إنا على العهد

الخليج والعالم

الخارجية الإيرانية: لن نتفاوض تحت الضغط والتهديد ولم نتلق أي رسالة من ترامب
10/03/2025

الخارجية الإيرانية: لن نتفاوض تحت الضغط والتهديد ولم نتلق أي رسالة من ترامب

أكّد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أنّ إيران لم تتلقّ أي رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب وأنّها لن تدخل أي مفاوضات تحت الضغط والتهديد.

وفي مؤتمر صحفي، الاثنين 10-3-2025، وردًّا على سؤال عمّا إذا كانت رسالة ترامب قد أُرسلت إلى إيران، قال بقائي: "لا، لم نتلقّ أي رسالة"، وبشأن ما قاله ترامب عن رغبته في التفاوض مع إيران، أشار بقائي إلى أنّ "المفاوضات مسألة مختلفة عن العمليات النفسية والإعلامية".

وفي ما يتعلّق بالتهديدات الأميركية ضد إيران، شدّد بقائي على أنّ: "التهديد واستخدام القوة محظوران بموجب كلّ القوانين، ويشكّلان انتهاكًا على المستوى الدولي"، قائلًا: "هل ردت الأُمّة الإيرانية على هذه التهديدات بغير المقاومة والجدية في تحقيق أهدافها؟ لا"، لافتًا إلى أنّ "طبيعة صُنّاع القرار السياسي في الولايات المتحدة هي التسلّط وتجاهل القوانين والحقوق الدولية، وإنّ استخدام ثُنائية التفاوض والحرب يُشير إلى عدم جدية المفاوضات، كما أنّ المفاوضات تحت الضغط والتهديد لا معنى لها"، مؤكدًا في منشور على منصة "إكس"، أمس (الأحد)، أنّ "موقف إيران واضح، ولن تقبل بالمفاوضات تحت الضغط".

وبما يخصّ المحادثات مع الدول الأوروبية الثلاث، أشار بقائي إلى أنّ: "الأطراف الأوروبية، باعتبارها أعضاء في الاتفاق النووي، وروسيا والصين أيضًا، جزء من هذه العملية، وهي أعضاء قانونيًّا في الاتفاق النووي"، وقال: "نحن نتحدث معهم، ومن المُرجّح أن نعقد اجتماعًا على مستوى الخبراء مع هذه البلدان في المستقبل القريب".

تصرف أميركا مع العراق غير قانوني 

كما علّق بقائي على عدم تجديد إعفاء العراق من شراء الغاز الإيراني، وأكّد أنّ إيران على تواصل مع السلطات العراقية، كما بينّ أنّ "مثل هذه التصرفات هي اعتراف بخرق القانون وجرائم ضد الإنسانية"، مشيرًا إلى أنّ "العقوبات الأميركية الأحادية الجانب ليس لها أي مبرر قانوني، وتترتّب عليها مسؤولية الحكومة الأميركية"، مشددًا على دول المنطقة أن تتّخذ قراراتها بناء على مصالحها، وألا تسمح للضغوط غير القانونية أن تؤثر في علاقاتها مع الشعب الإيراني".

وأضاف: "أوضاعنا في المنطقة جيدة، وتولي دول المنطقة أهمية كبيرة للسيادة الوطنية والقضايا المتعلقة باستقلالها. علاقاتنا مع دول المنطقة جيدة ومتنامية، وفي المستقبل، سنواصل بالتأكيد تفاعلنا مع بلدان المنطقة".

وفي ما يتعلّق بردّ إيران على التهديدات الأميركية، وردّ إيران على روسيا بشأن المفاوضات مع الولايات المتحدة، قال بقائي: "التفاوض في الوضع الحالي لا معنى له، وقد أوضحت إيران موقفها بوضوح تام".

تصريحات الوكالة الطاقة الذرية ذات الطابع السياسي

وبخصوص مزاعم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن البرنامج النووي السلمي الإيراني وتقريرها الشامل، قال بقائي: "نأسف لأنّ المدير العام للوكالة يُكرّر بعض التصريحات ذات الطابع السياسي، ولا يُؤدّي هذا النهج إلى أي تأثير سوى تأجيج الالتهاب"، مؤكدًا أنّ "هذه الكلمات مغالطة، وبموجب معاهدة حظر الانتشار النووي، لا توجد قيود على التخصيب، ولقد التزمنا بالتفتيشات، والوكالة تعترف بذلك، ومن غير المقبول أن تحاول استغلال التقارير المزعومة".

إدانة أحداث الساحل الغربي لسورية المأساوية

كما أدان بقائي بشدّة "الأحداث غير السارة والمأساوية للغاية على الساحل الغربي لسورية خلال الأيام القليلة الماضية"، مشددًا على أنّه "لا يوجد أيّ مبرر لأي عمل من أعمال العنف والقتل ضد المدنيين" مشيرًا إلى أنّ "هذا اختبار مهم وحقيقي للغاية للحكام السوريين للقيام بواجبهم وهو حماية أرواح وممتلكات كل السوريين".

وتابع: "قد عبّرنا عن مخاوفنا عبر الوسائل المناسبة للدول التي لها نفوذ وحضور في سورية، ونأمل أن تتوقف عمليات القتل ضد مختلف شرائح الشعب السوري، ومن شأن مثل هذه المواجهات أن تزيد من تعقيد الوضع الأمني في سورية".

وبخصوص الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية في لاهاي وإلغاء الاجتماع من قبل سويسرا، قال بقائي: "تُشيرون إلى قرار اُتّخذ في الجمعية العامة في عام 2024، والذي دعا سويسرا إلى عقد اجتماع لدعم الأهداف المدنية في النزاعات الدولية، وكان الهدف هو صياغة قرار من قبل الأعضاء، بناءً على هذه الوثائق، لدعم أحكام القانون الإنساني في غزة وفلسطين. وقد جرت خلال الأشهر القليلة الماضية مشاورات مكثفة بهدف عقد هذه القمة، ونحن نأسف لأنّ سويسرا قررت عدم عقد هذه القمة، وقد نوقش هذا الموضوع في جدّة، وأبدى الوزراء أسفهم لذلك"، وأضاف: :نحن لا نصدر أحكامًا، لكنّ الواقع هو أنّه خلال العامين الماضيين، وعلى الرغم من الانتهاكات الجسيمة، لم يكن هناك أي رد مناسب من المدافعين عن حقوق الإنسان".

وبخصوص استدعاء السفير السويدي إلى وزارة الخارجية، لفت بقائي إلى أنّ "استدعاء السفير السويدي جاء بسبب تصريحات غير لائقة أدلى بها مسؤول سويدي بشأن الشؤون الداخلية الإيرانية، وهي تصريحات تدخلية وخالية من الحقيقة"، وشدّد على أنّ "هذه الآراء والتوجهات ضد إيران غير مقبولة، وكان من الضروري نقل آراء ومواقف إيران إلى الحكومة السويدية".

يجب على الدول الإسلامية استخدام كل الوسائل لإنهاء الاحتلال

وفي ما يتعلّق بعقد اجتماع وزاري لمنظمة التعاون الإسلامي ومعالجة التهجير القسري لأهالي غزة، أكّد بقائي أنّ: "وثيقة جدة هي واحدة من أقوى الوثائق التي نشرتها منظمة التعاون الإسلامي حتى الآن، وهي تؤكد على مركزية قضية فلسطين للأمة الإسلامية"، داعيًا الدول إلى "أن تستخدم كل الوسائل لإنهاء الاحتلال"، مشيرًا إلى أنّ موقف إيران كان واضحًا بشأن تهجير شعب غزة وضم الضفة الغربية، حيث عارض بقائي بشدّة أي خطة لتهجير الشعب الفلسطيني داخليًّا وخارجيًّا، ووصفها بالإبادة الجماعية.

وأضاف: "تم التركيز أيضًا على تقديم المساعدات الإنسانية ودعم الشعب الفلسطيني، ومن النقاط المحزنة في نص الوثيقة أنّ الدول أكدت على مساعدة أيتام غزة، وهذا أمر محزن حقًّا، ولقد فقد أكثر من 40 ألف شخص عائلاتهم خلال هذه الفترة"، لافتًا إلى أنّ "هذه القضية ستستمر، وكُلّفوا سفراء الدول الإسلامية في نيويورك باتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ القرارات".

موقف إيران من تركيا بشأن سورية واضح

وعلى هامش استدعاء القائم بالأعمال الإيراني من قبل تركيا، قال بقائي: "تمّت دعوة سفيرنا في أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، ولقد فعلنا نفس الشيء، حيث استدعت إيران السفير التركي في طهران، بسبب تصريحات تركيا غير المقبولة بشأن إيران، وأعربنا عن احتجاجاتنا، ووُضّح موقفنا بشكل واضح"، مشيرًا إلى أنّه "نُقلت مطالبنا إلى نظيرنا التركي في اجتماع عقد في منظمة التعاون الإسلامي بجدة، وتم التأكيد على أنّ إيران تولي أهمية كبيرة للعلاقات بين البلدين"، وتابع: "نحن لا نقبل التوجهات التي تهدف إلى الإسقاط في ما يتعلق بسورية، ويجب على الدول كافة، والتي لها تأثير ما في التطورات في سورية، أن تقوم بواجباتها".

وبخصوص عقد اجتماع بشأن التطورات في سورية وعدم دعوة إيران، قال بقائي: "نحن على علم باجتماع تشارك فيه دول جوار سورية، وإنّ كل الأطراف التي ترى نفسها ذات دور في التطورات في سورية تتحمّل المسؤولية مباشرة"، آملًا أن تكون على دراية بعواقب أفعالها وردود أفعالها في سورية.

وفي ما يتعلّق بالاتهامات المُوجّهة لإيران بشأن التطورات في سورية، أوضح بقائي أنّ: "هذه الاتهامات سخيفة ومرفوضة، وهي توجيه أصابع الاتّهام لإيران بشكل خطأ"، مؤكدًا أنّ هذه الاتهامات لن تساعد في حل القضية السورية، وأنّ المهم هو أن يتوقف قتل الأبرياء في سورية في أقرب وقت ممكن.

منع العلاقات التجارية مع الكيان الصهيوني

وبما يخصّ طلب إيران، في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، بفرض عقوبات على الكيان الصهيوني، قال بقائي: "قدّمنا هذا الطلب في إطار وقف أي دعم للكيان الصهيوني، وإذا قبلنا بحدوث إبادة جماعية في غزة، بما في ذلك قطع المياه والكهرباء عن غزة، ففي هذه الحالات، ووفقًا لاتفاقية منع الإبادة الجماعية، فإنّ الدول مُلزمة باستخدام أي وسيلة لوقف الإبادة الجماعية"، موضحًا أنّ "الخطوة الأولى هي وقف إرسال الأسلحة إلى النظام الصهيوني، وهو ما لم يتحقّق حتى الآن"، وأضاف: "إنّ مطلب الدول الإسلامية، والذي تضمنه أيضًا قرار اجتماع جدة، هو أن تمتنع الدول عن أي علاقات تجارية مع الكيان، ولا يتعلّق الأمر بالدول الإسلامية فحسب، فقد أشار الاتحاد الأفريقي إلى ذلك في قراراته قبل أسبوعين".

وفي ما يتعلّق بالعلاقات الإيرانية الصينية، قال بقائي: "علاقتنا مع الصين مهمة وجيدة للغاية، ولها تاريخ حضاري طويل، وتعتبر الصين ذات قيمة من حيث الدور الإيجابي والبنّاء الذي لعبته في منطقتنا، وعلى مستوى المنظمات الدولية، تعتبر الصين نفسها جزءًا من الجنوب العالمي والنامي وتتخذ خطوات نحو تنمية البلدان، والتي نأمل أن تستمر".

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة