إيران وروسيا توقعان اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين

وقّع الرئيسان الإيراني مسعود بزشكيان والروسي فلاديمير بوتين، عصر الجمعة 17/1/2025، اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأكدا على إرادة البلدين في تطوير التعاون الثنائي وفق أطر هذا الاتفاق الإستراتيجي الجديد.

وجرى التوقيع خلال حفل خاص في قصر الكرملين في موسكو، وبرعاية الرئيسين الروسي والإيراني وحضور أعضاء الوفدين. 

وخلال القمة الثنائية التي جمعت بزشكيان وبوتين، اليوم الجمعة، أكدا على أن اتفاق الشراكة الإستراتيجية بين البلدين من شأنه أن يعطي زخمًا لتوسيع العلاقات الثنائية ولا سيما الاقتصادية بين طهران وموسكو.

بزشكيان: اتفاق الشراكة قادر على تحديد آفاق واعدة لمستقبل التعاون بين إيران وروسيا

وخلال المؤتمر الصحفي المشترك بعد توقيع الاتفاق، لفت بزشكيان إلى أنّ "اتفاق الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين إيران وروسيا، والذي وُقّع اليوم في موسكو، سيفتح فصلًا جديدًا في العلاقات الثنائية، وبما يشمل جميع المجالات لا سيما الاقتصادية منها"، موضحًا أنّ "هذه الوثيقة التي أعدت بناءً على مصالح البلدين، قادرة على تحديد آفاق واعدة لمستقبل التعاون بين إيران وروسيا".

وقال بزشكيان: "تم التأكيد في هذا الاتفاق على رفع مستوى التبادل الثنائي انطلاقًا من الفرص والقدرات المتاحة في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي"، وأضاف: "كما يؤكد الاتفاق على توسيع التعاون الثنائي في قضايا مثل مكافحة التطرّف والإرهاب والعنف المنظم".

وعبّر الرئيس الإيراني أيضًا عن تقديره لحسن ضيافة الحكومة والشعب الروسيين العظيمين، متطلعًا إلى استمرار أواصر الصداقة القائمة بين البلدين، وبما يضمن مصالح شعبيهما.

وتابع: "إننا نشهد فصلًا جديدًا من التعاون الإستراتيجي بين طهران وموسكو"، لافتًا إلى أنّ "روسيا الاتحادية دولة مهمّة في الصعيد العالمي، وتحظى بمكانة متميّزة في إطار سياسات الدول الجارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأضاف: "خلال السنوات الأخيرة شهدنا نموًا كبيرًا على صعيد العلاقات الثنائية، وتبادل الوفود رفيعة المستوى"، مؤكدًا أنّ "هذه المسيرة متواصلة في ظل الثقة وحسن نوايا البلدين".

وأشار بزشكيان إلى أنّه "نوقش خلال المباحثات اليوم سبل تطوير وتوسيع التعاون الاقتصادي والتجاري بين إيران وروسيا، كما نوقشت العقبات التي تعترض مسار تنفيذ الاتفاقات الثنائية والحلول ذات الصلة"، لافتًا إلى أن المحادثات شملت "مجموعة واسعة من القضايا، بدءًا باستعراض التعاون الثنائي، وصولًا إلى المحادثات الإيجابية حول التعاون الإقليمي والدولي".

وقال الرئيس الإيراني: "إيران وروسيا عازمتان على تذليل العراقيل التي تحول دون تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية فورًا، بما في ذلك العقبات في مجال الرسوم الجمركية والبنكية وتبادل السلع والعملات الوطنية وضمانات الاستثمار وتسهيل حركة التجار وتأشيرات الدخول"، وأضاف: "بالنظر إلى الوضع الحالي في المنطقة، تم التأكيد على رفع مستوى التعاون الأمني حيال قضايا مثل مكافحة التطرّف والإرهاب والعنف المنظم، وكذلك تبادلنا الرأي حول مجموعة واسعة من القضايا الإقليمية بما في ذلك الشرق الأوسط والقوقاز، وتم التأكيد على أهمية دعم السلام والاستقرار في أفغانستان"، منوهاً بضرورة "تعميق العلاقات الإيرانية الروسية بالنظر لعضوية البلدين في ترتيبات مهمّة مثل منظمة شنغهاي ومجموعة البريكس، وضرورة الإفادة من هذه الإمكانات وتأثيرها من أجل تعزيز التكامل الإقليمي وتحقيق المصالح المشتركة لكلا الطرفين".

وحول التطورات الإقليمية الأخيرة بما في ذلك الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزّة قال بزشكيان: "نحن ناقشنا اليوم الاعتداءات "الإسرائيلية" على لبنان وسورية"، مؤكّدًا أنّ "طهران وموسكو تلتزمان بضرورة إقامة وقف إطلاق نار مستديم في لبنان وإنهاء الاعتداءات على سورية، كما نتطلع إلى إرساء حسم وقف النار في غزّة وإنهاء الاعتداءات على هذا القطاع".

بوتين: اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي ستدخل حيّز التنفيذ قريبًا

بدوره، أكد الرئيس الروسي على وجود تنسيق بين طهران وموسكو في الصعيد الدولي، وخاصة في ما يتعلق بالقضايا المطروحة على جدول الأعمال الثنائي مثل قضايا الشرق الأوسط والقوقاز؛ وقال: إن "التعاون بين الجانبين قائم على أسس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

ولفت بوتين إلى أن "الجانبين يوليان اهتمامًا للصراع في أوكرانيا"، وقال "يعلم شركاؤنا جيّدًا بأننا نعمل في مجال التعاون المعلوماتي وفقًا للقانون الدولي"، وأضاف: "هذا التعاون يتم وفقًا للنهج القائم على مبادئ الأمم المتحدة، بما يخدم مصالح جميع الدول، وهذه أمور جوهرية نلتزم بها".

وتابع الرئيس الروسي: إن "اتفاق الشراكة الذي تم توقيعه اليوم يندرج في هذا الإطار، ويشكل مبدءًا إضافيًا لتعزيز العلاقات وفقًا للمعايير الدولية"، منوهًا بأهمية العلاقات التجارية مع دولة كبيرة مثل إيران تضم 85 مليون نسمة.

ولفت إلى أنه تم التركيز على زيادة حجم التبادلات التجارية الثنائية من خلال إزالة العقبات، وأشار إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي حيّز التنفيذ في المستقبل القريب، موضحًا أن "إيران تعمل على تطوير تعاونها مع هذا الاتحاد، ونظرًا للأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه المسألة، نحن سنواصل المضي بهذا الاتجاه، واللجان التنسيقية بدورها مستمرة في جهودها الفاعلة بهدف تعزيز التعاون المشترك".

روسياالجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم