نصر من الله

الخليج والعالم

فورين أفيرز: أصوات صهيونية بارزة تُحرّض واشنطن على إيران
03/02/2025

فورين أفيرز: أصوات صهيونية بارزة تُحرّض واشنطن على إيران

كتب الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق المعروف دنيس روس، وديفيد ماكوفسكي وهو مدير برنامج العلاقات العربية الإسرائيلية في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى، مقالة نُشرت في مجلة فورين أفيرز الأميركية قالا فيها، إنّ "أسهل طريقة للتعامل مع غزة وإيران ربما هي في معالجة كِلَيهما معًا، إذ يتردّد رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في التحرك باتجاه وقف دائم لإطلاق النار، لأنه يخشى من أن يؤدي ذلك إلى انهيار حكومته وإجراء انتخابات مبكرة، إلا أنّه وبالنسبة إلى نتنياهو، ليست هناك قضية أهم من منع إيران من أن تصبح نووية، فهذا هو الهدف المركزي في مسيرته السياسية الطويلة، وكلّما أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعدادًا للعمل مع "إسرائيل" حول إيران، سيكون من الأسهل لنتنياهو اتخاذ قرارات صعبة حول غزة".

وأشار الكاتبان إلى أنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّه يتعيّن على ترامب الإسراع نحو استخدام القوة العسكرية، لكنّه يعني أنّه يجب أن ينقُل رسالة واضحة إلى نتنياهو وطهران بأنه سيدعم هجمات "إسرائيلية" على بنية إيران التحتية النووية في حال فشلت الدبلوماسية، وسيُعزّز ترامب من فرص نجاح الدبلوماسية الأميركية مع إيران من خلال دعم ضربات "إسرائيلية"، وفق قولهما.

وأضاف الكاتبان: "إذا ما حصل نتنياهو على مقاربة مشتركة متفق عليها مع الولايات المتحدة للتعامل مع ما يعتبره تهديد "إسرائيل" الأكبر، فإنّ ذلك سيُسهّل عليه بشكل كبير اتخاذ القرار السياسي الصعب بالتّنفيذ الكامل لـ"صفقة" الأسرى والمضي قدمًا في وقف إطلاق النار"، ولفتا إلى أنّه لو نجحت هذه المقاربة، ستسمح لإدارة ترامب بوقف الحرب بشكل دائم، وإيجاد فرص جديدة على صعيد علاقات "إسرائيل" مع بلدان عربية، والأكثر أهمية أنها ستسمح بمعالجة التهديد الذي تشكّله إيران التي هي الخصم الأخطر للولايات المتحدة و"إسرائيل"، على حد تعبيرهما.

تابعا: "يتوجب أن يدرك نتنياهو من جهته بأنه قد يكون هناك ثمن إذا ما خرقت "إسرائيل" "الاتفاق" دون أن تخترقه حماس، ليس فقط أمام الشارع "الإسرائيلي" الذي يدعم في غالبيته "الاتفاق"، بل أيضًا مع ترامب"، وأوضحا أنّه: "سبق وأن أعلن ترامب الانتصار، ولن يرغب في أن يُشوِّه فشل "الاتفاق" سُمعته كـ"صانع سلام"، وسيجعل استئناف الحرب في غزة من شبه المستحيل بأن يتوسط ترامب للتطبيع السعودي "الإسرائيلي"، إذ إن السعوديين رفضوا المضي باتفاق "سلام" مع "إسرائيل" طالما بقيت الأخيرة في غزة".

كما رأى الكاتبان أنّ "هناك قضية واحدة قد يكون نتنياهو مستعداً للمخاطرة بحكومته ومواجهة انتخابات مبكرة من أجلها، وهي إيران وبرنامجها النووي، وقد لا يخاطر نتنياهو بحكومته في موضوع وقف الحرب في غزة، لكن قد يقتنع إذا ما شعر بأنّ لديه تفاهماً إستراتيجياً مع ترامب حول مساعدة الولايات المتحدة في ضمان ألا تنتج إيران أسلحة نووية".

ولفت الكاتبان إلى أن المسؤولين "الإسرائيليين" الذين يؤيدون ضرب برنامج إيران، يعترفون بأن الهجوم يجب ألا تُنفّذه "إسرائيل" وحدها، بل يريدون دعماً أميركياً مادياً ودبلوماسياً، إن لم يكن مشاركة مباشرة"، مردفين: "يمكن بالطبع طرح هذه الرغبة "الإسرائيلية" من قبل ترامب في المحادثات مع نتنياهو حول كيفية التعاطي مع مستقبل "اتفاقية" وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى "صفقة" التطبيع مع السعودية، وقد يكون ترامب مترددًا بالقول لـ"الإسرائيليين" إنّه سيدعمهم في حالة حرب، وذلك نظرًا لطموحه كـ"صانع سلام"".

وأوضحا أنّه "سيتعين على القوات الأميركية أن تلعب دورًا داعمًا في حال فشلت الدبلوماسية وهاجمت "إسرائيل"، بحيث تساعد الولايات المتحدة مجددًا في الدفاع عن "إسرائيل" ضد الهجمات الصاروخية الإيرانية، حتى وإن امتنعت عن أي مهام قتالية هجومية داخل إيران".

كما أشار الكاتبان إلى أنّ انقضاء المهلة الزمنية لآلية الرد السريع، وهو بند من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 يسمح للولايات المتحدة بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران، قد يشكل انقضاء هذه المهلة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2025 الموعد النهائي للمفاوضات الأميركية الإيرانية، وسيمنح هذا الموعد النهائي واشنطن المزيد من الأوراق ويمنع إيران من المماطلة، بحسب تعبيرهما، بينما يجري تحويل المزيد من اليورانيوم إلى مواقع سريّة.

وقال الكاتبان إنّ: "ترامب اليوم هو في وضعية جيدة للمساهمة في إنهاء الحرب في غزة وعودة الأسرى وإضعاف طموحات إيران النووية، كما قد يطبع العلاقات بين "إسرائيل" والسعودية، ويجد مساراً نحو الدولة الفلسطينية، شريطة أن يستجيب الفلسطينيون لبعض المعايير الملموسة"، على حد زعمهما، وتابعا بالقول إنّه: "قد يتمكن ترامب من القيام بكل ذلك دون أن يطلق رصاصة واحدة، إذا ما كان جاداً في تقديم نفسه كـ"صانع سلام"، عليه أن يقترح هذا النهج على نتنياهو، وبينما قد تفشل في النهاية مساعيه، إلا أن فرص النجاح اليوم هي أفضل مما كانت عليه في الماضي، ومن النادر أن تنسجم المصالح بهذا الشكل السلس في السياسة الخارجية، وبالتالي فأمام ترامب فرصة للقيام بشيء لم يستطع أسلافه سوى الحلم به".

الجمهورية الاسلامية في إيرانبنيامين نتنياهودونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة