي إنّ "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتمتع بعلاقات ودية واسعة جدًّا ومشاوراتنا مستمرّة مع العديد من الدول، ولا أشعر بأي عزلة".

بدوره، أشار المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية أصغر جهانغير إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التفاوض مع إيران، وقال: "لقد أدرك العالم اليوم أنّ الرئيس الأميركي الجديد لا يلتزم بالمبادئ والقواعد الدولية، لأنّه ينظر إلى كلّ شيء من منظور مادي غربي، ويُحاول تحقيق أغراض غير مشروعة وغير إنسانية"، مؤکدًا أنّ "إیران لا تتفاوض مع البلطجيين".

وفي مؤتمره الصحفي، اليوم الأربعاء، شدّد جهانغير على أنّ اقتراح التفاوض يأتي في وقت يتواصل فيه مشروع الضغط الأقصى على إيران والتهديد بالتفاوض بمزيد من الضغوط، وأضاف: "كل هذه الظروف تعود إلى سلوك البلطجة الذي تمارسه أميركا في النظام الاستكباري، وهدفهم من التفاوض هو الهيمنة والتآمر وفرض إجراءات الحظر، وإيران بالتأكيد لا تتفاوض مع المتنمرين".

وتابع: "لن ينسى الشعب الإيراني أبدًا عداوة أميركا، وهناك قائمة كبيرة من جرائم أميركا خلال الثورة الإسلامية وحتى قبلها".

كما أدان جهانغير الجرائم التي تشهدها سورية، وقال: "مع الأسف، وقعت في الأيام الماضية 5 جرائم دامية في المناطق الساحلية لسورية، راح ضحيتها المئات من الأبرياء والعُزّل من النساء والرجال والأطفال"، مشددًا على أنّ "صمت المتشدقّین بحقوق الإنسان هو مثال واضح على التناقض والازدواجية التي نراها في حقوق الإنسان الغربية"، مردفًا: "يرتكب الإرهابيون جرائم ضد الإنسانية علنًا، لأنّ الدول التي تتشدّق بحقوق الإنسان تصمت في هذا الصدد، بل إنّها تُقدّم أحيانًا دعمًا ماديًّا للإرهابيين".

من جانبه، شدّد قائد القوات البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني على أنّ " المنطقة لم تعد كالسابق، وينبغي على الأعداء أن يُغيّروا نهجهم تجاه المنطقة وأن يحترموا دولها"، مؤكدًا أنّ دول المنطقة قادرة على ضمان أمنها.

وفي مقابلة له، اليوم الأربعاء، قال قائد القوات البحرية: "رسالتنا للعدو هي أنّنا لن نُعزل ولن نقبل العزلة، وإنّ سلوكنا، خاصة في الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة، يتوافق مع القوانين الدولية".

كما أكّد أنّ التدريبات البحرية الإيرانية تهدف لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، لافتًا إلى أنّ أي انعدام للأمن وعدم الاستقرار في المنطقة يؤثّر في الاقتصاد العالمي، وقال: "يدنا ممدودة إلى دول المنطقة، ومستعدون لتقديم خبراتنا لها".

الجمهورية الاسلامية في إيرانعباس عراقتشي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم