الخليج والعالم
"آسيا تايمز": تفوّق أميركا العسكري على الصين يتآكل
قال الكاتب في موقع "آسيا تايمز" غابريال هونرادا إن الصواريخ الطويلة الأمد الناشئة والقدرات في مجال الضربات الدقيقة من مسافة بعيدة ستعيد تعريف التفوق الجوي، وستجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على إعادة النظر في استراتيجياتها في مواجهة خصوم يملكون قدرات متطوّرة تتنامى مثل الصين.
الكاتب توقّف عند تقرير أرسلته القوات الجوية إلى الكونغرس في كانون الأول/ديسمبر الماضي، جاء فيه أن الخصوم بدؤوا العمل على نشر أسلحة مضادة للطائرات الموجهة بأجهزة الاستشعار الفضائية القادرة على قطع مسافات تزيد عن 1000 ميل (أو ما يعادل 1600 كيلومتر)، ما سيضع العمليات الجوية التقليدية أمام تهديدات غير مسبوقة.
ولفت الكاتب إلى أن التقرير يسلّط الضوء على استثمارات الصين في الأنظمة الدقيقة للمسافات البعيدة، وترسانة متنوعة من الصواريخ التي تطلق من الجو والبر والبحر.
كذلك تناول ما ورد في التقرير عن أن القواعد الجوية المتقدمة والمواقع الثابتة ستصبح أكثر عرضة للضربات الدقيقة مع حلول عام 2050، ما يستوجب إجراء تغييرات حقيقية في استراتيجيات القوات الجوية الأميركية. كما يشدد على أن التهديدات المضادة للطائرات ستمنع الملاذات الآمنة على أي مسافة كانت، ما سيفرض الاعتماد على التفوق الجوي المرحلي والقدرات الموزعة.
ووفق الكاتب، يؤكد التقرير ضرورة أن تقوم القوات الجوية الأميركية بتحديث مفاهيمها وتكنولوجياتها وهياكل القوات، وذلك من اجل الحفاظ على الفاعلية ومواجهة التهديدات المتغيرة، والذي سيعتمد بشكل كبير على السيطرة في مجالي الفضاء والمعلومات.
هذا وأشار الكاتب إلى ما نشر في صحيفة South China Morning Post الصينية في آذار/مارس الماضي عن أن علماءً صينيين صمّموا صاروخ أرض جو قادر على قطع مسافة تفوق 2000 كيلومتر، وذلك بحسب ما ورد في "Journal of Graphics".
وقال الكاتب إن هذه التطورات وإلى جانب تكنولوجيات أخرى جديدة وناشئة تتحدى المفاهيم القديمة في مجال التفوق الجوي. كما ذكر تقارير أخرى جاء فيها أن مفهوم التفوّق الجوي الذي كان محوريًا في العقيدة العسكرية الغربية، أصبح أمام احتمال الزوال في الحرب الحديثة بينما تُعيد أنظمة الدفاع الجوي المتطوّرة والمسيّرات والحرب الالكترونية رسم ساحة المعركة.
وأشار إلى ما ورد في هذه التقارير عن أن التفوّق الجوي التقليدي الذي يتسم بالسيطرة غير المتنازع عليها على الأجواء بات صعب المنال أكثر فأكثر في النزاعات، إذ أن هناك خصومًا يملكون قدرات تكنولوجية متقدمة.
وأكد أن الجيش الصيني سبق الولايات المتحدة بأشواط على صعيد تحصين البنية التحتية للحقول الجوية، ونبّه من أن هذا التفاوت يترك القواعد الجوية الأميركية مكشوفة أمام الضربات الصاروخية الدقيقة، إذ يتوقع أن تكون غالبية الخسائر في الطيران في أيّ نزاع محتمل على الأرض.
وختم "مساعي الصين في التحصين مصمّمة من أجل تمكين عمليات جوية مستمرة تحت الهجوم، ما يشكل تفوّقًا استراتيجيًا محتملًا. أما الولايات المتحدة في المقابل فقال إن اعتمادها على مقاربات تعود إلى حقبة الحرب الباردة واستثماراتها القليلة في الحقول الجوية تزيد من المخاطر العملانية.
الولايات المتحدة الأميركيةالصين