الخليج والعالم
الصين "لا تخشى" ترامب
كتب رئيس معهد العلاقات الدولية في جامعة Tsinghua الصينية Yan Xuetong مقالة نُشرت في مجلة Foreign Affairs رأى فيها أن خطاب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وتعييناته تفيد بأنه سيكثف النهج المتشدد حيال الصين.
ولفت الكاتب إلى أن قادة الصين لا ينظرون إلى ترامب بخوف، وأنهم تعلموا كثيرًا من ولايته الأولى. كما أضاف بأن "ميول ترامب المحبّذ للحمائية الاقتصادية سيؤدي إلى المزيد من الخلافات وزيادة التوترات، إلا أن بيكن ترى أن بإمكانها اجتياز مثل هذه المواجهات". كذلك أردف بأن الشكوك المرتبطة بمدى التزام ترامب حيال الحلفاء ستشجع دول أخرى على التنوع في رهاناتها، بحيث تقوم ببناء العلاقات مع بيكن في ظل عدم القدرة على التنبؤ بما ستقوم به واشنطن.
ورأى الكاتب أن احتمال المواجهة العسكرية مع الولايات المتحدة "ضئيل"، مستبعدًا أيضًا تكرار سيناريو الحرب الباردة كون سياسة ترامب الخارجية "لم تعكس يومًا التزامات أيديولوجية"، ولفت إلى أن "ترامب لا يريد الدخول في حروب، ويفضل التركيز على الإصلاحات في الداخل".
وبيّن الكاتب أن "النهج المتشدد حيال الصين قد لا يحقق ذاك النجاح في ظل التغيرات الجيوسياسية التي حدثت منذ ولاية ترامب الأولى". وأوضح أن "هناك قادة اليوم عازمون على حماية بلادهم من الغموض الذي تحمله ولاية ثانية لترامب، وبأن ترامب سيضطر إلى التعامل مع كون روسيا والولايات المتحدة هما في إطار مواجهة في أوكرانيا"، وأشار إلى أن بيكن "أصبحت أكثر كفاءة على صعيد إدارة تنافسها مع واشنطن منذ أن تسلّم ترامب الحكم قبل ثماني سنوات".
ورأى الكاتب أنّه "يمكن أن تستفيد الصين من رئاسة ترامب بأشكال عدة"، وقال: "ترامب لا يعير اهتمامًا للقضايا الإيديولوجية، مما قد يقلل من حدّة الخصومة مع بيكن، وترامب لا يرغب في رسم النظام السياسي في الصين كي ينسجم ونظام الدول الغربية، وبالتالي من المستبعد أن يتدخل بالشؤون الداخلية لدى الصين". وأضاف "بيكن لا تنوي نشر أيديولوجيتها على مستوى دولي، حيث يركز الحزب الشيوعي الصيني على حفظ الاستقرار السياسي في الداخل".
وفي هذا السياق، وبينما لفت الكاتب إلى أن "الصراعات الاقتصادية والإستراتيجية قد تزداد بين بكين وواشنطن خلال ولاية ترامب الثانية"، شدد على أنها "لن تتصاعد لتصل إلى صراعات أيديولوجية تضع البلدان على خط الصدام".
هذا، ونبّه الكاتب من أن "انعزال ترامب السياسي قد يدفع بالولايات المتحدة إلى خفض استثماراتها المخصصة لحماية الحلفاء التقليديين"، مشيرًا إلى أن الرئيس الأميركي المنتخب طالما قام "بتوبيخ حلفاء أميركا في موضوع المساعدات التي تقدمها واشنطن لهم"، ومضيفًا بأن "ذلك قد يدفع بحلفاء أميركا سواء في أوروبا أو شرق آسيا إلى النظر في الدمج على مستوى العلاقات مع كلّ من الصين والولايات المتحدة"، ولافتًا في هذا السياق إلى "سنغافورة التي تبنّت إستراتيجية العلاقات الاقتصادية مع الصين والتعويل على الولايات المتحدة في الجانب الأمني".
وذكر الكاتب أن "الحرب في أوكرانيا دفعت بالكثير من الدول الغربية إلى الاصطفاف أكثر مع الولايات المتحدة"، لكنّه نبه من أن "ثقة هذه الدول بالوعود الأميركية الأمنية قد تتراجع إذ ما قلّص ترامب المساعدات العسكرية لأوكرانيا كما تعهد في الحملة الانتخابية". كما رأى أن "الدول الأوروبية قد لا تضع كلّ رهاناتها على الولايات المتحدة، وذلك من أجل دعم اقتصاداتها كي تستطيع دعم أوكرانيا في الحرب بشكل أفضل، الأمر الذي سيعطي الصين فرصًا جديدة لبناء التعاون الاقتصادي مع حلفاء الولايات المتحدة التقليديين". كذلك لفت إلى أن "ترامب يعتبر نفسه "صانع سلام" ويريد أن يكون هو من أنهى الحرب في أوكرانيا"، وأشار إلى أن "الصين يمكن أن تلعب دورًا بناء في مساعدة ترامب على تحقيق هذا الهدف"، وخاصة أن لديها "علاقات وطيدة مع روسيا".
وأكد الكاتب على أن "ترامب سيسعى إلى تجنب النزاع العلني مع الصين بغضّ النظر عن أي خطاب تصعيدي"، مستبعدًا أن تدخل الصين والولايات المتحدة في حرب على خلفية ملف تايوان. وقال إن "ترامب يريد أن ينزل اسمه في التاريخ على أنه من أعظم رؤساء أميركا على غرار جورج واشنطن وأبراهام لينكولن، وبالتالي سيركز على الإصلاحات في الداخل وبناء اقتصاد قوي لبلاده".
ونبّه الكاتب من عدم جدوى إشعال ترامب حربًا بالوكالة مع الصين في مضيق تايوان أو في بحر الصين الجنوبي، لافتًا إلى أن الصين تملك موارد اقتصادية وعسكرية أكثر بكثير مما تملك روسيا.
الولايات المتحدة الأميركيةالصين