الخليج والعالم
"لعبة القطة والفأر" الأميركية في سورية عنوان بارز في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الاثنين 23 كانون الأول 2024، بالأحداث المتسارعة في سورية لا سيما الوفود المتنوعة التي تزور دمشق، إضافة إلى الاهتمام الشديد بخطابات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الذي يرسم صورة فريدة لمستقبل المنطقة.
لعبة القطة والفأر الأميركية في سورية
كتبت صحيفة رسالت: " حظي اللقاء بين المسؤولين الأميركيين والجولاني (قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع) في سورية باهتمام العديد من محللي القضايا الإقليمية والنظام الدولي. ومن المؤكد أن هذا اللقاء ليس نقطة انطلاق العلاقة بين الجولاني وواشنطن، وما هو إلا نقطة كاشفة في العلاقات المستمرة بين الاثنين. وفي هذه المعادلة، لا يوجد فرق أساسًا بين الحزبين الأميركيين التقليديين (الديمقراطي والجمهوري)، بمعنى آخر، عرّف استثمار أميركا في الجولاني ورفاقه على أنه سياسة جامعة في مركز أبحاث السياسة الخارجية الأميركية لمدة طويلة. وكان لتداول السلطة في البيت الأبيض، من بايدن إلى ترامب، أقل تأثيرًا على السياسة الخارجية، ولا يوجد أي تبديل في هذه السياسة التدخلية والخطيرة".
وتابعت الصحيفة: "كما أعلنت إدارة جو بايدن، يوم الجمعة 20 كانون الأول/ديسمبر، قرارها بعدم متابعة المكافأة البالغة 10 ملايين دولار المحدّدة للقبض على أبي محمد الجولاني، زعيم جماعة تحرير الشام الإرهابية في سورية؛ حيث زعم الجولاني أنه غير متحالف مع تنظيم القاعدة، ولم يعد ينتمي إلى هذه الجماعة، لكن أعضاء جماعة الجولاني وعلاقاته مع الإرهابيين يشككون في مثل هذا الادّعاء. ... ولا ينبغي أن ننسى أن هناك دائمًا علاقة مباشرة لا يمكن إنكارها بين الإرهاب المنتج أميركيًا وأتباعه في جميع أنحاء العالم، وخاصة في منطقة غرب آسيا وشبه القارة الهندية. ويعدّ هذا هو أول حضور رسمي، وما يسمّى الدبلوماسية الأميركية في سورية منذ نهاية حكم بشار الأسد، إلا أن مثل هذه الزيارة كانت رسمية تمامًا ومبنيّة على نوع من التظاهر، والغرض منها تقديم صورة زائفة عن المواكبة الأميركية للتطورات في سورية. ومن هذا المنطلق، تحاول واشنطن تصوير نفسها والجولاني لاعبين مستقلين في مثل هذا النظام".
وأردفت الصحيفة: "يعود تحليل هذه القضية إلى النهج الأميركي في المفاوضات المتعلّقة بسورية. ففي السنوات الأخيرة، وخاصة في الأشهر التي سبقت التطورات الحالية في سورية، أرسلت أميركا معدات عسكرية واسعة النطاق إلى الجماعات الإرهابية عبر حدود تركيا. وأبعد من ذلك، إذ إن إصرار واشنطن على إبقاء وفد هيئة تحرير الشام في سورية، والذي نُقل عبر تركيا في مفاوضات السنوات الأخيرة بحسب أردوغان، يمكن تقييمه في هذا السياق. ...وإن الحفاظ على الأزمة الإنسانية في سورية وتوسيع نطاقها هو المطلب الرئيسي للولايات المتحدة الأميركية في الوقت الحالي. ومن الواضح، من وجهة نظر المسؤولين الأميركيين أنه كلما اتسع نطاق الأزمة في سورية زادت قوة تدخل البيت الأبيض في شؤون المنطقة".
حرب الوعي على إيران
كتبت صحيفة قدس: " يبدو أن التطورات في سورية وانهيار حكومة بشار الأسد قد وفرت بيئة مناسبة لحرب نفسية وهمية، يشنها المحور الغربي - الإسرائيلي ضدّ إيران. العدوّ الذي لم يتمكّن من تحقيق أهدافه الأساسية بعد نحو 15 شهرًا من القصف المتواصل والإبادة الجماعية في غزّة، ويحاول الآن تحويل هذه القضية إلى رافعة للضغط على الجمهورية الإسلامية والتسبب في انفصال الشعب عن الوطن وحكومة. وبهذه الطريقة، دعا ممثلو الكونغرس الأميركي، مرتين خلال الشهر الماضي، المواطنين الإيرانيين إلى العصيان المدني. ... وفي الكلمات الأخيرة للإمام الخامنئي، هناك نقطة بارزة، وهي تأكيد دور الشعب في تحييد مؤامرة العدو، خاصة في ما يتعلق بإيران. والحقيقة أن توضيح الحقائق وتوضيح القضايا الداخلية والإقليمية والرد على شكوك العدو، في الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة، هو واجب كبير، ويمكن أن يعزز اللحمة الوطنية ويفشل المؤامرات".
وأردفت الصحيفة: "خلال السنوات الخمس والأربعين الماضية، اجتاز شعبنا اختبارات صعبة في مواجهة التحديات والتهديدات في طريق الثورة الإسلامية. وبوحدتهم والتزامهم الفريد بالوطن والدين والثورة، أثبتوا أنهم قادة ليس فقط في المنطقة، ولكن أيضًا على مستوى العالم من حيث الوعي السياسي وروح المقاومة. لكن في الوضع الراهن الذي تعيشه المنطقة، مع الأسف، لم يتمكّن البعض، بعلم أو بغير علم، من فهم الحقائق الراهنة ويلعبون في ميدان العدو. لقد أكد قائد الثورة الإمام الخامنئي مرارًا وتكرارًا في خطاباته على أن الاختلاف بين التيارات الداخلية هو إحدى أدوات العدوّ الأساسية لإضعاف الجمهورية الإسلامية".
اتهام إيران بالقتال بالوكالة يعني عدم فهم الثورة
في جانب آخر؛ كتبت صحيفة جام جم: " لم تكن الثورة الإسلامية في إيران، في العام 1979، مجرد تغيير جوهري في الساحة الداخلية للبلاد، بل أيضًا هي واحدة من أكبر التطورات السياسية في القرن العشرين. وكان لها تأثير عميق على العالم. إن هذه الثورة التي بدأت بشعار الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية، أوصلت الرسالة إلى المسلمين والمضطهدين في العالم مفادها أنه يمكن تأسيس حياة سياسية جديدة على أساس الكرامة والاستقلال والعدالة. لقد تمكّنت الثورة الإسلامية من تقديم نموذج جديد للحكم ومقاومة الظلم والطغيان، ما أثر بشكل مباشر على التفكير السياسي للعديد من مجتمعات العالم. وكان من أهم إنجازات هذه الثورة خلق هوية سياسية مستقلة ذات توجهات مقاومة، الأمر الذي دفع المسلمين وطالبي الحرية في العالم إلى إعادة التفكير في موقعهم في النظام الدولي".
أضافت الصحيفة: لقد استطاع الأدب السياسي للثورة الإسلامية أن يجد مكانة خاصة في قلوب المسلمين والباحثين عن الحرية في العالم لأكثر من أربعة عقود. هذا الأدب الذي يقوم على مفاهيم مثل المقاومة والسعي لتحقيق العدالة والاستقلال، تجاوز حدود إيران وأصبح خطابًا عالميًا. واليوم، ألهم الفكر النقي للثورة الإسلامية، باختراقه قلوب الأمم المضطهدة، حركات التحرر والمقاومة ضدّ الاستبداد والاستعمار. وفي أجزاء كثيرة من العالم، من الشرق الأوسط إلى إفريقيا وأميركا اللاتينية، تعد جماعات المقاومة التي تناضل من أجل الحرية والاستقلال نفسها مدينة لهذه الثورة. والشيء المثير للاهتمام هو أن الجهاد الناشئ عن هذه الثورة لا يقتصر على المجال العسكري فقط. إن هذا الجهاد، والذي يرتكز على المبادئ الفكرية والثقافية للثورة الإسلامية، يشكّل هوية مستقلة وقوية للمسلمين والمضطهدين في العالم. إن المقاومة الثقافية والوقوف في وجه المواقف الفكرية ومواجهة المشاريع الاستعمارية جزء مهم من هذا الجهاد الذي يتوسّع في الوقت نفسه الذي تتوسع فيه المقاومة العسكرية. لكن بعض التيارات الدولية ذات النظرة السطحية والمنحازة، حاولت تشويه رسالة الثورة الإسلامية واختزالها في دعم الجماعات التي أسمتها " جماعات بالوكالة"، وسبب هذا الفهم الخاطئ هو عدم الفهم الصحيح لأهداف الثورة الإسلامية ومُثُلها. والحقيقة أن رسالة الثورة هي رسالة عالمية وإنسانية متجذرة في المفاهيم الطبيعية للحرية والعدالة".
سورياالولايات المتحدة الأميركيةالجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/12/2024
مؤشرات زوال الإمبراطورية الأميركية
24/12/2024
"إسرائيل" تريد دولة سورية ضعيفة
24/12/2024