نصر من الله

الخليج والعالم

وقف إطلاق النار والملف النووي محور اهتمام الصحف الإيرانية 
16/01/2025

وقف إطلاق النار والملف النووي محور اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم 16 كانون الثاني/يناير 2025 بقضية وقف إطلاق النار في قطاع غزّة والخلافات الداخلية الصهيونية المرتقبة، كما اهتمت بالنقاشات الداخلية الدائرة حول العلاقات الخارجية ومسألة المفاوضات النووية والعقوبات الأميركية وإدارة ترامب الجديدة.

لماذا نقرأ أخبار المفاوضات من وسائل الإعلام الأميركية؟
جاء في صحيفة قدس الآتي: "في هذه الأيام، أصبح الحديث عن إمكانية استئناف المفاوضات النووية موضوعًا ساخنًا في الأوساط الإعلامية وحتّى بين الناس. وبينما تؤكّد الحكومة الرابعة عشرة برئاسة مسعود بزشكيان على إجراء حوار مع الجانب الغربي بهدف الحد من المشاكل الداخلية وخاصة التحديات الاقتصادية، فإن الناس يتساءلون كيف ستتعامل مع أميركا، وما الخطوة التي سيتخّذها دونالد ترامب قريبًا؟ مرارًا وتكرارًا هل يجب أن ننخرط في ظل وجود تاريخ من خرق الاتفاق؟ وهل ستوفر مثل هذه المحادثات المصالح الحقيقية لإيران؟ وهل ستقتصر هذه المفاوضات - والحوار كما يؤكّد المسؤولون الحكوميون - على المشاورات مع الترويكا الأوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) أم أننا سندخل في حوار مع الولايات المتحدة مع بعض الاعتبارات؟

وتابعت: "بغضّ النظر عن التساؤلات والغموض الكثير الموجود في هذا المجال، يبدو أن الفريق الإعلامي الحكومي لا يلتفت إلى نقطتين مهمتين عكس الأخبار وتوجهات الحكومة في المفاوضات، النقطة الأولى هي أنه في أجواء البيئة الدولية الغامضة، فإن لدى النخب، بحق، أسئلة وهواجس كثيرة حول إجراء أي حوار، خاصة مع أميركا ترامب، ومن الضروري أن تجيب الحكومة عليها بالمنطق والسرعة، وإذا كان هناك شيء سيحدث فلا بد من نقله بدقة، وإلا فإن اللعب بكلمة التفاوض لن يؤدي إلا إلى خلق عبء عاطفي على المجتمع وأجواء نفسية ضبابية". 

وأردفت: "النقطة الثانية هي ضرورة إثارة هذه القضايا ومتابعتها في وسائل الإعلام المحلية كمصدر للمعلومات الحقيقية، ليس من المفهوم أن نسمع نحن، كمواطنين إيرانيين، مواقف الرئيس بشأن القضية المهمّة المتمثلة في المفاوضات النووية من شبكة إن بي سي نيوز الأميركية. ومن الواضح جدًا أن كلّ وسيلة من وسائل الإعلام هذه تثير الأسئلة حسب نوع التوجّه وتنشرها حسب الأهداف المقصودة، وفي الوقت نفسه فإن الشيء الوحيد الذي يتم تجاهله هو مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية. من المؤّكد أنّ الفريق الإعلامي التابع للرئيس يستطيع، في ظل إدارة وتنظيم أفضل، أن يلجأ إلى وسائل الإعلام المحلية لإثارة مثل هذه القضايا".

وأضافت الصحيفة: "هذه الأسئلة وغيرها الكثير أجبرت بعض المسؤولين على الرد أمس. مسعود بزشكيان الذي ظهر بين الصحافيين على هامش اجتماع الوفد الحكومي، اقتصر على جملة واحدة ردًا على هذه القضية: على الأميركيين أن يثبتوا أولًا أنهم ملتزمون بكلامهم، ثمّ نتفاوض. وكان جواب السيد عباس عراقتشي للصحافيين كما يلي: لقد أجرينا الآن مفاوضات نووية مع الأوروبيين وليس لدينا أي مفاوضات أخرى في الوقت الحالي. [...] واستمرت التعليقات والأجوبة المختصرة لرجال الدولة على الشكوك بشأن الجولة الجديدة من مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة حتّى مساء الثلاثاء[...] لكن بحسب تقرير شبكة NBC الإخبارية الأميركية الذي نشر أمس، تبين أنه في مقابلة مفصلة أجراها مؤخرًا مع هذه الشبكة حول المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة، فإن إيران مستعدة للحديث مع الطرف الثاني أي إدارة ترامب دون التخلي عن المبادئ. وفي الوقت نفسه، يقول إن الولايات المتحدة لم تف بالتزاماتها في الماضي وسعت إلى الإطاحة بالحكومة الإيرانية".

تصاعد الخلافات في الأراضي المحتلة
من جانبها كتبت صحيفة جام جم: "إن الوضع المضطرب الذي أحدثته مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة والتقارير الرسمية وغير الرسمية وما وراء الكواليس التي تنشر عن مفاوضات الدوحة والقاهرة، كلها تشير إلى الوضع الصعب والمرهق الذي يعيشه نتنياهو وغيره من مسؤولي نظام الاحتلال الصهيوني"، مشيرةً إلى أنّ هذه الأزمة تتفاقم بينما يصل الخلاف بين بن غفير وسموتريتش ونتنياهو إلى ذروته، ويعتبر السياسيون الثلاثة التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزّة مرادفًا لهزيمتهم ميدانيًا، وكان وقف إطلاق النار هو الخط الأحمر المشترك لسياسيي نظام الاحتلال الثلاثة في ما يتعلق بحرب غزّة، وهم الآن مضطرّون إلى قبول مثل هذه المعادلة واتّخاذ خطوات نحو إبرام اتفاق وقف إطلاق النار".

وأضافت: "النقطة الأساسية هي أن حماس أملت قدراتها على العدوّ الصهيوني في هذا البيان السياسي، ولم تقع تحت وطأة العديد من الشروط المسبقة والمطالب المشتركة لـ "تل أبيب" وواشنطن في هذا الشأن، وذلك بعد أسبوع من المفاوضات المكثفة غير المباشرة بين حماس والنظام "الإسرائيلي" في قطر، وكانت وسائل إعلام ومصادر مطلعة في المنطقة قد أعلنت عن إمكانية إعلانه خلال الساعات الأخيرة"، لافتةً إلى أنّه "[...] في هذه الأثناء، ليس أمام بن غفير وسموتريتش من جهة سوى الاستقالة من السلطة، ومن جهة أخرى، إذا استقالا من الحكومة، فإن الائتلاف الحالي في "تل أبيب" سينهار. لذلك، فإن الإجراء الوحيد الذي يمكن أن يقوم به مثلث نتنياهو وبن غفير وسموتريتش هو القبول رسميًا بالهزيمة في غزّة. وهي مسألة قد لا يتحملها سموتريش وبن غفير على الأقل ويفضلان الاستقالة على قبول هذه الهزيمة. الآن لا خبر عن تدمير حماس في غزّة ولا خبر عن احتلال قطاع غزّة، ما هو واضح الآن أكثر من أي وقت مضى هو استمرار الحياة البنيوية والعسكرية لحماس رغم حصار قطاع غزّة! وقد حولها الصهاينة إلى أرض محروقة".

يمنع دخول الغرفة المظلمة لمجموعة العمل المالي من دون ضوء
بدورها كتبت صحيفة وطن أمروز: "إن انضمام إيران أو عدم انضمامها إلى مشاريع قوانين مجموعة العمل المالي (FATF)، بما في ذلك مشروعي قانون باليرمو وCFT، كان دائمًا إحدى القضايا المثيرة للجدل بين صناع القرار والخبراء الاقتصاديين في البلاد. وقد قرر مجلس تشخيص مصلحة النظام مؤخرًا إعادة النظر في مشاريع القوانين هذه مرة أخرى؛ وقد أدى ذلك إلى خلق مناقشات جديدة حول آثاره الإيجابية والسلبية في الوضع الاقتصادي والتفاعلات المصرفية في إيران. وقد اتّخذ هذا القرار بينما لا تزال إيران تحت ضغط العقوبات الأميركية".

وأردفت: "[...] يعتقد مؤيدو مشاريع قوانين مجموعة العمل المالي أن انضمام إيران إلى هذه القوانين يمكن أن يكون خطوة فعالة في تخفيف الضغوط الاقتصادية [...] لكن ما لا يمكن تجاهله هو أنه حتّى لو تركت إيران القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، فإنه سوف تستمر العقوبات الأميركية. وستظل العقبة الرئيسية أمام تفاعلات إيران الاقتصادية والمصرفية مع العالم. ولن تكون البنوك مستعدة للتعاون مع إيران بسبب الخوف من العقوبات الأميركية"، مشيرةً إلى أنّ "الخروج من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي دون رفع العقوبات الأميركية لن يكون له تأثير كبير في علاقات إيران الاقتصادية، وقد يسبب المزيد من المشاكل لإيران". 

ولفتت الصحيفة إلى أنّه "طالما ظلت العقوبات قائمة، فإن الانضمام إلى مشاريع القوانين هذه لن يؤدي إلا إلى زيادة الضغوط المحلية والتدقيق الدولي دون أن يكون له تأثير إيجابي في الاقتصاد"، مضيفةً أنّه "ومن أجل التعاون مع إيران، لا تحتاج البنوك الدولية إلى انسحاب البلاد من القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي فحسب، بل تحتاج أيضًا إلى أن تكون في مأمن من عواقب العقوبات الأميركية. ونتيجة لذلك، فحتّى لو غادرت إيران القائمة السوداء، فإن المشاكل الأساسية التي تعيب التفاعلات المصرفية والاقتصادية في إيران ستظل قائمة إلى أن يتم رفع العقوبات الأميركية".

وأضافت الصحيفة: "في ظل الوضع الحالي، يتعين على إيران صياغة إستراتيجية شاملة لتقليل الضغوط الاقتصادية وتعزيز العلاقات المالية الدولية، مع دراسة هذه القضية بعناية والاستفادة من القدرات المحلية والإقليمية"، مؤكّدةً أنّه "يمكن لإيران أن تقلل من الضغوط الاقتصادية الناجمة عن مجموعة العمل المالي والعقوبات من خلال تعزيز العلاقات الاقتصادية مع دول مثل الصين وروسيا والهند".

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة