نصر من الله

الخليج والعالم

تباين أميركي- "إسرائيلي" حيال إيران في ولاية ترامب الثانية
29/01/2025

تباين أميركي- "إسرائيلي" حيال إيران في ولاية ترامب الثانية

رأى الباحث المتخصص في الشؤون الأميركية علي رزق أن: "هناك مؤشرات تفيد بأن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال ولايته الثانية، لن تكون داعمة لـ"إسرائيل" بالشكل الذي كانت عليه خلال ولايته الأولى. ومن أبرز هذه المؤشرات تلك التي تفيد بأنه سيختار نهجًا أقل تصعيدًا حيال طهران، حيث قد يتسبب ذلك بفجوة حقيقية في العلاقات الأميركية- "الإسرائيلية"، وذلك نظرًا إلى هوس رئيس حكومة العدو بإيران".

وفي مقالة له، نُشرت على موقع "ذا أمريكان كونسيرفتف" ("The American Conservative")، قال رزق: "إن ترامب شدد، خلال خطاب تنصيبه، على طموحاته بأن يذكره التاريخ بصانع السلام، وعلى أن النجاح سيُحدَّد بعدم الانخراط في الحروب"، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصريحات تحمل أهمية خاصة بالنسبة إلى الشرق الأوسط الذي شكّل ساحة القتال الأساسية للجيش الأميركي منذ هجمات الحادي عشر من أيلول 2001، وأن الأهم من ذلك هو كلام ترامب وكأنه رفض للدعوات المطالبة بتهديد إيران بالعمل العسكري على خلفية برنامجها النووي، مضيفًا أنه: "في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، وجّه الدبلوماسي الأميركي الصهيوني السابق دنيس روس، والمعروف بولائه لـ"إسرائيل"، دعوة في هذا السياق، قائلًا إن وضع الخيار العسكري على الطاولة سيزيد من احتمال قبول طهران بصفقة".

ولفت رزق إلى أنه وبينما قد يقول البعض إن إعلانات ترامب وحدها ليست كافية للحديث عن رفض هذه الوصفات السياسية، فقد تبنى مسؤولون كبار في إدارة ترامب نبرة مماثلة، وذهبوا إلى حد القول إن المصالح الأميركية و"الإسرائيلية" لا تتطابق عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع إيران. وأشار رزق إلى ما قد أوضحه نائب الرئيس الأميركي جيمس ديفيد فانس، خلال مقابلة مع برنامج "توم ديلون شو" في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، إذ قال "إنه أحيانًا ستكون لنا مصالح متداخلة، وأحيانًا ستكون لدينا مصالح تختلف عن مصالح "إسرائيل"، كذلك أضاف فانس أن: "مصلحتنا تقتضي بتأكيد عدم الذهاب إلى حرب مع إيران".

كما أن بعض المسؤولين الأكثر تشددًا، في إدارة ترامب الثانية، لمّحوا إلى إمكان التوصل إلى "صفقة" مع إيران، بحسب رزق، إذ قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو للمشرّعين، خلال جلسة المصادقة على تعيينه، إنه: "علينا أن نكون منفتحين على أي تسوية تسمح لنا بإحلال الأمن والسلام في المنطقة".

كما أكد رزق أن ما قام به ترامب مؤخرًا على صعيد التعيينات والإقالات يصب في الاتجاه نفسه، موضحًا أنه، على سبيل المثال: "هناك تسمية المدعو إلبريدج كولبي لمنصب مستشار وزير "الدفاع" (الحرب) للشؤون السياسية، فيعارض كولبي، والمعروف بنهجه الذي يركز بشكل أساس على الصين، العمل العسكري ضد إيران، ويصف الشرق الأوسط بأنه مسرح ثانوي على صعيد المصالح الأميركية. وأضاف رزق: "كذلك جرى اختيار المحلل السابق في الـ"سي آي أي" مايكل ديمينو لتولي ملف الشرق الأوسط في البنتاغون، فقد أثار اختيار الأخير، على وجه التحديد، المخاوف في الدوائر المؤيدة لـ"إسرائيل"، وذلك بسبب معارضته العمل العسكري ضد إيران وأيضًا للدعم الأميركي لـ"إسرائيل" ضد حزب الله. كما عارض ديمينو العمل العسكري ضد حركة أنصار الله، إذ رأى أن أفضل طريقة لوقف عمليات الأخيرة في البحر الأحمر هي بالضغط على "إسرائيل" للموافقة على وقف إطلاق النار في غزة". وأشار رزق إلى أنه في الوقت نفسه، أقال ترامب موفده السابق إلى إيران بريان هوك الذي كان من كبار مؤيدي حملة الضغوط القصوى على إيران، وهي خطوة تفيد بأن حتى التصعيد الاقتصادي قد لا يكون مطروحًا.

وأردف الكاتب: "تؤكد تعليقات جديدة لأصوات بارزة مؤيدة لـ"إسرائيل" أنه لم يعد هناك أمل، على ما يبدو، بأن ينفذ ترامب عمليات عسكرية ضد إيران. ففي مقالة، نشرت في صحيفة "وول ستريت جورنال"، كتبها مارك دوبوويتز ورويل مارك جيريتشت، وهما باحثان في معهد "الدفاع" عن الديمقراطيات الذي هو فعليًّا ناطق باسم حكومة نتنياهو، يشيران إلى الرفض القوي للحرب مع إيران داخل معسكر "ماغا" "MAGA" الموالي لترامب، إلا أنهما يلجآن على ما يبدو إلى "خطة ب"، إذ يدعوان ترامب إلى دعم العمل العسكري "الإسرائيلي" ضد إيران في حال فشل النهج الدبلوماسي المتشدّد".

وقال: "إن هجوم "إسرائيلي" على إيران سيؤدي إلى رفع حدة التوتر في المنطقة، بشكل دراماتيكي، وعلى الأرجح سيؤدي إلى تحول إيران إلى دولة تملك سلاحًا نوويًا، الأمر الذي سيقوض المصالح الأميركية ويزيد من احتمالات خوض قوات أميركية حرب في الشرق الأوسط"، مضيفًا: "قد يعارض ترامب هجومًا عسكريًا "إسرائيليًا" على إيران في ضوء هذه المخاطر، وإذا ما فعل ذلك، فسيتجنب مصير أسلافه الثلاثة الذين تغيرت سياستهم الخارجية رأسًا على عقب بسبب الشرق الأوسط. فقد كشفت الاستطلاعات أن الدعم الأميركي لـ"إسرائيل"، في الحرب الأخيرة على غزة، تسبب بخسارة المرشحة السابقة كامالا هاريس السباق الرئاسي أمام ترامب".

هذا؛ وأكد رزق" ""أنه نظرًا إلى اندفاعة ترامب لإثبات نفسه بأنه أكثر كفاءة من أسلافه، سيسعى جاهدًا إلى منع انحراف سياسته الخارجية بسبب هجوم "إسرائيلي" على إيران، والذي سيحمل معه خطرًا كبيرًا بجرّ الولايات المتحدة مجددًا إلى نزاع في الشرق الأوسط".

وأشار رزق إلى أن الرئيس الأميركي يبدو عازمًا على منع الشرق الأوسط من تعطيل أولويات أكثر إلحاحًا في السياسة الخارجية، مثل التنافس مع الصين وكارتلات المخدرات المكسيكية، مردفًا: "لقد كشفت التقارير، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، أن ترامب وجّه رسالة واضحة إلى نتنياهو أنه يريد إنهاء الحرب على غزة قبل استلامه الحكم، حتى قام ترامب بإيفاد موفده إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لإجبار نتنياهو على القبول بوقف إطلاق النار قبل مراسم التنصيب. كذلك أبلغ ترامب مسؤولين "إسرائيليين" كبار، في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بأنه يريد وقفًا لإطلاق النار على الجبهة اللبنانية- "الإسرائيلية"، معربًا عن دعمه لمساعي إدارة بايدن في هذا السياق".

ورأى رزق: "أن إظهار التباين بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، في المقاربة الأفضل حيال إيران، هي خطوة جيدة سواء على صعيد السياسة الداخلية أم الخارجية، خاصة إذا ما كان هناك خطر الحرب، وذلك نظرًا إلى عدم رغبة الشعب الأميركي بنزاعات عسكرية جديدة".

بنيامين نتنياهودونالد ترامب

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل