الخليج والعالم
الملف السوري محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الثلاثاء 24 كانون الأول 2024، بالتطورات الميدانية التي تجري في سورية، ومراقبة الأوضاع الدبلوماسية وزيارات الدول والمشروع التركي لها. كما اهتمت أيضًا بالتركيز على موضوع المقاومة ومفهومه والتأكيد عليه في ظل الحرب الإعلامية التي يخوضها الغرب ضدّها.
تحدي البقاء الذي يواجه سورية
كتبت صحيفة وطن أمروز: " بعد الإطاحة بالحكومة السورية على يد المعارضة المسلحة، طرح العديد من المحللين الإقليميين والخبراء الأمنيين سيناريوهات مختلفة للحكومة السورية المستقبلية، والتي أعلنت وجودها تحت قيادة المعارضين؛ وحتّى في أكثر السيناريوهات تفاؤلًا، لم يكن هناك مستقبل مشرق لسورية، وتنبأوا بمخاطر كثيرة على الحكومة السورية والشعب السوري. وكان من السيناريوهات تقسيم سورية إلى عدة دول، واحتلالها من القوى المجاورة، وعودة ظهور الجماعات الإرهابية مثل "داعش" والقاعدة، وقيام دكتاتورية عنيفة. والآن، وبعد مرور أسابيع قليلة على سقوط الحكومة العربية السورية، انكشفت بعض التحديات التي تواجه هذا البلد، وتحولت التهديدات المحتملة إلى تهديدات فعلية. التهديدات التي كانت حتّى بضعة أشهر مضت أدوات للإرهابيين والتكفيريين المدعومين من تركيا والغرب، أصبحت اليوم مصدر إزعاج لحكومتهم الناشئة. فمن الاحتجاجات الشعبية في المدن إلى انعدام الأمن الذي خلقه التكفيريون، إلى الصراع بين الجماعات التكفيرية وتوسع النظام الصهيوني وتركيا القوى العسكرية متاخمة لهذا البلد العربي، كلها من بين التحديات التي تواجهها سورية اليوم".
تابعت الصحيفة: "منذ الساعات الأولى لسقوط حكومة بشار الأسد، بدأ احتلال جيش النظام الصهيوني للمناطق الغربية والجنوبية الغربية من هذا البلد. كان تقدم الصهاينة في منطقة جبل الشيخ الإستراتيجية والسيطرة على المرتفعات المطلة على دمشق وطريق دمشق بيروت أول محاولة لاحتلال الأراضي السورية بعد مدة طويلة، والتي حدثت بعد أن ترك الجيش السوري مواقعه بعد سقوط حكومة البلاد في مرتفعات الجولان. ... وإلى جانب احتلاله للأراضي السورية، دمّر الجيش الصهيوني أكثر من 80% من البنية التحتية والعتاد والذخيرة لهذا البلد في مئات العمليات الجوية العدوانية ضدّ معدات الجيش السوري وقواعده ومستودعاته، ما يزيد من التحدّي أمام سورية والحكومة السورية القادمة. وبهذا الإجراء، لم يتبق للجيش الصهيوني سوى القليل من القوّة لممارسة سيادة الحكومة السورية على أرضها، واقتصرت قوات ومعدات الحكومة السورية المقبلة على الأسلحة الخفيفة والأفراد".
أضافت الصحيفة: " على الجانب الآخر من الأراضي السورية المجزأة، هناك الجيش التركي ونزعة حكومته التوسعية. صراع الأتراك مع القوات الكردية السورية وتوسع الحكومة التركية في شمال سورية، قضية ستمنع وحدة المناطق الكردية في سورية مع حكومة دمشق المُشكّلة حديثًا. إن الحكومة التي تدين بانتصارها لتركيا وفي الوضع الحالي لا يمكنها البقاء في سورية من دون مساعدة تركيا وقطر. ويخوض الجيش التركي والقوات الخاضعة لقيادته، مثل الجيش الوطني في سورية، حاليًّا حربًا مدمّرة في شمال سورية وشرق حلب، وهدف الأتراك هو تدمير المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سورية الديمقراطية.... إن تزايد تحركات تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية وعمليات القتل الأخيرة التي نفذها في البادية وبعض المناطق الريفية السورية، مثل الريف وحماة، تشير إلى وجود تهديدات إرهابية خطيرة في سورية؛ التهديدات التي يمكن أن تؤمن مصالح الدول المحيطة بسورية وتضفي الشرعية على وجودها في هذا البلد. وإلى جانب "داعش" هناك الجماعات التكفيرية والإرهابية التي كانت تعمل بتوجيهات من هيئة تحرير الشام ستبدأ من الآن فصاعدًا نشاطها التعسفي سعيًا لمزيد من تقاسم الحصص مع قيادة الثوار".
الخطة العثمانية لتغيير الشرق الأوسط
كتبت صحيفة مردم سالاري: "في المئة عام الماضية، كانت هذه المنطقة مكانًا لمشاريع إقليمية عملاقة، وآخرها المشروع التركي. المشروع التركي في الشرق الأوسط يدخل مرحلة جديدة مع سقوط حكومة بشار الأسد، إن عقد اجتماع للمسؤولين السياسيين والأمنيين من تركيا وقطر في دمشق مع قادة الجماعات التي حكمت نظام بشار الأسد، أهم من حيث الرمزية منه من حيث المضمون. ويتوج هذا الجانب الرمزي بإقامة الصلاة في الجامع الأموي بدمشق مع إبراهيم كالين رئيس جهاز المخابرات التركي المعروف باسم ميت، وعد بمثابة تذكير بالهيمنة التركية على دمشق بعد قرن مضى على سقوط الإمبراطورية العثمانية. إذ يتضمن المشروع التركي لهندسة الشرق الأوسط مزيجًا من الجغرافيا السياسية والتاريخ والتطلعات الفردية للقادة والظروف الإقليمية المتغيرة والمشاعر المعقّدة والمتعددة الطبقات. ينبغي النظر إلى المشروع التركي لهندسة الشرق الأوسط في إطار وعملية المشاريع الأخرى للشرق الأوسط".
أضافت الصحيفة: بعيدًا عن كلّ المخطّطات، فقد هيمنت الرغبات والتطلعات الجيوسياسية على المنطقة، وتعتقد الجهات الفاعلة المختلفة أن بإمكانها تأدية دور من خلال تشكيل شرق أوسط مختلف، سواء من الداخل أو من علاقات الشرق الأوسط مع الخارج، من أجل القضاء التام على المنافسين واحتكار هذه الجغرافيا. لكن ما لا تأخذه هذه المشاريع العملاقة في الحسبان هو أن الشرق الأوسط وشعوبه هم أنفسهم نشيطون وليسوا مجرد لعبة في أيدي المهندسين الإستراتيجيين. إن رد فعل الشرق الأوسط على جميع المشاريع هو مسألة خطيرة. إن مقاومة المشاريع واسعة النطاق هي ظاهرة مستقرة ومتأصلة وراسخة في المنطقة".
تحولات المنطقة وخطاب المقاومة
كتبت صحيفة وطن أمروز: " هذه الأيام، وبعد سقوط بشار الأسد في سورية، يحضّر لحرب إعلامية معرفية واسعة ضدّ جبهة المقاومة الكبرى. فمن ناحية؛ تسعى الإمبراطورية الإعلامية التابعة للصهيونية والغرب إلى الإيحاء بهزيمة المقاومة، ومن ناحية أخرى، في الميدان، وتحت ضغط المقاومة من لبنان إلى غزّة، يسعى الاحتلال إلى إنهاء الحرب. بمعنى آخر، إنّ محور حرب العدوّ الإعلامية المعرفية، مع ضعفه الميداني، استهدف إرادة حركة المقاومة الإسلامية وإيمانها ومثلها العليا، يريدون أن يحصلوا على ما لم يحصلوا عليه ميدانيًا في مجال الرأي العام. وفي هذا السياق؛ ستكون المقاومة الإعلامية هدفًا أساسيًا ومهمًا إلى جانب العمل الميداني. ... إن التبيين المبنيّ على الكلمات المهمّة لقائد الثورة العظيم، قد أظهر إستراتيجية هذه المعركة، وبحسب كلماته فإن "جبهة المقاومة" ليست قطعة من الأجهزة تنكسر أو تنهار أو تتدمر، "المقاومة" إيمان وفكر وقلب وقرار حاسم".
وختمت الصحيفة بالقول: إن خطاب المقاومة، وهي مجموعة من المُثُل المؤسسية في طبيعة وجوهر الإنسان المسلم، لا يموت ويتحلل، بل سيعرض نطاقًا شاملًا. لم تكتف إيران القوية بتعريف قوتها خارجيًا لتضعف بسبب سقوطها في المنطقة؛ بل انطلاقًا من قوة الشعب الإيراني وردع البيئة الأساسية والوطنية، فإنه سيتصدّى لأي تهديد ضدّ الأمن والمصالح والشرف الوطني".
سورياالجمهورية الاسلامية في إيرانالمقاومةالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/12/2024
مؤشرات زوال الإمبراطورية الأميركية
24/12/2024
"إسرائيل" تريد دولة سورية ضعيفة
24/12/2024