نصر من الله

الخليج والعالم

خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني محط اهتمام الصحف الإيرانية
12/02/2025

خطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني محط اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 12 شباط/فبراير 2025 بالتطورات الإقليمية والعالمية، وكانت الموضوعات الرئيسية التي تصدرت عناوينها ومقالاتها قضية المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية وخطة ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني، وكذلك احتلت الأوضاع السورية والعلاقات التركية الغربية محلًا للنقاش.

أردوغان ومعضلة ترامب

كتبت صحيفة رسالت: " بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية عام 2024، تأمل تركيا في تحسين العلاقات مع واشنطن، لكن الخلافات العميقة حول القضايا الإقليمية والاقتصادية والأمنية لا تزال تمنع البلدين من التقارب. أصبحت قضية عضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي محورًا جديدًا للمساومة بين تركيا والولايات المتحدة. في عام 2021، بعد أن اشترى أردوغان أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية S - 400، حظرت الولايات المتحدة بيع الطائرات المقاتلة الحديثة إلى تركيا. في المقابل، أعلن الزعيم التركي أن بلاده لن توافق على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي حتّى توافق الولايات المتحدة على بيع أحدث طراز من طائرات إف - 16 المقاتلة إلى أنقرة". 

وقالت: "ليس من المستغرب أن يصاحب فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 في تركيا راحة البال والأمل في تحسين العلاقات بين البلدين. وبعد انتهاء السباق الانتخابي مباشرة، في 6 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، هنأ أردوغان ترامب شخصيًا على فوزه، واصفًا إياه بـالصديق. كما أعرب عن رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية بين أنقرة وواشنطن".

وأضافت الصحيفة: "من ناحية أخرى، أمر ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الألمنيوم والصلب التركية. وكان ترامب أيضًا أول رئيس أميركي يفرض خمس جولات منفصلة من العقوبات على الحكومة التركية - بما في ذلك وزارات الدفاع والداخلية والعدل، بالإضافة إلى مسؤولين في صناعة الدفاع التركية".

وأشارت إلى أنَّه "اليوم، بعد مرور أربع سنوات، هناك خلافات موضوعية بين تركيا والولايات المتحدة، الطرفان عازمان على حلها. على سبيل المثال، تسعى أنقرة إلى الانضمام إلى مجموعة البريكس؛ منظمة تهدف إلى الحد من الهيمنة الأميركية في التجارة العالمية من خلال القضاء على الدولار في المعاملات بين الحكومات". 

وتابعت: "كما أن للولايات المتحدة وتركيا وجهات نظر مختلفة بشأن آفاق حل القضية الفلسطينية. وليس كلّ أعضاء إدارة دونالد ترامب الجديدة على استعداد للدخول في حوار بناء مع أنقرة. اتّهمت تولسي غابارد، التي من المقرر تعيينها مديرة للاستخبارات الوطنية الأميركية في الإدارة الجديدة، تركيا بـ "دعم الجهاديين". كما يتبنى ماركو روبيو، وزير الخارجية الأميركي المقبل، موقفًا معاديًا لتركيا، حيث يتهمها "بالفشل في احترام حرية التعبير وحقوق الإنسان" ودعم القوات الكردية في شمال سورية".

ولفتت إلى أنَّ "الحكومة التركية تعمل حاليًّا على إعداد خارطة طريق لتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. ويرى الخبراء أنه على الرغم من قدرة ترامب وأردوغان على إقامة حوار بناء ووجهات نظر محافظة متشابهة، إلا أن هناك عدة خلافات جدية وموضوعية بين الولايات المتحدة وتركيا تمنع البلدين من التقارب. ففي المقام الأول يسعى ترامب إلى تعزيز الموقف الاقتصادي لأميركا، وهو ما يتعارض مع مشاركة أنقرة في منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة البريكس. وبالإضافة إلى ذلك، تشعر واشنطن بالقلق إزاء تعزيز تركيا لموقعها في سورية، حيث تتواجد قوات أميركية أيضًا. كما أثارت الخلافات بين النظام "الإسرائيلي" وتركيا استياءً في الولايات المتحدة".

حقائق غير معلنة عن خيانة أميركا

كتبت صحيفة جام جم: " في ظل التطورات الأخيرة على الساحة الدولية، عادت قضية المفاوضات مع الولايات المتحدة إلى الواجهة مرة أخرى كموضوع ساخن ومثير للجدل. مع وصول الإدارة الجديدة إلى السلطة في الولايات المتحدة، تزايدت التكهنات بشأن إعادة التفاوض والتوصل إلى اتفاقيات جديدة، لكن مذكرة دونالد ترامب وإعلانه ممارسة أقصى قدر من الضغوط، إلى جانب إثارة القضايا النووية والإقليمية والصاروخية، دفعت العديد من الخبراء إلى الحديث عن إغلاق الولايات المتحدة لأي محادثات. وتبدي الجمهورية الإسلامية الإيرانية أيضًا تشككها في أي مفاوضات مع واشنطن، نظرًا لخبرتها الطويلة في التفاوض والتوصل إلى اتفاقيات مع الولايات المتحدة".

وأوضحت أنَّه "في مقابلة خاصة مع علي أكبر أحمديان ممثل قائد الثورة الإسلامية وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، تم التطرق إلى قضية الخطوط الحمراء للجمهورية الإسلامية في المفاوضات الدولية وتاريخ خرق أميركا لالتزاماتها في تعاملاتها مع إيران".

وتابعت: "في هذه المقابلة، مع التأكيد على التجارب المتكرّرة لإيران في المفاوضات مع الولايات المتحدة، انتقد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي بشدة نهج واشنطن المتسلط وخرقها المتكرّر لالتزاماتها. ويقول "إن استثنائية أميركا في قضية المفاوضات تعود إلى تجاربها التاريخية وعدم وفاء البلاد بالالتزامات الدولية. وهذا يدل على أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية اعتمدت سياسة ذكية، تعتمد على التجارب الماضية وبفهم دقيق لطبيعة سياسات أميركا. ويرى أحمديان أن ثنائية أميركا في التفاوض وخرق الوعود كانت خدعة واستراتيجية لهدم تماسك ووحدة الدول والأمم وأداة لهيمنتها".

ومما قاله في المقابلة: "لقد كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ البداية مفاوضة ولم تأخذ في الاعتبار سوى محظورين أيديولوجيين للتواصل والتفاوض مع الدول الأخرى. إن أحد هذين الطرفين هو العصابة الظالمة التي تحتلّ الأرض الفلسطينية، والطرف الآخر هو النظام العنصري الظالم لجمهورية جنوب إفريقيا السابقة، في الوقت الذي كانت فيه دولة جنوب إفريقيا الصديقة والشقيقة والثورية الحالية واقعة في براثن نظام الفصل العنصري الظالم. ومنذ نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا لم يكن هناك قيد أيديولوجي على التواصل والتفاوض مع دول العالم الأخرى، باستثناء "إسرائيل" المغتصبة. وإذا كانت أميركا قد استُبعدت، فقد كان ذلك لأسباب منطقية وعلمية ومتكرّرة".

وأشار إلى أنَّه "لقد أثبتت التجارب المتكرّرة لإيران الإسلامية واليوم للعديد من دول العالم أن المفاوضات مع أميركا غير مثمرة وغير مجدية، فإذا كانت أميركا تشكّل استثناء في المفاوضات اليوم، فإن ذلك يرجع إلى تجربة الترهيب المتكرّرة قبل وأثناء المفاوضات وخرق الوعود بعد الاتفاق، وليس بسبب الأيديولوجيا. كما تحدث قائد الثورة عن هذه القضية من موقع التجربة وليس من موقع العقيدة، حيث أكد في تصريحاته الأخيرة أننا سنتفاوض مع كلّ الدول، باستثناء دولة فلسطين المحتلة، والتي ليست دولة، هناك استثناء واحد فقط: أميركا. لأي سبب؟ بسبب التجربة، ففي الأيام الأولى للثورة لم يكن الإمام الخميني يؤمن بالتفاوض مع أميركا بسبب بصيرته الفريدة وفهمه لطبيعة أميركا".

وختم: "في نفس الوقت الذي أدلى فيه ترامب بتصريحاته، تم الإعلان عن أشد العقوبات ضدّ إيران في شكل مذكرة رئاسية، وتم تنفيذها بسرعة. خلال السنوات القليلة الماضية، وبعد انتهاك الاتفاق النووي، عقدت الولايات المتحدة، من خلال الوساطة ومن خلال سلطنة عمان، اتفاقيات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لم تلتزم بمعظمها. ومن بين تلك الحالات وجود أموال إيران في قطر، ورغم عدم الالتزام، أصرت على أن تلتزم إيران بالاتفاقيات وتقبل التزامات جديدة. إن تكرار هذه التجارب، وكذلك السلوك المماثل تجاه العالم، يثبت أن ثنائية التفاوض ونقض العهود هي خدعة وإستراتيجية أميركية لهدم تماسك ووحدة البلدان والأمم، وأداة للهيمنة عليها، وفي أفضل الأحوال أداة لسرقة الأمم، كما يعلن الرئيس الأميركي صراحة".

جهل ترامب بفلسطين

كتبت صحيفة وطن أمروز: "بعد خروقات متكرّرة لوقف إطلاق النار من قبل الكيان الصهيوني وحديث ترامب عن خطة لنقل سكان غزّة خارج فلسطين، وبعد تصاعد التوترات بين "إسرائيل" وحماس، أعلنت حركة حماس أنها ستعلق تبادل الأسرى حتّى إشعار آخر. قضية أثارت رد فعل عصبي وفوري من جانب الرئيس الأميركي". 

وأضافت: "يبدو أن تهديد دونالد ترامب ينقل رسالة مفادها أنه في الجولة الجديدة من العدوان "الإسرائيلي" المحتمل على قطاع غزّة، ينوي الشراكة بأكثر من مجرد توريد الأسلحة. توفير الأسلحة، الذي كان أيضًا على جدول أعمال ترامب خلال زيارة نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة، حيث باعت الولايات المتحدة للنظام الصهيوني ما يزيد عن 7 مليارات دولار من الذخيرة والأسلحة؛ التي يبدو أن النظام الصهيوني يخطط لاستخدامها في وقت مبكر. في هذه الأثناء، وضع ترامب إدارته أمام اختبار جدي عندما هدّد حماس والفلسطينيين في قطاع غزّة". 

ولفتت إلى أنَّه "جاء إنذار ترامب لحماس في وقت تخوض فيه الحركة، كتائب القسام، وشعب غزّة، حربًا مع نظام الاحتلال الصهيوني منذ 16 شهرًا، ويعانون من كلّ جرائم الحرب خلال هذه الأشهر الستة عشر، ويبدو من غير المرجح أن يبقى هناك أي تهديد غير محقق للوضع الحالي في غزّة. من ناحية أخرى، يشير تهديد ترامب وإنذاره إلى اهتمامه القوي بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الأسرى الصهاينة في أسرع وقت ممكن".

وتابعت: "وهذا أمر يجب معالجته، لأن ترامب لم ينتظر حتّى انتهاء صفقة تبادل الأسرى ليكشف عن خطته اللاإنسانية لمستقبل غزّة، وأعلن عنها، الأمر الذي أثار ردود فعل سلبية كثيرة. وأشار العديد من المسؤولين السياسيين في العالم والمنطقة إلى عدم جدوى هذه الخطة وخطورتها، مشيرين إلى إمكانية تأثيرها السلبي على اتفاق وقف إطلاق النار. لقد أصبح التأثير واضحًا الآن، وترامب الذي ادعى سابقا أنه حقق وقف إطلاق النار في غزّة بلفتة مناهضة للحرب وسلمية، يرى الآن إنجازه المزعوم في خطر، ومن ناحية أخرى فإن خططه لمستقبل غزّة لم تنفذ بعد، وهي معرضة للتدمير. ولهذا السبب تحدث عن فتح أبواب الجحيم، ويبدو أن تصرف ترامب هو بمثابة فتح أبواب الجحيم عليه وعلى الحليف الرئيسي لأميركا في المنطقة".

الولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيراندونالد ترامبالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة