الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: ماذا يريد ترامب؟
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين (10 آذار/مارس 2025)، باستمرار الإدارة الأميركية بإدارة دونالد ترامب بسياسة الضغط النفسي الأقصى على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما يظهره هذا السلوك في فرض تفاوض مذل ومشروط على إيران.
لعبة الشيطان في المفاوضات
بداية مع صحيفة "همشهري" التي كتبت: "من خلال تتبع مواقف ترامب، في حملته الانتخابية أو بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة، نجد أنه يسعى إلى نتائج أبعد من الاتفاق وحل المشكلة من خلال بناء صورة مزدوجة من الهجوم العسكري وهوس تركيزه على منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية. اتّخذت الحرب النفسية التي يشنها الرئيس الأميركي ضدّ إيران منحى مختلفًا، في الآونة الأخيرة، مع ادعاءات إرسال رسالة إلى قائد الثورة الإسلامية وتهديده بالمفاوضات. ماذا يريد ترامب؟".
أضافت: "خلال حملته الانتخابية للانتخابات الرئاسية الأميركية، هاجم ترامب إهمال الديمقراطيين، وخاصة بايدن، ووصفهم بأنهم يخلقون ظروفًا مواتية لطهران وفصائل المقاومة في المنطقة للتحرك بحرية، زاعمًا أنه إذا فاز فسوف يجلب إيران إلى طاولة المفاوضات. وبعد انتصاره، سعى إلى تنفيذ ما قاله. وباستخدام القوّة ووضع إيران في إطار مفروض من التفاوض أو الحرب، حاول تجربة شكل مختلف من الدبلوماسية ومنع طهران من تحقيق التخصيب النووي. في المقابل، تراجعت طهران في البداية، على الرغم من إرسال بعض الإشارات الإيجابية، بما في ذلك إشارة ترامب إلى فتوى قائد الثورة التي تحظر تصنيع الأسلحة النووية واستخدامها. وبعد تصريحات قائد الثورة، وتجربة إيران من المفاوضات السابقة التي يشوبها الكثير من الاضطرابات، كان موقفها واضحًا بالفعل: إيران لن تتفاوض في ظل الشروط المفروضة". وتابعت: "هناك نقطة أخرى لا ينبغي إغفالها، في تصريحات ترامب المتكرّرة المتغطرسة، عن قدرات إيران الدفاعية، وهي أنه يحاول مواجهة إيران بـتهديد وجودي مستمر، والتأكد من أن طهران لن تجد أي فرصة للتفكير في التطوير داخل حدودها أو خارجها، إلا من أجل الحفاظ على الذات".
كما رأت الصحيفة أن: "إيران ترامب هي إيران عاجزة ومحدودة بحدودها الإقليمية؛ وبطبيعة الحال، مع هذا الرأي لن تجري أي مفاوضات"، مشيرة الى أن: "إيقاع إيران في دوامة البقاء وإبعاد طهران عن التقدم في المشاريع الثورية الوطنية يعتمد، أكثر من أي وقت مضى، على التلاعب النفسي بالمسؤولين، وبالتالي عامة المجتمع، مع التركيز على الضعفاء المستهترين بقدرات البلاد. وبعبارة أخرى، إن جهاز الدعاية للعدو، بتأثيره المستمر على عقول النخبة، داخل هيكل السلطة او خارجها، والجمهور العام، لديه رغبة دائمة في تصوير إيران محاصرة في وضع استثنائي ناجم عن الحرب في غزّة وجنوب لبنان، حيث يمكن، في وقت واحد مع الضغط من الأسفل والمساومة من الأعلى، وتوفير الوسائل اللازمة لإجبار النظامالإيراني على الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
التفاوض على الذل
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" إن: "سياسة الولايات المتحدة، في تصعيد الضغوط من خلال العقوبات على إيران، والتي تجسدت بتوقيع مذكرة تصعيد الضغوط على إيران، دخلت الآن مرحلة جديدة. فقج أمر ترامب، الأحد، بإلغاء الإعفاء الممنوح للعراق من استيراد الكهرباء من إيران". ولفتت الى أن تصرفات ترامب تدل على أن معنى التفاوض بالنسبة إلى أميركا هو ما قاله الإمام الخامنئي؛ أي التفاوض لفرض المطالب في المجالات النووية والدفاعية والسياسة الخارجية وغيرها". وبحسب الصحيفة، تتمثل إستراتيجية ترامب لتحقيق هذه المطالب في زيادة الضغوط الاقتصادية على إيران مع التعبير عن الاستعداد للتفاوض، وحتّى إطلاق التهديدات العسكرية بتصريحات غامضة. ويبدو ترامب مستعدًا للتفاوض، لكنّه عمليًّا ينوي المضي قدما بمشروع عقوبات حتى الضغط الأقصى ضدّ إيران بهدف إخضاع الاقتصاد الإيراني؛ تمامًا كما ادعى خلال ولايته الأولى وفي مفاوضاته أنه مستعد للتفاوض مع إيران لحل النزاع النووي، لكنّه ضغط سرًا على دول أخرى لعدم التعاون اقتصاديا مع إيران.
كما قالت الصحيفة: "الآن كشف الفشل في تمديد الإعفاءات من العقوبات عن جانب آخر من هذه السياسة. بشكل عام، يمكن القول إن أميركا لن تأخذ بالحسبان مصالح أي دولة عند المضي قدمًا في سياساتها في العالم. وكما ضغطت على أوروبا وكندا بفرض الرسوم الجمركية، فرضت عقوبات على بعض الدول أيضًا. ولكن بما أن بعض الدول، مثل الصين وإيران، أعلنت بوضوح استعدادها لمواجهة أي سيناريو من الولايات المتحدة حتّى النهاية، فإن سياساتها الأحادية الجانب لا يمكن أن تستمر طويلًا، لأن دولًا أخرى ستنضم أيضًا إلى صفوف معارضي أميركا. وهذا التحرك من شأنه أن يشكّل تحالفًا قد يؤدي إلى تعزيز اقتصادات هذه الدول، وكما تمكّنت إيران وحدها من تلبية احتياجاتها المحلية على مدى السنوات العشر الماضية على الرغم من العقوبات الأميركية".
معضلة اللاجئين الصهاينة
أمّا صحيفة "رسالت" فذكرت أن مسؤولي النظام الصهيوني أكدوا أن نازحي المستوطنات الشمالية، في فلسطين المحتلة، في حال من الارتباك والرعب وليس لديهم نية للعودة. وفي رسالة إلى رئيس أركان جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، أكدوا أن المخاطر الأمنية مستمرة والآن ليس الوقت المناسب للعودة إلى المناطق الشمالية. على الرغم من مرور عدة أشهر على اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والكيان الصهيوني، فإن أزمة اللاجئين الصهاينة في المستوطنات شمال فلسطين المحتلة مستمرة، فقد أعلن مسؤولو هذه المستوطنات أن اللاجئين "الإسرائيليين" لا يريدون العودة إلى المناطق الشمالية". وتابعت: "من ناحية أخرى، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أنه بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إعلان وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان وأسبوع من الموعد الذي حدده مجلس الوزراء "الإسرائيلي" لعودة المستوطنين إلى المناطق الشمالية، وعلى الرغم من تقديم تنازلات مالية لهؤلاء الأشخاص، فإن عودة "الإسرائيليين" إلى البلدات الشمالية تتم ببطء شديد؛ لأنهم ما يزالون قلقين وخائفين جدًا".
ختمت الصحيفة: "يظهر أنه على الرغم من وقف إطلاق النار الأخير في غزّة، ليس هناك أي حافز يدفع سكان الأراضي المحتلة في الشمال إلى العودة إلى هذه المناطق المغتصبة. والخاسر المطلق في هذه العملية هو حكومة الكيان غير الشرعي للنظام الصهيوني المحتل. ومن المؤكد أن نتنياهو وحاشيته سوف يشعرون، في المستقبل القريب، بثقل الفشل في حل أزمة المستوطنين أكثر من أي وقت مضى، وحتّى أكثر من مدة حرب غزّة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
التغطية الإخبارية
بدء تظاهرة حاشدة للمستوطنين في "تل أبيب" للمطالبة بصفقة تبادل فورية والإفراج عن بقية أسرى الاحتلال بغزة
فلسطين المحتلة| مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال في بلدة بيتا جنوب نابلس
سورية| طيران الاحتلال "الإسرائيلي" يستهدف محيط بلدتي جباب وإزرع شمال درعا بعدة غارات جوية
فلسطين المحتلة| جرافة قوات الاحتلال تشرع بأعمال تخريب بمنطقة دوار الحمامة في جنين
السيد الحوثي: ليس من المقبول تبرير الجرائم في الساحل السوري ولا التغطية عليها ولا التقليل من حجمها
مقالات مرتبطة

قائد سلاح البحر الإيراني ردًّا على ترامب حول المناورات المشتركة بين إيران وروسيا والصين: المناورات لإرساء الأمن على عكس وجودهم العسكري غير الآمن

الخارجية الإيرانية: لن نتفاوض تحت الضغط والتهديد ولم نتلق أي رسالة من ترامب

قاليباف: إيران لا تنتظر رسالة من أميركا.. والتفاوض بالتهديد والإذلال لن يصل إلى نتائج

خطاب الإمام الخامنئي حول المفاوضات مع أميركا تصدّر الصحف الإيرانية

قاليباف: تصريحات ترامب حول المفاوضات هدفها الخداع ونزع السلاح من إيران

الصحف الإيرانية: ماء بارد على رؤوس محبي التفاوض

الصحف الإيرانية: لهذه الأسباب تصرّ أوروبا على استمرار حرب أوكرانيا

الصحف الإيرانية: من حق إيران تغيير استراتيجيتها في مواجهة الضغوط

سحب الثقة من وزير الاقتصاد محط اهتمام الصحف الإيرانية
