إنا على العهد

الخليج والعالم

"ميدل إيست آي": الحروب "الإسرائيلية" الأخيرة تعكس مساعي أميركية لاستمرار الهيمنة
18/02/2025

"ميدل إيست آي": الحروب "الإسرائيلية" الأخيرة تعكس مساعي أميركية لاستمرار الهيمنة

كتب الصحفي والمدون المصري حسام الحملاوي مقالة نشرت على موقع "ميدل إيست آي" البريطاني (Middle East Eye) قال فيها، إنّ "بعضاً في العالم العربي وغيره كانوا في حالة من الحيرة كون الغرب وخاصة الولايات المتحدة بدت عاجزة وغير قادرة على وقف "إسرائيل" عن الحرب وفرض وقف لإطلاق النار على مدار أكثر من عام".

وأشار الكاتب إلى استنتاجات جرى التوصل إليها، مفادها أنّ "إسرائيل" تسيطر على الولايات المتحدة، أو أنّ الولايات المتحدة هي أضعف من أن تُسيطر على "إسرائيل"، في حين رأى الكاتب أنّ أفعال "إسرائيل" تنسجم إلى حدّ كبير مع مصالح الولايات المتحدة، واصفًا إياها بالمهيمن العالمي المتراجع، وقال: "أميركا تحاول إعادة بسط قوتها في مواجهة التحديات الدولية والإقليمية".

هذا، ولفت إلى أنّ مساهمة الاقتصاد الأميركي في الناتج المحلي الإجمالي العالمي تقلّصت إلى النصف بعد أن بلغت 40% في ذروة الحرب الباردة، أمّا مساهمة الصين، فقد ارتفعت من أقل من 2% إلى قرابة 20%، مرجحًا أن تتخطى الاقتصاد الأميركي في المستقبل القريب. وأوضح الكاتب أنّ التوسع الاقتصادي الصيني ترافق مع زيادة الإنفاق العسكري، إذ إنّ الميزانية العسكرية للدولة الصينية هي الثانية عالميًّا خلف الولايات المتحدة.

كما تطرّق الكاتب إلى صعود روسيا كقوة عسكرية، وتوسيع موطئ قدمها الإستراتيجي تحت قيادة الرئيس فلاديمير بوتين، ورأى أنّ ذلك قوّض الهيمنة الاتحادية التي كانت تتمتع بها الولايات المتحدة.

وأشار إلى أنّ النخب الحاكمة الأميركية، سواء ديموقراطية أو جمهورية، تردّ على هذه التحديات بدبلوماسية متشددة وحروب تجارية وتدخلات عسكرية من أجل إعادة بسط الهيمنة وإضعاف الخصوم، موضحًا أنّ ذلك يُترجم في تخطي ما كان يُعرف سابقًا بخطوط حمراء وتغيير قواعد الاشتباك.

كذلك، شدد على أنّ التصعيد الكبير الذي أقدمت عليه الحكومة "الإسرائيلية" خلال الحرب الأخيرة على غزة، قد حصل لأنّ الولايات المتحدة سمحت بهذه الحرب ومكّنتها وموّلتها وسلّحتها، وقال: "إنّ أفعال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو تنسجم والمصالح الأميركية الإستراتيجية في المنطقة، وإنها كانت استعراضًا مطلوبًا للقوة الأميركية مُوجّهًا إلى الصين".

وفي حين اعتبر الكاتب أنّ الصورة قد تبدو قاتمة في الأمد القصير، وأنّ حركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية قد تلقّت ضربات قاسية جدًّا، في المقابل، أكّد أنّ الحرب على غزة قد أشعلت مظاهرات اجتماعية في الولايات المتحدة والغرب، وصفها أنّها "الأقوى منذ حرب فيتنام"، مردفًا: "نزل الملايين في الغرب إلى الشارع احتجاجًا على تواطؤ حكومتهم في الإبادة الجماعية، حيث وقعت الصدامات مع هياكل السلطة المحلية".

كما لفت إلى أنّ مشاهد قمع الشرطة، وقمع حرية التعبير في المدن الأوروبية والأميركية أيضًا، تُعيد إلى الأذهان انتهاكات مشابهة كانت تمارسها أنظمة الاستبداد في المعسكر الجنوبي العالمي (Global South)، وتحدّث عن تسييس الشباب وانتشار الراديكالية في هذه الفئة بسبب القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنّ حركات اجتماعية أخرى، مثل تلك التي تنشط في مجال العدالة المناخية، قد قامت ببناء جسور وتحالفات مع منظمي حملات التضامن مع فلسطين، وأنّه لم يحصل مثل هكذا تلاقٍ في الغرب منذ حقبة الستينيات.

ورأى أنّ القصة لم تنته إطلاقًا في الشرق الأوسط، وأنّ الضربات التي تلقّاها محور المقاومة ليست بالأمر الجديد، مشيرًا إلى أنّ جماعات المقاومة الفلسطينية قد تعرّضت لسلسلة من الهزائم على مدار العقد المنصرم، على حد تعبيره، إلّا أنّها كانت تلملم وتُعيد بناء صفوفها بعد كل نكسة وتستأنف القتال.

غير أنّ الكاتب أكّد أنّ تفكيك نظام تمييز عنصري مسلح ومدعوم من قوى غربية كبرى لا يمكن أن يتحقق من خلال النضال العسكري وحده، بل إنّ الموضوع يحتاج إلى تغيير إقليمي أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، وضغوط من الحركات الاجتماعية في الغرب.

وختم الكاتب بالقول، إنّ "تحرير القدس سيمرّ عبر القاهرة وبيروت وعمان ودمشق، وأيضًا عبر واشنطن ولندن وبرلين وباريس" وفق قوله.

الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامبالحكومة الاسرائيلية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل