الخليج والعالم
كاتب أميركي يهودي: "إسرائيل" تعرض أمن اليهود للخطر
كتب بيتر بينارت وهو معلق أميركي يهودي معروف، مقالة نشرت بصحيفة نيويورك تايمز أشار فيها إلى توافق ديمقراطي جمهوري في يسمى بحق "إسرائيل" بالوجود، وإلى أن السياسيين في واشنطن عادة ما لا يتكلمون بهذه الطريقة عن دول أخرى.
وقال الكاتب إن السياسيين الأميركيين عادة ما يباشرون الكلام بالحديث عن حقوق الأفراد، قبل أن يسألوا عن أداء الدولة على صعيد تمثيل الشعب الخاضع لسيطرتها. بناءً عليه أضاف بأنه وإذا كان القادة الأميركيون يضعون أولوية على حياة كلّ الذين يعيشون بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، فحينها يصبح السؤال عن حق "إسرائيل" بالوجود سؤال خاطئ. وتابع بأنه يفضل في هذه الحالة السؤال عما إذا كانت "إسرائيل" كدولة يهودية تحمي بالشكل المطلوب جميع الأفراد تحت سيادتها، حيث قال (الكاتب) إن الإجابة عن هذا السؤال هو لا.
هذا ولفت الكاتب إلى أن المسؤولين الأميركيين دائمًا ما يدعون إلى استبدال الأنظمة القمعية بدول تستجيب بشكل أفضل للأعراف الليبرالية الديمقراطية. وأشار إلى أن جون بولتون الذي تولى منصب مستشار الأمن القومي خلال ولاية ترامب الأولى أعلن عام ٢٠١٧ أن السياسة الأميركية المعلنة يجب أن تكون الإطاحة بالنظام في طهران. كذلك استشهد بما قاله وزير الخارجية الأسبق مايك بومبيو عام ٢٠٢٠ حينما وصف الصين بالنظام الذي يمثل ماركسية لينينية والذي يعتمد عقيدة شمولية مفلسة.
وتابع الكاتب بأن هؤلاء المسؤولين الأميركيين لم يحثوا هذه الدول على استبدال زعيم معين فقط، وإنما على تغيير النظام السياسي بأكمله، وبالتالي إعادة تشكيل الدولة.
عقب ذلك أشار الكاتب إلى أن حوالي نصف الشعب الذي يعيش تحت سيطرة "إسرائيلية" هم فلسطينيون، وإلى أن أغلب هؤلاء وهم سكان الضفّة الغربية وغزّة، لا يمكن أن يصبحوا مواطني "الدولة" التي تتحكم بمصير حياتهم. إلا أنه نبّه إلى أن غالبية القادة في المجتمع الأميركي اليهودي لا يمكن أن يفكروا حتّى بإنشاء دولة غير طائفية شاملة على هذا الأرض.
كذلك أضاف بان القادة الأميركيين اليهود لا يصرّون فقط على حق "إسرائيل" بالوجود، بل ايضًا على حقها بالوجود كدولة يهودية. وأردف بأنهم يتمسكون بفكرة أن تكون "الدولة" يهودية وديمقراطية في نفس الوقت، وذلك رغم التناقض الواضح بين التفوق القانوني لمجموعة عرقية دينية معينة من جهة، ومبدأ المساواة تحت القانون من جهة أخرى.
كذلك قال الكاتب إن معتقد إعطاء قيمة غير مشروطة للدولة اليهودية بغضّ النظر عن تأثيرها على الناس الذين يعيشون فيها، لا يتناقض فقط مع الطريقة التي يتحدث بها القادة الأميركيون عن دول أخرى، وإنما ايضًا مع التقاليد اليهودية نفسها.
وشدّد الكاتب على خطورة تمجيد كيان سياسي يصنّف الناس قانونيًا على أساس القبيلة، وعلى أن المجموعات اليهودية الأميركية البارزة وعندما تصر مرارًا على حق "إسرائيل" بالوجود، إنما تقول فعليًا إنه وأيًا كانت أفعال "إسرائيل"، فهي لا تستحق إعادة النظر في طبيعة الدولة.
كذلك نبّه الكاتب من أن حرمان الناس من أبسط حقوقهم يعني تعرضهم لعنف هائل، ومن أن هذا العنف سرعان ما يعرض الجميع للخطر. ولفت في هذا السياق إلى أن أمين عام حركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة شاهد كيف قام الجنود "الإسرائيليون" بقتل والده عام ١٩٥٦، حيث كان يبلغ من العمر وقتها ثلاث سنوات. من ثمّ أشار إلى أن نخالة وبعد مرور قرابة سبعين عام يتزعم حركة الجهاد الإسلامي.
عقب ذلك تحدث الكاتب عن عدوان "إسرائيلي" على غزّة بعد عملية طوفان الأقصى، مشيرًا إلى التقديرات التي تفيد بأنه جرى قتل أكثر من ستين ألف شخص في القطاع، إلى جانب تدمير المستشفيات والمدارس والمناطق الزراعية. وأضاف بأن دمار غزّة يظهر بشكل مروع فشل "إسرائيل" في حماية أرواح وكرامة كلّ الذين يعيشون تحت سلطتها. كما نبّه من أن عدم حماية حياة الفلسطينيين في غزّة يعرض في النهاية حياة اليهود للخطر.
وختم الكاتب مشيرًا إلى أن عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم "إسرائيل" في هذه الحرب يساوي عدد الذين قتلوا في المجزرة التي أودت بحياة والد نخالة بمئات الأضعاف. وسأل: كم طفلًا يبلغ من العمر ثلاثة أعوام سيبحث عن الثأر بعد سبع عقود؟ مضيفًا بأن المنظمات اليهودية الأميركية على ما يبدو تدعم أي شيء تقريبًا تقوم به "إسرائيل" ضدّ الفلسطينيين باسم أمن اليهود، حتّى وإن كان حربًا صنفتها منظمة العفو الدولية بالإبادة الجماعية.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
29/01/2025