نصر من الله

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: لمفاوضات لا تنحرف عن المبادئ
13/01/2025

الصحف الإيرانية: لمفاوضات لا تنحرف عن المبادئ

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 13 كانون ثاني 2025، بالتطورات الإقليمية والداخلية والدولية، وأبرزت النقاشات المستمرة داخليًا حول قضية التوافق بين القوى المختلفة حول إيران إضافة الى المفاوضات مع الغرب.

كما اهتمت أيضًا بحركة الولايات المتحدة الأميركية ولا سيما إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة حول حروب منطقة آسيا.

فخ إستراتيجي ضد أميركا

بداية مع صحيفة رسالت التي جاء فيها: "بلغ تدخل الحكومة الأميركية في شرق آسيا مرحلة جديدة، وحتى الاجتماع الأخير بين بايدن وشي جين بينغ في واشنطن لم يتمكن من منع تصاعد التوترات بين الطرفين. لقد تخلت أميركا رسمياً عن الغموض الإستراتيجي تجاه تايوان، ومن خلال تزويدها بالموارد العسكرية والمالية، فإنها تحاول خلق صراع جديد في شرق آسيا (محيط الصين).

وتابعت: "اعتماد الأميركيين لهذا النهج واضح، فهم يحاولون منع الهيمنة الاقتصادية لبكين في النظام الدولي من خلال خلق أزمة ونقطة إستراتيجية عمياء حول الصين. لكن يبدو أن أميركا لا تفهم عواقب هذه الأزمة! من المؤكد أن واشنطن والنظام الدولي سيعانيان من حرب في شرق آسيا. وهي النقطة التي حذر منها هنري كيسنجر، الإستراتيجي الأميركي الشهير، قبل وفاته. المشكلة واضحة: أميركا قادرة على خلق الأزمة، لكنها ليست بالضرورة قادرة على إدارة جوانبها اللاحقة! وفي هذا الصدد، هناك نقطة أساسية ينبغي الاهتمام بها بشكل خاص: أولاً، تزعم سلطات الحزبين الأمريكيين التقليديين أن الصين يجب أن تقع في فخ إستراتيجي من خلال خلق أزمات مستمرة في تايوان دون الوصول إلى الحرب. لكن السؤال الرئيسي هنا هو أنه إذا لم تتمكن أمريكا من الحفاظ على حالة اللاحرب والسلام في تايوان وشرق آسيا، فما العواقب التي ستنتظرها؟ يمكن لواشنطن في أفضل الأحوال أن تتوقع "تصرفاتها" وليس "رد فعل" بكين بشكل مباشر!".

المفاوضات دون الانحراف عن المبادئ

من جهتها، أجرت صحيفة "إيران" حوارًا مع رضا نصري الخبير في القضايا الإستراتيجية، ومما قاله فيها: "لا يمكن التنبؤ بتصرفات دونالد ترامب، لكن الحقيقة هي أن الأوضاع العامة في المشهد الداخلي الأميركي تغيرت مقارنة بالجولة الأولى من رئاسته، وهذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى سلوك مختلف من جانبه".

وأضاف: "أولًا، دخل هذه المرة الميدان برأسمال سياسي واجتماعي أقوى. فهو يعرف التقلبات والمنعطفات التي تشهدها واشنطن بشكل أفضل، وقد جمع المزيد من المؤيدين الأقوياء حوله. ودخل ترامب الحملة الانتخابية واعدًا بإنهاء حروب أمريكا التي لا نهاية لها. ولطالما اتهم رؤساء الولايات المتحدة السابقين -من الحزبين- بإهدار موارد البلاد في حروب لا ترتبط بشكل مباشر بمصالح الولايات المتحدة. كما أن دائرة من كبار مستشاريه لديهم تاريخ طويل في معارضة التدخلات العسكرية الأمريكية. ومع ذلك، إلى جانب هذه المواقف، قام ترامب أيضًا بتعيين أشخاص متطرفين ومروجين للحرب، في الواقع، يبدو أنه يريد إيصال رسالة مفادها أنه يبحث عن السلام، لكنه لا يتردد في استخدام أي وسيلة لتحقيق ذلك، بما في ذلك القوة العسكرية".

وتابع: "في إدارة ترامب الثانية، هناك تياران رئيسيان حاضران بشكل واضح. تيار انعزالي انضم إلى ترامب بسياسة انعزالية، وتيار آخر يتكون من المحافظين الجدد ودعاة الحرب الذين يدعمون إسرائيل. وسيتنافس هذان التياران في ما بينهما للتأثير في قرارات ترامب، ولن يدخر نتنياهو واللوبي الإسرائيلي أي جهد لتعزيز التيار الساعي للحرب. مدى نجاحهم يعتمد على عوامل كثيرة. ومن المؤكد أن نوعية النشاط ومستوى الفعالية التي ستظهرها الجهات الفاعلة المختلفة على الساحة الدولية - بما في ذلك إيران - هي أيضاً أحد هذه العوامل.
 وحتى الآن، لم يعط ترامب أي إشارة إلى أنه ينوي التخلي عن سياسة الضغط الأقصى. وهو يصف سياسته الخارجية بأنها تقوم على ما يسمى بعقيدة السلام من خلال القوة، ومن المرجح جداً أن يكون الضغط الأقصى أحد مكوناتها. ومع ذلك، أعتقد أنه لا ينبغي لإيران أن تتصرف بشكل سلبي بشأن هذه القضية. ومن الممكن أن تؤثر مبادرة إيران ونشاطها في نهج ترامب".

وأكمل قائلاً: "أنا أؤمن بالمفاوضات الشاملة، ولكن بالصيغة والنهج اللذين تحددهما إيران نفسها. كما ترون، هناك مجموعة من القضايا الخلافية بين إيران وأمريكا لن يتفق عليها البلدان أبداً؛ لأن هذه الاختلافات تعود إلى طبيعة النظامين السياسيين ومبادئهما الأساسية؛ على سبيل المثال، إيران لن تعترف أبداً بـ"إسرائيل"، وفي المقابل لن تتوقف أميركا أبداً عن دعم "إسرائيل". لذلك، في هذه الفئة من القضايا، لا يوجد أساسًا أي أساس للتفاعل أو التفاوض. والفئة الثانية هي القضايا التي وجدت إيران وأميركا فيها مصالح مشتركة مع بعضهما على المدى القصير، ولو لأسباب مختلفة ومتناقضة. أما الفئة الثالثة فتشمل القضايا التي يمكن للبلدين تحقيق أهدافهما المحددة من خلال تبادل النقاط وفي الوقت نفسه منع زيادة التوتر، وإذا قسمنا القضايا إلى هذه الفئات الثلاث وعرضناها في شكل حزمة شاملة، فمن الممكن الدخول في مفاوضات شاملة مع أمريكا دون الإضرار بمبادئ البلاد ومثلها العليا وأهدافها الإستراتيجية طويلة المدى".

توافق مع أنفسهم!
أما صحيفة "وطن أمروز" فكتبت:" عقد نائب رئيس الجمهورية الإستراتيجي مؤتمراً واسعاً وطويلاً بعنوان الحوار الوطني حول الوحدة الوطنية في المكتبة الوطنية يوم الخميس الماضي؛ مؤتمر يضم 11 حلقة (جلسة) وأكثر من 60 خبيرًا ومتحدثًا. لقاءات تم فيها ربط كلمة الوحدة الوطنية بالعديد من مكونات الحكم الأساسية؛ من تصور التوافق الوطني، إلى علاقته بالعدالة والتسييس والتنمية والآفاق الدولية والتجارب المحلية وحتى التيارات السياسية والاجتماعية. من أجل خلق الانطباع بأن المنادين بالوفاق لديهم بيان يمكن الدفاع عنه في كل العناوين المذكورة. لكن الحقيقة هي أن هذه القصة الطنانة كانت فيها نقطة ضعف كبيرة، والتي أثرت بشدة في الرأي العام ووضعت طبيعة القضية في الأساس موضع شك جدي، وكان ذلك هو التكوين شبه الموحد والصافي للمتحدثين في المؤتمر من حيث توجهاتهم السياسية، والذي بطريقة ما خالف الغرض من عنوان المؤتمر".

وختم بالقول: "هذا دليل واضح على أن الجماعة التي تدعي التوافق، والتي ترتفع صرختها في انتقاد التطهير- التصفية كما يسمونها، عندما يتعلق الأمر بأيديهم، يظهر إلى أي مدى يمكنهم التسامح مع الرأي المخالف. وذلك أيضاً في الوقت الذي يقرعون فيه طبول الوفاق، لكن دون أن يرغب أحد في انتقاد معنى الوفاق هذه الأيام، ومستوى التزام المطالبين بهذا المفهوم به. وبالنظر إلى مقتضياته، فإن هذا الترتيب والجمع الغريب الذي يشبه حديث النفس والضحك على النفس، كان شاهدًا عادلًا على جودة هذا الادعاء".

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة