الخليج والعالم
اتفاق وقف إطلاق النار في غزة محور اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 19 كانون الثاني 2025 بوقف إطلاق النار في غزة، والارتدادات المنتظرة على الكيان الصهيوني، إضافة الى الاتفاق الإيراني الروسي وآثاره.
العراق وسيط..
بداية مع صحيفة "إيران" التي كتبت: "المواقف التي طرحتها السلطات العراقية في الأسابيع الأخيرة بشأن التغيير في أنشطة الفصائل المسلحة في البلاد وكذلك اتّخاذ خطوات في العملية الدبلوماسية للحد من الأزمة بين إيران والولايات المتحدة، تكشف عن دور يعتمد على الظروف الخاصة بالشرق الأوسط.. الجانب الجريء في لعب الأدوار هذا هو الجهد الذي تم بذله خاصة في مجال تبادل الرسائل بين إيران وأميركا".
وأضاف "لم يمض وقت طويل حتّى تحدث فؤاد حسين، وزير الخارجية العراقي، خلال زيارته الأخيرة لبريطانيا، في حديث مع رويترز، مشيرًا إلى سجل العراق في الوساطات السابقة بين السعودية وإيران، والتي فتحت الطريق أمام تطبيع علاقاتهما في عام 2023، وشدد على استعداد بغداد لاتباع مسار دبلوماسي مستقل بهدف المساعدة في تخفيف التوترات بين واشنطن وطهران.. يمكن دراسة دوافع الحكومة العراقية لدخول هذه الساحة تحت تأثير الاتّجاهات الداخلية والتطورات الإقليمية والعلاقة مع القوى العالمية، بما فيها الولايات المتحدة الأميركية. ويعتقد القادة العراقيون أن تحسين العلاقات بين إيران وأميركا يمكن أن يسهم في تحقيق أهداف التنمية والاستقرار السياسي في العراق. وهذا ما دفع رؤساء الوزراء العراقيين، خاصة في العقد الأخير، إلى تحديد دور الوسيط بين إيران وأميركا لحكومتهم".
وتابعت: "على الرغم من أن قضية الملف النووي كانت المجال الرئيسي للمواجهة والتوتّر بين إيران والولايات المتحدة لأكثر من عقدين من الزمن، إلا أن العراق يرى قدرته على التوسط في حل القضايا الإقليمية من أجل تعزيز موقفه الداخلي والأمن والاستقرار.
يبدو أن إستراتيجية الضغط الأقصى، المشابهة لما تم تطبيقه ضدّ إيران في إدارة ترامب الأولى، ستستمر في إدارته الثانية أيضًا. علاوة على ذلك، خلصت بلومبرج مؤخرًا في تقرير فحص أجندة فريق ترامب للسياسة الخارجية حصلت عليه من مصادر مطلعة إلى أن هناك اتفاقًا عامًا بين مستشاري ترامب الرئيسيين على العودة إلى إستراتيجية الضغط الأقصى الكاملة ضدّ طهران. وهذا يعني تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة، وفي هذه الأثناء ستحاول بغداد منع نطاق الخلافات بين إيران والولايات المتحدة من أن يمتد إلى العراق من خلال تعديل هذه العملية".
الاتفاق الإيراني الروسي والمسألة الغربية
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "أخيرًا، بعد أربع سنوات من المناقشات، تم التوقيع على وثيقة الاتفاق الشامل بين إيران وروسيا لمدة 20 عامًا خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى روسيا؛ وثيقة تؤثر بمختلف القضايا والعلاقات بين البلدين.
في العلاقات بين الدول عادة تبدأ بوضع العلاقات الاقتصادية في البداية. وبعد أن تتمكّن الحكومات من تعزيز المستويات الوظيفية والفنية والاقتصادية للعلاقات في ما بينها، تتّجه إلى العلاقات السياسية وتسريع العلاقات الدبلوماسية. وبعد ذلك، ومن خلال الترتيبات السياسية، يتم توسيع العلاقات إلى المجالين الأمني والعسكري؛ والعلاقات الأمنية بين الحكومات هي أعلى مستوى من العلاقات في ما بينها.
العلاقات بين إيران وروسيا ليست على هذا النحو. فبدلًا من أن تبدأ العلاقات بين البلدين من المستوى الاقتصادي وتمتد إلى المستوى السياسي والأمني، بدأت من المسار الأمني. وهذا هو السبب الذي جعل العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مستوى منخفض للغاية في السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من الدعاية التي تقوم بها مختلف الحكومات لزيادة العلاقات بين البلدين، إلا أنه لم يحدث تغيير كبير في العلاقات الاقتصادية بين البلدين".
وأضافت: "تم التأكيد بشكل خاص في الاتفاقية الشاملة بين البلدين على أهمية التعاون الأمني والدفاعي للتعامل مع التحديات الإقليمية والدولية. ولعل أعلى مستوى من العلاقات بين البلدين ينبغي اعتباره العلاقات الأمنية العسكرية. [...] بالطبع، ولأسباب أمنية وإستراتيجية، لا توجد إحصائيات دقيقة عن مستوى العلاقات العسكرية بين الجانبين، لكن الواضح هو أن العلاقات بين البلدين كانت مهمّة للغاية في هذين البعدين [...] هناك أسباب مختلفة، ولعل أهمها هو تقارب القادة السياسيين في البلدين حول تهديد الغرب ومخاوف الجانبين من الولايات المتحدة والنفوذ الغربي ومحاولات تغيير النظام. أصبحت العلاقات بين إيران وروسيا مهمّة للغاية في السنوات الأخيرة، خاصة بعد هجوم روسيا على أوكرانيا عام 2014، ربما لأن كلا البلدين كانا هدفا لعقوبات دولية مذهلة في هذه السنوات، فقد أدى هذا الأمر إلى التقريب بين البلدين".
وأردفت "في السنوات الأخيرة، بذل البلدان قصارى جهدهما لإخراج اقتصادهما من الأزمة الدولية من خلال تجاوز العقوبات. وقد ارتبطت هذه الأهمية بزيادة التفاعلات الاقتصادية. وكانت رغبة البلدين في رفع مستوى العلاقات الاقتصادية إلى أكثر من 20 مليار دولار سنويا، وكان هذا من أولويات اللقاءات الثنائية بين الجانبين. ومع ذلك، ولأسباب مختلفة، ظلت هذه العلاقات عند مستوى منخفض".
تحديات نتنياهو واتفاق وقف إطلاق النار
أمّا صحيفة "جام جم" فجاء فيها أن "اتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين حماس والكيان الصهيوني يظهر أن الصهاينة لم يتمكّنوا من تحقيق أهدافهم رغم الهجمات الواسعة واللاإنسانية على غزّة وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة لتحقيق أهدافهم، وهذه المسألة تشير بطبيعة الحال إلى أن وقف إطلاق النار هذا يصب في مصلحة الفلسطينيين وقوى المقاومة. كما أن هناك عدة أسباب تشير إلى أن حماس هي الرابح في هذا المجال، ومن هذه الأسباب منع الصهاينة من تحقيق أهدافهم في غزّة.
قبل طوفان الأقصى، أراد الصهاينة مهاجمة غزّة وتدمير حماس من أجل تحويل هذه المنطقة إلى منطقة لاستيطانهم. وكان مصير هذه السياسة هي الفضل، وتمكّنت حماس من وقف العدوان بإجراء وقائي وتوجيه ضربات قاتلة للصهاينة".
النقطة الثانية، تتابع صحيفة "جام جم"، هي أن حماس وجبهة المقاومة أرادتا إظهار صورة الصهاينة دوليًّا وطبيعة اغتصابهم أمام العالم. إن الهجمات التي نفذها الصهاينة ضدّ الشعب الفلسطيني المظلوم وأدت إلى استشهاد عدد كبير من النساء والأطفال والمدنيين أظهرت للعالم طبيعة الصهاينة المعادية للإنسانية. وقد جلبت هذه الظروف المزيد من الكراهية في الرأي العام العالمي، وكانت هذه الظروف هي الأساس لمزيد من العزلة للصهاينة على الساحة الدولية. وكان الهدف الآخر لحماس هو منع تقدم وتطور النظام الصهيوني".
وتُكمل: "قد أدى طوفان الأقصى إلى منع هجرة اليهود إلى فلسطين المحتلة إلى حد كبير، بل وكثف عمليات العودة والهجرة العكسية من المناطق المحتلة. وأكد سكان المناطق المحتلة أنهم لن يتمكّنوا من البقاء في تلك المنطقة بعد الآن بسبب الانفلات الأمني. وكان لهذا أهمية خاصة على حدود لبنان وغزّة [...] وكان الهدف الآخر لحماس هو أن تظهر للعالم وللصهاينة أنفسهم أن قوتهم مزيّفة وأن الجيش الصهيوني ليس قويًا كما يروجون. لقد أثبتت قوات حماس أن الصهاينة لا يملكون القوّة بمفردهم، وإذا أظهروا القوّة فذلك بسبب الدعم الخارجي من دول أخرى. وفي الوقت نفسه، كان أحد أهدافهم هو منع عملية خطة إبراهام، التي كانت في الواقع تتبع تطبيع العلاقات بين الدول العربية والصهاينة. كلّ هذه الأهداف حققتها حماس، مضافًا إلى الضربات الاقتصادية التي تلقاها الكيان، حيث أغلقت أكثر من 40 ألف شركة صهيونية وهرب عمالها. وفي النهاية يمكن القول إن حماس وجهت ضربات موجعة للكيان الصهيوني، وللمرة الأولى في تاريخ الاحتلال الممتد أكثر من 70 عاما، والآن يواجه نتنياهو العديد من التحديات بعد وقف إطلاق النار هذا. أولًا، يواجه نتنياهو محاكمة داخل "إسرائيل" نفسها من ناحية أخرى، يواجه رئيس وزراء النظام الصهيوني قضية فساد تشكّل له تحديا سياسيًّا داخل النظام الصهيوني".