نصر من الله

الخليج والعالم

موقف الإمام الخامنئي الحازم حول التفاوض مع أميركا محور اهتمام الصحف الإيرانية 
09/02/2025

موقف الإمام الخامنئي الحازم حول التفاوض مع أميركا محور اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 09 شباط 2025 بكلام آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الحاسم بخصوص موضوع التفاوض النووي مع الولايات المتحدة الأميركية. كما ركزت على قضايا متعلقة بالسلوك الوقح للإدارة الأميركية في ما يتعلق بغزة والعالم ككل.

موقف القائد الحاسم

وبهذا الصدد، كتبت صحيفة همشهري: "كان الإمام الخامنئي حازمًا في معارضته للمفاوضات؛ كلمات واضحة وشفافة وصريحة بحجة بسيطة للغاية، وسبب المعارضة هي الخبرة، فهذه المعارضة لها منطق مهم؛ وهو نفس السبب الذي جعلهم في السابق يؤيدون المفاوضات مع أميركا".

وقالت: "دعونا نعود إلى الماضي، قبل سنوات مضت، عندما أثير موضوع المفاوضات في الحكومة آنذاك، كان لدى سماحته بيان تاريخي، وقال إنه غير متفائل بشأن المفاوضات، لكنه سمح لفريق التفاوض بالتصرف بمنطقه ونموذجه الخاص، ومدى تقدم الاتفاق النووي في ظل الخطوط الحمراء التي وضعتها القيادة هو مسألة أخرى، لكن النقطة الأساسية هي أن المفاوضات جرت في ظل دعم القيادة. ولكن ماذا كانت النتيجة؟ إن الطرف المفاوض الذي كان متسلطًا ومتطلبًا خلال المفاوضات الدبلوماسية، والذي كان قد حدد النتيجة النهائية لصالحه، لم يلتزم عمليًا حتى بالحد الأدنى من الالتزامات، وانتهك الاتفاق، ولم يندم أبدًا على هذا التسلط".

وتابعت: "اليوم، مرت سنوات عديدة على تلك الحادثة، وتحول دعم الإمام الخامنئي إلى معارضة واضحة، لأنه في يوم من الأيام اتفقوا على التفاوض من أجل نمو المجتمع، واليوم يعارضونه من أجل تثبيت نفس النمو العام"، مردفةً: "المسألة لا تتعلق بالحكومات أو الحركات السياسية؛ المسألة الاساسية هي الناس، وإن المعارضة اليوم هي استمرار لدعم الأمس، وهذا مبدأ لا يفهمه المحتالون السياسيون والمخططون الغربيون ورجال الأعمال الموالون لأميركا، لكن الشعب يقظ".

عالم ترامب الخيالي

من جهتها، قالت صحيفة وطن أمروز: "لقد لفتت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الطموحة والغريبة بشأن غزة الانتباه مرة أخرى إلى استراتيجيته في السياسة الخارجية الأميركية". 

وأضافت: "لقد تم وصف الترامبية في السياسة الخارجية الأميركية في العهد الأول باستراتيجيات مثل "الانعزالية" القائمة على مبدأ مونرو (مبدأ نادى بضمان استقلال كلِّ دول نصف الكرة الغربي ضد التدخل الأوروبي بغرض اضطهادهم)، أو "الاستثنائية"، ولكن في العهد الجديد، أظهر ترامب أنه يريد متابعة سياسات عدوانية وتدخلية خارج حدود أميركا، أو بعبارة أخرى، يقوم بتنفيذ مزيج من هاتين الاستراتيجيتين، وهكذا فإن ولاية ترامب الثانية "أميركا أولًا" قدمت حتى الآن صورة لسياسة توسعية تمامًا". 

وأشارت إلى أن التغيير الذي يسعى إليه الرئيس السابع والأربعون للولايات المتحدة في السياسة الخارجية يتمثل في توسيع "مبدأ مونرو" وليس اقتصاره على النصف الغربي من الكرة الأرضية، وهذا ما أشار إليه مستشاره للأمن القومي مايكل والتز الشهر الماضي باعتباره "مبدأ مونرو الثاني".

وأردفت: "نظرًا لمزاج ترامب وأسلوبه غير المنتظم في اتخاذ القرارات، فمن الصعب أن نعزو كلماته إلى استراتيجية كبرى، ولكن هناك أمر واحد واضح، إن منطق مناطق النفوذ سيكون في قلب نهجه للنظام العالمي، وهذا جزء من رغبته الطويلة الأمد في الانسحاب من العولمة، والتعددية، والتحالفات المعقدة، والحروب التي لا تنتهي في الأراضي البعيدة". 

وأكدت أن خطة دونالد ترامب الخطيرة بشأن غزة أظهرت أن الرئيس الأميركي لديه رؤية غير متماسكة في سياسته الخارجية في الشرق الأوسط، وأن أجندته في غرب آسيا تعاني من تناقضات جوهرية، وما قدمه ترامب بشأن غزة أثبت أنه لا يملك أدنى معرفة بمنطقة غرب آسيا، والقضية الفلسطينية، والديناميكيات السياسية والأمنية في الشرق الأوسط، ويبدو أن رجل الأعمال النيويوركي عاد إلى طبيعته النزوية ويعتبر غزة ريفييرا الشرق الأوسط".

"ممر إيران 2025" وبداية التعددية في دبلوماسية التكنولوجيا

من جانبها، أكدت صحيفة إيران أن إيران كانت منذ زمن طويل بمثابة طريق سريع وممر اتصال مهم بين ثلاث قارات على الأقل، في عصر التواصل الإنساني وجهًا لوجه في العصور القديمة، ولقد كان طريق الحرير وموقع إيران المحوري على هذا الطريق السريع الاستراتيجي دليلًا على الدور المهم الذي لعبته في الاتصالات عبر التاريخ، وعادت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الآن إلى الساحة مرة أخرى من خلال عدسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لكن العودة إلى دورها التاريخي المؤثر تبدو صعبة في ظل العقوبات الدولية الواسعة النطاق، ولكن الأمر ليس مستحيلًا.

وتابعت: "يعد انعقاد الحدث الدولي "ممر إيران 2025" في دبي بالإمارات العربية المتحدة، علامة فارقة في طريق تعزيز مكانة إيران كمركز لنقل البيانات في المنطقة. وقد أتاح هذا الحدث، الذي حضره مسؤولون رفيعو المستوى ونشطاء الاتصالات و15 من كبار مشغلي الاتصالات

الإقليميين والعالميين، فرصة جيدة لعرض قدرات البنية التحتية الإيرانية وتقديم إيران كطريق آمن ومستدام لنقل البيانات على المستويين الإقليمي والدولي".

وقالت إن الحضور القوي لشركات ومشغلي الاتصالات الإقليمية والدولية في هذا الاجتماع، وكلمة وزير الاتصالات في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعقد العديد من الاجتماعات والمناقشات الثنائية والمتعددة الأطراف، قبل يوم واحد فقط من مؤتمر الاتصالات العالمي، يوضح الأهمية المتزايدة للتعاون المتعدد الأطراف في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، في ظل الظروف الصعبة للعقوبات.

وفي إطار نهجها الجديد للتعاون الإقليمي في الخليج العربي، تجاوزت وزارة الاتصالات في الحكومة مستوى تعزيز العلاقات الثنائية ووضعت نهجًا متعدد الأطراف على جدول الأعمال، بحسب الصحيفة، وعلى مستوى أوسع، اتخذت خطوات في هذا الاتجاه من خلال تحديد وشرح استراتيجية دبلوماسية التكنولوجيا بالتفصيل. وبحسب المحللين، فإن النجاح في عقد الحدث الدولي "ممر إيران 2025" بمشاركة 15 شركة اتصالات إقليمية كبرى في دبي بالإمارات العربية المتحدة، بمبادرة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أرسل رسالة مفادها أنه حتى في ظل الظروف الصعبة للعقوبات، من الممكن التركيز على الجوانب الناعمة والأقل تحديًا للدبلوماسية، وهي دبلوماسية التكنولوجيا، واستخدام هذه القدرة المهمة لخلق نوافذ جديدة وفعالة في تعزيز السياسة الخارجية.

ورأت أن استمرار هذا النهج وعقد فعاليات سنوية مثل ممر إيران من شأنه أن يعزز دور إيران تدريجيًا كلاعب رئيسي في الاتصالات الإقليمية والدولية. ويتطلب ترسيخ مكانة إيران في النظام البيئي الرقمي الإقليمي استمرار التفاعلات وتطوير البنية التحتية للاتصالات وتعزيز التعاون المتعدد الأطراف.

ولفتت إلى أن المسار الذي بدأ أولًا في فنزويلا وكوبا في أميركا اللاتينية، ثم وصل إلى كازاخستان، وفي دبي، سعى إلى التعددية والتحالفات الإقليمية القائمة على القدرات المهملة في العقود الأخيرة، بما يتجاوز الاتصالات والتفاعلات الثنائية.

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل