الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: المقامرة بالجمارك.. خطة ترامب الاقتصادية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 03 شباط/فبراير 2025 بالأوضاع الإقليمية والدولية، ولا سيما التدحرج الصهيوني بعد ضغوطات وقف الحرب من قبل ترامب والاستمرار بها من قبل بعض الصهاينة، مضافًا إلى اهتمام الصحف بالتطورات السورية وبدء الحركة الدبلوماسية للشرع وغيرها من الموضوعات الدولية كقرارات ترامب الاقتصادية الهجومية ضدّ دول أخرى.
لعبة سفاح غزّة الخاسرة
كتبت صحيفة رسالت: " نتنياهو عند مفترق طرق في سعيه للبقاء في السلطة. من جهة، يهدّده سموتريتش بحل الحكومة إذا لم تستمر الحرب، ومن جهة أخرى يهدّد ترامب بأن بدء الحرب يعني فتح أبواب الجحيم.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، كان وزيران متطرّفان في حكومة نتنياهو، وزير الأمن الداخلي إيتامار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سيموتريتش، عامل أزمة ليس فقط بالنسبة لنتنياهو، بل وأيضًا بالنسبة للمنطقة والعالم. بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، انسحب بن غفير رسميًا مع حزبه الذي يشغل 6 مقاعد في الكنيست (البرلمان) من الائتلاف الحكومي، مما وضع حكومة نتنياهو مرة أخرى، التي تضم 62 مقعدًا متبقيًا، في وضع حرج وعلى وشك الانهيار.
الآن جاء دور سيموتريتش، وإذا غادر أيضًا حكومة نتنياهو بمقاعده السبعة الحالية، فإن الحكومة "الإسرائيلية" الحالية سوف تُحل، ومع انهيار الحكومة، سوف يُنهار الكنيست، أو برلمان النظام الصهيوني، أيضًا، وسيتعين على الصهاينة إجراء انتخابات مبكرة خلال ثلاثة أشهر.
[...] على مدى أكثر من عامين منذ بدء حكومته، قدم نتنياهو باستمرار تنازلات مختلفة، من الميزانية التي طلبها حزب سيموتريتش إلى الاستمرار في الموافقة على مشروع قانون الإصلاح القضائي ووقف إطلاق النار المؤقت، ولكن هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة. هذه المرة تتعارض مطالب سموتريتش مع مطالب ترامب. فبعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، قال للصهاينة والفلسطينيين إنه إذا لم تنته الحرب بحلول وقت دخوله البيت الأبيض، فإن أبواب الجحيم سوف تنفتح على المنطقة.
في البداية، كان يُعتقد أن تهديد ترامب كان موجهًا للفلسطينيين فقط، لكن إعادة قراءة هذه الرسالة عدة مرات وإرسال مجموعة متنوعة من المبعوثين الأميركيين إلى المنطقة أظهرت أن هذا التهديد كان موجهًا أيضًا للصهاينة. والآن، نتنياهو هو الذي يوجه تهديده إلى الفلسطينيين عند مفترق طرق. إذا لم يوقف الحرب، فسيواجه تهديدات من ترامب. إذا أنهى الحرب، فسوف يواجه تهديد سيموتريتش بالاستقالة وإسقاط حكومته.
[...] وفي حين أن دخول الصهاينة إلى حرب متجددة مع المقاومة في غزّة، وفقًا للتقارير التي نشرها الأميركيون أنفسهم وأجهزة الأمن والعسكرية "الإسرائيلية"، مع عمليات الإصلاح وإعادة البناء التي تمت في بنية حماس، سوف تصاحبه ضربات موجعة وإصابات بالغة لهم، ورغم أنه من الممكن أن يعود الصهاينة إلى الحرب، إلا أن إمكانية حدوث ذلك أصعب من عدم حدوثه. وسوف يحدث هذا الوضع إذا تمكّن نتنياهو من الحصول على تنازلات كبيرة من ترامب خلال زيارته للولايات المتحدة ولقائه به. وهذه ليست مهمّة بسيطة وقد تأخذ مسارا معاكسا تمامًا لما نتصوره.
وبالإضافة إلى السيناريوهات المفترضة أعلاه، إذا فشل نتنياهو في دخول الحرب وغادر سيموتريتش الحكومة وفقًا لشروطه، فإن الحكومة ستنهار وبالتالي سيتم حل الكنيست، وستكون الأراضي المحتلة جاهزة للانتخابات المقبلة، في هذه الحالة، سيكون نتنياهو في وضع حرج".
العودة إلى المنزل
كتبت صحيفة قدس: " توجه الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع (الجولاني) إلى الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية في أول زيارة رسمية له. وجاءت هذه الزيارة بهدف جذب الدعم الدولي والإقليمي، وجاءت في أعقاب زيارة وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى دمشق. وترمز زيارة الجولاني إلى السعودية إلى تطوّرات جديدة في المعادلات السياسية في سورية، وتسلط الضوء على الجهود الدبلوماسية التي تبذلها السعودية لإيجاد حل دائم للأزمة السورية. في الوقت نفسه، تحدثت وسائل إعلام تركية عن زيارة الجولاني إلى تركيا ولقائه مع أردوغان لبحث التطورات في شمال سورية".
وفي إشارة إلى هذه الرحلة، قال الدكتور ناصر الترابي، الخبير في الشؤون الإقليمية، في حديث لصحيفة قدس: "هذه الرحلة تستحق النظر إليها من عدة جوانب، أولًا، التنسيق بين السعودية والجولاني، وثانيًا، المخاوف المشتركة لدى الجانبين بشأن مستقبل سورية وبعض الأطراف الإقليمية. ويبدو أن هذين الجانبين يتحركان بعقلانية واحدة لدفع القضايا السورية إلى الأمام. وأظهرت التطورات الأخيرة أن تركيا وقطر في جانب، والإمارات والسعودية في جانب آخر. لكن من حيث المبدأ، تتفق جميع الأطراف على وجهة نظر وفهم مشتركين بشأن سقوط نظام بشار الأسد".
وأضاف: "هذه الرحلة ستكون بالتأكيد واحدة من الرحلات الأكثر تأثيرًا في مستقبل سورية، لكن الأخبار الواردة تظهر أن هناك خلافات كثيرة وتوقعات سعودية من الجولاني.
[...] في المجال الإقليمي، لا تريد أي دولة تقريبًا، حتّى المملكة العربية السعودية، تنفيذ خطط "إسرائيل" في سورية، وتقسيم سورية إلى عدة أجزاء لا يصب في مصلحة الدول الإسلامية، والمستفيد من هذا الوضع هو "إسرائيل" فقط. ومنع انهيار سورية وتقسيمها من أبرز اهتمامات المملكة العربية السعودية".
المقامرة بالجمارك
كتبت صحيفة جام جم: "في الأول من شباط/فبراير، أعلن دونالد ترامب، الرئيس السابع والأربعون للبيت الأبيض، فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من الشركاء الثلاثة الرئيسيين لواشنطن، الصين وكندا والمكسيك.
[...] إن شعور الرئيس الأميركي بالثقة في خططه الاقتصادية ينبع من عدم فهمه لأبعادها المثيرة للقلق. ترامب ونائبه، يحملان خطة جذرية للتدخل الحكومي في الاقتصاد الأميركي، تتضمن زيادة الرسوم الجمركية على جميع السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة بما يتراوح بين خمسة إلى عشرة أضعاف ما كانت عليه خلال ولايته الأولى، والتي فرضت فقط على السلع الصينية.
[...] لقد تغيرت ديناميكيات العلاقات بين واشنطن ومكسيكو سيتي، حيث يتهم المقربون من البيت الأبيض الحكومة المكسيكية بإقامة علاقات لا تطاق مع عصابات المخدرات. وهذه هي المرة الأولى منذ عقود من الزمان التي يرتبط فيها التعاون الاقتصادي بين الولايات المتحدة والمكسيك بشكل صريح بالمتطلبات الأمنية لأن السيطرة على الحدود مرتبطة بمكافحة عصابات الاتجار بالمخدرات اللاتينية. يبدو من المرجح أن تؤدي سياسة التعريفات الجمركية التي ينتهجها ترامب إلى إضعاف الاقتصاد المكسيكي. وسوف يكون للتعريفات الجمركية تأثير كبير على اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA)، وسوف يؤدي تنفيذ خطة ترامب العدوانية إلى تعطيل الاقتصاد المكسيكي بسرعة.
ويبدو أن استراتيجية ترامب التجارية الجديدة سوف تشكّل الأساس للسياسات الاقتصادية لواشنطن على الأقل خلال السنوات الأربع المقبلة".
وختمت: " للوهلة الأولى، فإن السؤال الذي يطرح نفسه لدى المراقبين للأوامر التنفيذية للرئيس الأميركي هو أن ترامب تحدث بشكل عام ضدّ الصين، ولكن الآن تمّ فرض أعلى الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك. ما هو سبب هذه السياسة؟ [...] في الواقع، يمكن القول إن الولايات المتحدة أصبحت أقل اعتمادًا على السلع التصديرية المباشرة من بكين، كما أن التجارة الإقليمية تحل إلى حدّ ما محل التجارة الدولية. ولكن الصين نجحت في تنفيذ خدعة رائعة كان دور المكسيك فيها جديرًا بالملاحظة. ويعاني الأميركيون من عجز تجاري يبلغ نحو 160 مليار دولار مع المكسيك، وتتحايل الصين على الرسوم الجمركية التي تفرضها واشنطن من خلال نقل السلع والخدمات والمنتجات الصناعية إلى المكسيك. على سبيل المثال، صدرت بكين 625 ألف سيارة إلى المكسيك، والتي دخلت بدورها إلى الولايات المتحدة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف