الإمام الخامنئي: حزب الله يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر بعد استشهاد السيد نصر الله 

 

قال آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي: "إن قضية الدين والبعثة هي قضية مستمرة وأبدية، وهذا يعني أن بركات البعثة يمكن التمتع بها في جميع المراحل"، مردفًا: "أن مبعث الرسول (ص) هو عيد حقيقي لأحرار العالم، ويمكن الإفادة من بركات هذه البعثة في كل المراحل إذا طبقنا العقل والإيمان، سيكون هناك إلهام وحركة وتحول في واقع الحياة وفي عقولنا".

وفي كلمة له، الیوم الثلاثاء، خلال استقباله جمعًا من مسؤولي البلاد إلى جانب ممثلي وسفراء الدول الإسلامية احتفاءً بذكرى المبعث النبوي الشريف، أكد سماحته أن حركة المقاومة هي امتداد لبعثة النبي الأكرم (ص)، لافتًا إلى أن المقاومة التي انطلقت من إيران أيقظت الشعوب المسلمة، وجعلت بعضها تتحرك على الساحة، كما أيقظت ضمائر الكثير من غير المسلمين، مشيرًا إلى أن نظام الهيمنة كان مجهولًا بين الكثير من الشعوب، لكن المقاومة أسهمت في كشفه وتعريفه للعالم.

وشدّد الإمام الخامنئي على أن: "ما يحدث اليوم هو الوصف الدقيق للاستعمار والغطرسة الأميركية، وأميركا واقعة تحت تأثير القوى المالية الرائدة في العالم". كما قال سماحته: "انظروا إلى غزة، هذه المنطقة الصغيرة والمحدودة استطاعت أن تُركع الكيان الصهيوني، وهو كيان مدجج بالسلاح ويحظى بدعمٍ كاملٍ من أميركا"، مردفًا: "غزة جعلت الاحتلال يجثو على ركبتيه، فهل هذا أمر بسيط؟ هذه هي بركة المقاومة". وأشار السيد  الخامنئي إلى أن هذه المقاومة تستند إلى الإيمان والعقل والتوكل على الله، واليقين بأن العزة كلها لله، مستدلًّا بالآية القرآنية: "وَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا".

كما تطرق سماحته إلى استشهاد سيد شهداء الأمة سماحة السيد حسن نصر الله، ورأى أن رحيل شخصية بحجمه خسارة عظيمة، فهو من القادة القلائل في العالم الذين امتلكوا هذا المستوى من البصيرة والشجاعة، وقال: "حزب الله المُظفّر تكبّد خسارة بحجم فقدان شخصية مثل السيد نصر الله، وهذا ليس بالأمر الهيّن"، مضيفًا: "كم لدينا في العالم من شخصيات عظيمة بحجم السيد حسن نصر الله، هذا الشهيد الجليل؟ لقد فقد حزب الله شخصية كهذه"، وتابع قائلًا: "الأعداء والأصدقاء ظنوا أن استشهاد السيد حسن نصر الله سيؤدي إلى نهاية حزب الله، لكن الحزب أثبت العكس، بل ازدادت عزيمته واستطاع أن يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر".

وفي ما يتعلّق بالمناسبة، أوضح سماحته أن: "التحول نفسه حدث في بداية البعثة، إذ تولى النبي محمد (ص) بنفسه زمام المبادرة وجاء إلى مركز الميدان وقام بالعمل بنفسه بذلك الجهد الذي لا يوصف. وهذا في كل الأوقات متناسب مع الجنس البشري، ورغم بعدنا عن تلك القمة العظيمة، فهذا من الممكن، ولكن ما هي الشروط؟ الشرط هو أن نستخدم ذلك العاملين اللذين اتبعهما الرسول الأكرم، وهما: العقل والإيمان"، مشددًا على أنه: "إذا استخدمنا العقل والإيمان، سوف تنشأ البعثة، وسوف تنشأ الحركة، وسوف يحدث التحول، إن التحول في العقل يخلق تحولًا في واقع الحياة، ويحل المشكلات، ويصححها، وهذا هو الدرس الذي ينبغي أن نتعلمه من هذه المهمة".

وأضاف السيد الخامنئي: "أن ذكرى البعثة النبوية، في هذا العام، تتزامن مع  ذكرى انتصار الثورة الاسلامية في شباط، ونأمل أن تكون حركة الثورة الإسلامية والحركة التي نقودها، وهدف مؤسس هذه الحركة الإمام الخميني- رضي الله عنه- هو اتباع نهج الرسول (ص)"، مؤكدًا أنه: "ستستمرّ المهمة- إن شاء الله- على هذا المنوال وتتقدم في طريقها"، معربًا عن أمله في استمرار مسيرة الثورة الإسلامية وفقًا لنهج مؤسسها الذي استلهم حركته من سيرة النبي وبعثته الشريفة.

وتابع الإمام الخامنئي: "نظام الحياة يرتكز على الفكرة الموجودة عند من يحكم الحياة، أنه إذا حدث التحول الفكري والإدراكي والفهم للكون والوجود عند البشر والمجتمعات؛ فإن الأنظمة السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية سوف تنشأ وتتشكل على أساسه". وأردف سماحته: "رسالة الرسول الأعظم (ص) بارزة في هذا المجال، الآن، هناك جوانب عديدة للنبوة تميّزها عن سائر الأحداث، ولكن بعثة الرسول الأكرم (ص) استثنائية في هذه الخاصية بالذات، فالتحول الذي أحدثته، من حيث الأفكار والسلوك والمجتمع والبشر بمرور الوقت كان استثنائيًّا"، مضيفًا: "أن تيار البعثة النبوية تيار مستمر ودائم، إذ يمكن لجميع الأجيال الإفادة من بركاتها في العصور كلها".

وختم قائد الثورة إلى: "أننا نشهد، اليوم، ثلاث مراحل من الاستعمار"، موضحًا: "أن هياكل القوى الشريرة في العالم تتطلع إلى الثروات الطبيعية للدول والشعوب وثقافتها الأصيلة وهويتها الوطنية والإسلامية، ويسعون إلى تدميرها والاستيلاء عليها، وأميركا في مقدمة هؤلاء".

الإمام الخامنئي

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم