هل اقترب زوال الاستعمار الاستيطاني "الإسرائيلي"؟

قال الكاتب الأميركي ريتشارد وولف، إن "إسرائيل" حاولت أن تمارس استعمارًا استيطانيًا على نمط الاستعمار الاستيطاني الأوروبي الذي ساد في أنحاء مختلفة من العالم، مضيفًا أن "إسرائيل" أنشأت تحالفًا مع قوة عظمى وهي الولايات المتحدة، يستطيع أن يساعدها على الدفاع عن استعمارها الاستيطاني.

وفي مقالة نُشرت على موقع "Asia Times"، تابع الكاتب أن التحالف الوطيد الذي نشأ مع الولايات المتحدة جعل "إسرائيل" وكيلها الأساس في الشرق الأوسط، مردفًا أن غالبية القادة الصهاينة كانوا مستعدين لدفع ثمن هذا التحالف، وكان هناك ثمن آخر تمثل في اعتماد "إسرائيل" العسكري والاقتصادي والسياسي على الولايات المتحدة. 

كذلك تحدث عن إقامة روابط ثقافية وأسرية قوية مع مجتمعات شريكة ذات نفوذ مالي وسياسي في الولايات المتحدة وأوروبا، قائلًا إن القادة "الإسرائيليين" أملوا بالتالي أن يستمر ويتنامى الاستعمار الاستيطاني رغم الأمثلة التاريخية التي أثبتت عكس ذلك.

ولفت الكاتب إلى أنه بدا لبضعة عقود للكثيرين داخل وخارج "إسرائيل"، كأن إستراتيجية قادتها وعلاقاتهم قد تؤمن الاستعمار الاستيطاني، موضحًا أن ما حصل مع بريطانيا في كينيا (حين كانت بريطانيا تستعمر البلد الأفريقي) بدأ يتكرر في "إسرائيل"، حيث قاوم الفلسطينيون ونشأت في ما بعد حركات كبيرة، قبل صعود حالات تمرد قوية ومنظمة. 

وأكد أنه ثبت في كل مرة أن الانتصارات "الإسرائيلية" ما كانت سوى مقدمة لأشكال أقوى من الرفض مع المزيد من الدعم الدولي للفلسطينيين.

وحذر الكاتب من أن الضحايا الذين نجوا من العنف "الإسرائيلي" المتطرف في غزة بدؤوا يظهرون من الآن باندفاع أقوى وتدريب أفضل ومع أسلحة أكثر فاعلية. كما حذر من أن أطفال هؤلاء الضحايا سيكون من بينهم أيضًا من هم مصممون على إنهاء استعمار "إسرائيل" الاستيطاني.

وشدد على أن التاريخ والوقت الآن أصبحا لصالح الفلسطينيين، وحتى وزير الخارجية السابق أنتوني بلينكن الداعم بقوة لـ"إسرائيل" اضطر إلى أن يعترف بهذا الواقع، مشيرًا إلى ما قاله بلينكن عن أن التقييمات تفيد بأن حركة حماس جندت عددًا يساوي تقريبًا عدد الذين فقدتهم، وذلك هو وصفة للتمرد المستمر والحرب الدائمة.

ريتشارد وولف قال، إن الانحدار الحالي للإمبراطورية الأميركية يفرض واقعًا مماثلًا لما حصل مع البريطانيين في كينيا (حيث اضطرت بريطانيا إلى الاعتراف بالنهاية باستقلال كينيا)، وذلك بعد الحرب في غزة. ورأى أن عددًا متزايدًا من القادة الأميركيين يرون أن مخاطر وأثمان التحالف مع "إسرائيل" تزداد أسرع من المكاسب، والعديد بمن فيهم مواطنين أميركيين، أصبحوا على قناعة بأن تزويد "إسرائيل" بالمال والسلاح جعل الولايات المتحدة متواطئة مع الإبادة الجماعية، وبالتالي معزولة عالميًا. وتبع ذلك وقف إطلاق النار الذي فرضه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ولفت الكاتب إلى أن كيفية تصدي "إسرائيل" لما يجري وتجنبها للانتقادات المستمرة لا يهم بقدر ما يهم المسار الحالي، فالتاريخ يفيد بأن بنيامين نتنياهو أو خلفاءه ستقطع روابطهم في النهاية مع الولايات المتحدة، وخسارة هذا التحالف ستسرع في إنهاء استعمار "إسرائيل" الاستيطاني.

الكيان الصهيوني

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم