الخليج والعالم
التقدم الوطني وعقلانية التفاوض محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 13 شباط 2025 بقضية التقدم الوطني والمقاومة الوطنية وغيرها من المفاهيم، وذلك بعد تطورات متعلقة بالمفاوضات الأميركية، حيث اعتبرت الجهات الفاعلة في إيران أنّ خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بشأن المفاوضات كان حاسمًا بعدم عقلانية هذا التفاوض مع الولايات المتحدة الأميركية، ممّا جعل النقاش يدور حول تحييد العقوبات والأمور الضرورية للقيام والتقدم بالبلاد.
المقاومة الوطنية والتقدم الوطني
كتبت صحيفة وطن أمروز: "تحليل السياسة خارج علاقاتها، أي خارج نطاق القوة، إمّا أن يكون نتيجة للجهل، أو في أحسن الأحوال نتيجة للغباء. إنّ السياسة الدولية هي ساحة للصراع من أجل البقاء، وإنّ مجال الحفاظ على الهوية في نفس الوقت هو الجهد المبذول للتفاعل والمشاركة في النظام العالمي. لذا عندما نفكر في السياسة، فإن المعنى الأول هو التساؤل عن نوع العلاقة الصراعية والعدائية التي نقيمها مع الآخرين. في واقع الأمر، إنّ السياسة هي مكان للتأمل في الأعداء قبل أن تكون مكانًا لفهم الحلفاء، ولا يمكن للتأمل الأنطولوجي في السياسة أن يظل صامتًا بشأن الأساس الصراعي للسياسة نفسها كأحد مظاهر الوجود؛ نسيان للصراع، هي مسألة ثانوية وعرضية في مجال العمل السياسي".
وتابعت: "فإذا كانت القضية الرئيسية في السياسة هي الصراع، فإن الحفاظ على الذات هو الأولوية الأولى، وإنّ الحفاظ على الذات في المواجهة يعني الحفاظ على حدودها الوجودية والذاتية، وبالتالي عدم الانجذاب إلى الآخر، كما أنّ السياسة هي المكان الذي تكون فيه المنافسة الأولية أكثر أهمية من الصداقة النهائية".
كما أشارت إلى أنّ "المقاومة بهذا المعنى لم تعد شعارًا فارغًا لمسيرة، بل أصبحت تحمل معنى وجوديًّا وعقلانيًّا، بحيث أنّ اختصارها في شعار لن يؤدي إلّا إلى الخسارة. إنّ السياسة الكلية للنظام المتمثلة في زيادة العمق الاستراتيجي هي الضامن والحافظ للتقدم الشامل الذي ينتظرنا، وإنّ الشهيد الحاج قاسم سليماني، إلى جانب الشهيد الحاج حسن طهراني مقدم، هما رائدا هذا الأساس العقلاني والوجودي للتقدم المتزايد لإيران، كما أنّ استمرار هذا الخط ليس أمراً قابلاً للتفاوض؛ لأنّ هذه المساومة في الواقع هي مساومة ومتاجرة على المبدأ الوجودي لوجود البلاد. المقاومة، بهذا المعنى، تضمن وجود كل فاعل، وإذا تجاوزنا الموقف الأيديولوجي، يصبح من الواضح تمامًا أنّ القول بأنّ أميركا على خلاف مع المبدأ الوجودي للنظام الإيراني يتوافق مع المبادئ الأساسية للنظام".
وأوضحت الصحيفة: "لتحليل وفحص هذه الثنائية بين التقدم والمقاومة، لا بد من ملاحظة أن هذين المفهومين المتناقضين ظاهريًّا، يعكسان في الواقع رؤية لعمليات اجتماعية واقتصادية وثقافية معقدة. التقدم، كمفهوم أساسي في صنع السياسات العالمية، يشير إلى تقدم المجتمعات وتطورها في مختلف المجالات، في حين تشير المقاومة عادةً إلى مواجهة التغييرات والتطورات غير المرغوب فيها أو المفروضة من قبل قوى خارجية أو حتى داخلية. وهذا يعني أنّ التقدم، وخاصة عندما تقترحه مؤسسات دولية أو دول قوية، يُنظر إليه باعتباره مشروعًا عالميًّا له أهداف ومعايير خارجية لا علاقة لها بالخصائص المحددة لأمة ما، وفي واقع الأمر، عندما يكون الحديث عن التقدم باعتباره عملية عالمية، فإنّ هذا المفهوم يتسبب بطريقة أو بأخرى في تأثر الثقافات والأمم بالأنماط الخارجية والصراع مع خصائصها الخاصة كجزء من الهوية الوطنية. ومن ناحية أخرى، فإنّ المقاومة، بمعنى مواجهة هذه الإملاءات، والتي تظهر في كثير من الحالات في شكل مقاومة اجتماعية وثقافية وسياسية، هي في الواقع دفاع عن الهوية الوطنية وحقوق الأمم، ولكن مقاومة التقدم بهذا المعنى لا تعني فقط معارضة التغيرات والتطورات الاجتماعية والاقتصادية، بل تشير ضمنًا أيضًا إلى الحاجة لنموذج للتقدم يتوافق مع الخصائص الثقافية والاجتماعية المحددة لكل أمة".
كيفية تحييد العقوبات والتهديدات الاقتصادية
كتبت صحيفة إيران: "بَنت العديد من الدول المصدرة للنفط، وخاصة الدول الأقل نموًّا مثل بلدنا، اقتصاداتها على عائدات النفط، ويؤدي هذا الاعتماد إلى تعرّض اقتصادات هذه البلدان لتقلبات حادة عندما تنخفض أسعار النفط، أو ينخفض الطلب عليه، أو عندما تفرض عقوبات على الدولة. إن هذا الاعتماد لا يهدد التنمية المستدامة فحسب، بل يفرض أيضًا تحديات عديدة ومستحيلة في بعض الأحيان على التخطيط الاقتصادي".
ولفتت إلى أنّ "الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد الإرهاب بعد أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، والإضرابات العمالية، والتهديدات المستمرة بالأعاصير ضد منصات النفط، والحرائق، والتهديدات الإرهابية ضد المصافي، كل هذه الأمور، قد تسببت في بعض الأحيان في ارتفاع أسعار النفط من تلقاء نفسها، وقد أدت مثل هذه المشاكل إلى تسريع ارتفاع الأسعار مؤقتًا، ولكن تاريخيًّا، كانت الزيادات الطويلة الأجل في أسعار جميع أنواع النفط مدفوعة بسياسات الدول الكبرى".
وأضافت الصحيفة: "لقد تزامنت بداية فرض العقوبات والضغوط الاقتصادية في الحكومتين التاسعة والعاشرة مع فرض العقوبات على إيران، ممّا جعل اقتصاد البلاد يواجه أزمات لا حصر لها، وقد نُفّذت سياسات، أدى بعضها، مثل التحايل على العقوبات من قبل بعض الأفراد، إلى ظهور أزمات داخلية أخرى، على الرغم من أن بعض السياسات التي نفذتها الحكومة كانت حتمية".
كما أوضحت أنّ "أحد الحلول المهمة للتغلب على الاقتصاد المعتمد على النفط هو الاستثمار في الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الهيدروجين، وتسعى العديد من الدول الغنية بالنفط إلى تطوير مشاريع ضخمة في هذا المجال. ويعد تطوير الصناعات البتروكيماوية، والسيارات، والإلكترونيات، والسياحة من الأساليب الأخرى التي تسعى هذه الدول إلى تحقيقها لتقليل اعتمادها على النفط، كذلك، اعتمدت الدول الغنية بالنفط استراتيجيات مختلفة للتحضير لمستقبل بدون نفط، من الاستثمار في الطاقة المتجددة إلى تطوير الصناعات غير النفطية وإنشاء صناديق الاستثمار، فإنّهم جميعًا جزء من هذه التغييرات، ومن يتبع هذا الطريق بجدية أكبر سوف يحقّق نجاحًا أكبر في المستقبل، والحقيقة هي أنّ العالم يتجه نحو استخدام مصادر الطاقة المستدامة، وإنّ البلدان التي تستعد لهذا التغيير في وقت أقرب سوف تتمتع بمستقبل أكثر إشراقًا، وسوف يواجه أولئك الذين يظلون معتمدين على النفط تحديات كبيرة".
التفاوض في الوضع الحالي يعني الاستسلام
كتبت صحيفة جام جم: "تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لـ"فوكس نيوز" متناقضة إلى درجة أنّها تبدو وكأنّه يركب الأمواج في مناقشاته الإعلامية، وبالطبع، لا يجب أن نغفل أن هذا النوع من الخطابات لترامب هو الاستراتيجية التي اختارها في مقارباته المختلفة".
وأشارت إلى أنّ "هذا النهج يبدو واضحًا أيضًا في مواقفه تجاه إيران، لذلك، ومن أجل تحليل كلماته والردّ عليها، من الضروري أن نفهم ونفحص محتواها جيدًا. وكان ترامب، في المقابلة الأخيرة التي أجراها، قد تطرق إلى قضايا مختلفة، أحدها موقفه من إيران، ففي حين تحدث عن اتفاق مع إيران، أكّد أنه لا يريد أن تمتلك إيران أسلحة نووية، إلّا أنه لم يذكر صراحةً تدمير المنشآت النووية الإيرانية بالكامل، وردًّا على هذا التعليق، يجب أن يُقال: إذا كان الأمر يتعلق بقنبلة نووية، فإنّ المسؤولين في بلادنا صرّحوا بوضوح بأنّنا لا نسعى إلى بناء أسلحة نووية ولن نفعل ذلك في المستقبل".
وتابعت: "ومن المواضيع الأخرى التي تناولها ترامب في خطابه قضية الصواريخ الباليستية، وكانت هذه تعليمات مكتوبة من ترامب بشأن احتواء الصواريخ الباليستية الإيرانية، القادرة على الوصول خارج الغلاف الجوي وتتمتع بقدرات استهداف دقيقة، ممّا يجعل اعتراضها صعبًا، كما تعتبر قضية الأسلحة غير المتكافئة والتقليدية أيضًا إحدى القضايا التي تحدث عنها الرئيس الأميركي، وإذا كان الأمر كذلك، فإنّ إيران أو أي دولة أخرى لن توافق على مثل هذه المفاوضات، لأنّ هذا يعني الاستسلام وليس التفاوض، ولذلك لا بدّ من توضيح معنى كلمات ترامب وهدفها حتى يتسنى تنوير الرأي العام".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
12/02/2025