ترامب يُهدّد الدانمارك للاستيلاء على غرينلاند.. والدانماركيون يرفضون

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن جدد خلالها مطالبته بالاستيلاء على جزيرة غرينلاند.

وخلال هذه المكالمة، التي وصفتها مصادر أوروبية بـ"الفظيعة والمروعة"، وجّه ترامب توبيخًا لفريدريكسن بعد رفضها التنازل عن غرينلاند.

وكشف تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن ترامب تحدث إلى فريدريكسن 45 دقيقة الأسبوع الماضي، مضيفةً أن ترامب "أصبح عدوانيًّا عندما قالت له إن غرينلاند ليست للبيع"، مؤكدة أن الأخير هدد باتخاذ إجراءات عقابية ضد الدانمارك، إذا رفضت التخلي عن أراضيها المتمتعة بالحكم الذاتي في القطب الشمالي.

وبحسب الصحيفة، فإن المحادثة "ستعمق القلق في أوروبا، حيث تتعرض العلاقات عبر المحيط الأطلسي لضغوط متزايدة، في غضون أيام، من عودة ترامب إلى البيت الأبيض".

كما وصف مسؤول دانماركي سابق المحادثة بأنها كانت صعبة للغاية، إذ هدد ترامب باتخاذ تدابير محددة ضد بلاده مثل التعريفات الجمركية.

كذلك، قال 5 مسؤولين أوروبيين كبار حاليين وسابقين كانوا مطلعين على المكالمة إن "المحادثة سارت بشكل سيئ للغاية"، مردفين "أن ترامب كان عدوانيًّا وهجوميًّا في أعقاب تعليقات فريدريكسن بأن الجزيرة ليست للبيع"، على الرغم من أنها عرضت المزيد من التعاون في القواعد العسكرية والتنقيب عن المعادن، بحسب المسؤولين.

وكان قد طرح الرئيس الأميركي فكرة شراء غرينلاند خلال فترة ولايته الأولى، وأعاد إحياء الاقتراح قبل تنصيبه الاثنين الماضي، معتبرًا أن "السيطرة الأميركية" على الإقليم "ضرورة مطلقة" لـ"الأمن القومي الأميركي والعالمي".

كما هدد ترامب، في أوائل كانون الثاني/يناير، بفرض رسوم على الدانمارك إذا عارضته بشأن هذه الجزيرة، كما رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية للسيطرة على غرينلاند.

استطلاع حول نظرة الشعب في الدانمارك إلى ضم غرينلاند

في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي العام أجرته مؤسسة الدراسات "إبينيون" أن الغالبية العظمى من الدانماركيين، يعارضون انضمام جزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

وأعرب 90% من الذين تم استطلاع آرائهم، في الفترة ما بين 15 و22 كانون الثاني/يناير لصالح هيئة الإذاعة والتلفزيون الدانماركية، أعربوا عن معارضتهم لتخلي بلادهم عن الجزيرة لصالح الولايات المتحدة، وكانت نسبة المؤيدين لذلك فقط في حدود 3%. وقال 7% إنه يصعب عليهم الرد على السؤال، أو لم يرغبوا في الإعراب عن رأيهم حول الموضوع، وفقاً للاستطلاع.

كما أظهر استطلاع للرأي العام أجرته شركة الدراسات الاجتماعية "ميغافون" في وقت سابق، أن غالبية الدانماركيين يؤيدون بقاء غرينلاند كجزء من المملكة الدانماركية، وسط مطالبات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتنازل عن الجزيرة للولايات المتحدة.

ووفقاً لدراسة سابقة أجرتها صحيفة "يو إس إيه توداي" وجامعة سوفولك في بوسطن، يعارض أكثر من نصف الأميرييين انضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة.

وكان ترامب قبل ذلك قد نشر خريطة على صفحته ظهرت فيه غرينلاند إلى جانب كندا والولايات المتحدة باللون نفسه.

وقال ترامب أواخر كانون الأول/ديسمبر 2024، إنه "من الضروري أن تمتلك الولايات المتحدة غرينلاند"، والتي هي أكبر جزيرة في العالم، والتي تتمتع أيضًا بحكم ذاتي تحت السيادة الدانماركية. وفي اليوم نفسه، رد رئيس وزراء غرينلاند موتي بوروب إغيدي على كلام ترامب قائلًا "إن غرينلاند ليست للبيع ولن تُباع قط".

دونالد ترامبالدنمارك

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم