نصر من الله

الخليج والعالم

الخطة الصهيو-أميركية المشتركة في سورية محطّ اهتمام الصحف الإيرانية 
18/12/2024

الخطة الصهيو-أميركية المشتركة في سورية محطّ اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 18 كانون الأول 2024 بالوضع المتوتر وغير المستقر في المنطقة وانعكاساته على الكيان الصهيوني، كما اهتمت أيضًا بتحليل كيفية إدارة الولايات المتحدة الأميركية لملفات سورية في ظل الضبابية الحاكمة على الأحداث.

ماذا يحدث في غرفة الإدارة الأميركية؟

كتبت صحيفة رسالت: " قال الإمام الخامنئي (آية الله العظمى) في تبيينه لأوضاع المنطقة الضبابية أنه لا شك أن ما حدث في سورية هو نتاج خطة أميركية صهيونية مشتركة. ولعبت حكومة مجاورة لسورية دورًا واضحًا في هذا الصدد، وفي هذا الصدد لا بد من الإجابة عن ثلاثة أسئلة أساسية:

- ماذا يجري في غرفة القيادة الأميركية؟

- ما هي الخطة المشتركة لأميركا والكيان الصهيوني؟

- ما هو الدور الواضح لحكومة تركيا المجاورة لسورية؟

 ما يتم تداوله في غرفة القيادة الأميركية منذ أكثر من 14 شهرًا هو إخراج النظام الصهيوني من حرب معروف فشلها وإخراج بنيامين نتنياهو من المستنقع الذي يغرق فيه يومًا بعد يوم! [...] لقد واجهت أجهزة أمن الاستكبار العالمي حاجز وعي العالم الإسلامي وتنبّه المسلمين في كلّ مرة، لقد فشلوا في إعداد جماعة منحرفة في أفغانستان تعمل لمصالحهم، فنفس طالبان طردتهم من أفغانستان بالخزي، وفي العراق وسورية، هُزم تنظيم داعش أيضًا خلال انتفاضة البلدين. والآن ما نراه في سورية هو نسخة جديدة من نفس الحملة [...] وأيضًا تكبد النظام الصهيوني هزيمة نكراء بمهاجمته لبنان بفرق غولاني وتوسل لوقف إطلاق النار قبل بالهزيمة والانسحاب، وأرسل الأميركيون جيش "الجولاني" ليأتي ويكشف النقاب عن الخطة المشتركة لأميركا والكيان الصهيوني في سورية".
 
وتابعت الصحيفة "[...] بحسب الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين، فإن أردوغان وقع في فخ خطير. لقد جعلته الأفكار العثمانية الجديدة جنديًا راجلًا لدونالد ترامب ونتنياهو، لكن هذه الحملة ستنهار أيضًا ولن يستطيع المسلمون أن يتحملوا عار صمت حكوماتهم أمام أبشع جريمة في التاريخ في غزّة.
التطورات السريعة في غرب آسيا وسرعة الأحداث تسير في اتّجاه محدّد. ويمكن تصور صورة هذه المواجهة حيث يخوض طرفان مبارزة خطيرة، من يطلق النار أولًا هو الفائز. ولا ينبغي أن ننتظر الانفجارات التي تسمع من بعيد في سورية والتي تقترب منا كلّ يوم. خصمنا الرئيسي هو أميركا والكيان الصهيوني المحتل، ويجب ألا نتردّد في ضرب رأس الأفعى الإمبريالية في غرب آسيا. إن تجربة الحرب المفروضة تظهر أنه لا ينبغي لنا أن ننتظر هجوم العدوّ ثمّ نبدأ آلية الدفاع المقدس. إن تجربة الدفاع المقدس تخبرنا أنه ينبغي ضرب العدوّ في بيته وجعله خروجه منه صعبًا".

من القمع إلى الاضمحلال: المستقبل المظلم للنظام الصهيوني

كتب محمد صادق كوشكي، الأستاذ في جامعة طهران اليوم في صحيفة همشهري: " إذا نظرنا إلى داخل النظام الصهيوني فسوف نرى علامات وأعراض واضحة لعدم الاستقرار والانهيار؛ وعلى سبيل المثال، [...] في ما يتعلق بقضايا الميزانية، فإن الأقسام الأكثر تطرفًا وتشددًا في الحكومة منخرطة في صراعات شرسة. كما نجح نتنياهو بصعوبة في إنقاذ حكومته من الإقالة من قبل "الكنيست". تشير هذه المؤشرات إلى وجود أخطاء عميقة وغير قابلة للإصلاح داخل الحكومة. وهذا الوضع لا يقتصر على الحكومة، بل إن جيشها يعاني أيضًا من الأزمات نفسها. بالإضافة إلى ذلك، يشكك جزء كبير من المستوطنين "الإسرائيليين" الآن في ما إذا كان النظام سيتمكّن من مواصلة مساره. وفي وضع تتزايد فيه الكراهية العالمية والإقليمية ضدّهم يومًا بعد يوم، يطرح هذا السؤال بين العديد من "الإسرائيليين": هل ستندلع هذه الكراهية فجأة وتدمر نظامهم؟ بعبارة أخرى، فإن النظام الصهيوني نفسه هو أحد الأسباب الرئيسية لتدميره؛ وما يتعرض له الآن هو نتاج القمع والفساد الواسع النطاق الذي أنشأه؛ وطبعًا هذا لا يعني أنه لن يتم توجيه ضربات خارجية لهذا النظام، بل ستكون هذه الضربات على أيدي مجاهدي المقاومة، ولكن النظام الصهيوني، على عكس ما يظهره من مظاهر، فإنه فاسد ومنهك من الداخل. ولن يتمكّن هذا النظام من الصمود ليس فقط في مواجهة قوى المقاومة، بل أيضًا في مواجهة الأزمات الداخلية والضغوط الدولية".

سورية ونوايا المتدخلين

كتبت صحيفة جام جم: "بعد بشار الأسد، أصبحت سورية ساحة للتدخل المباشر وحتّى العسكري من قبل مختلف الحكومات الأجنبية، ويتحدث البعض عن خطر تفكك سورية، ولكن الحقيقة هي أن سورية قد تفككت الآن؛ والأراضي التي تحت سيطرة النظام الصهيوني الغاصب تعادل حجم إحدى دول الخليج العربي!

ويخضع جزء من شمال سورية لسيطرة تركيا، بما يتجاوز مساحة 4000 كيلومتر مربع. وتخضع أجزاء من شمال وشرق سورية لسيطرة الجيش الأميركي، بما تبلغ مساحتها أكثر من 6000 كيلومتر مربع. وهذا يعني أن سورية أصبحت مجزأة بالفعل، وأن انعقاد الاجتماع الفوري للجامعة العربية في الأردن بعد سيطرة الجماعات المسلحة على دمشق، وتأكيدها على ضرورة تشكيل حكومة عربية برعاية الجامعة العربية، هو مظهر واضح من مظاهر ذلك". 

وأردفت الصحيفة "[...] من الواضح أنه لا توجد مشكلة جوهرية بين الولايات المتحدة وهذه الجماعة التي تعتبر جماعة مطلوبة وإرهابية بقرارات الأمم المتحدة؛ ولذلك فإن جعل إقامة علاقات رسمية مع سورية الجديدة بالولايات المتحدة، لا معنى له سوى تدخل واشنطن الأقصى في الشؤون المستقبلية لهذا البلد العربي. إن تدخلات نظام "إسرائيل" الغاصب والمعتدي في الشأن السوري أكثر من غيرها ومن خلال ترك الحدود المتفق عليها في عام 1974، حيث استولى هذا النظام بالكامل على محافظة القنيطرة وحقق تقدمًا في محافظتي السويداء ودمشق، فإن "إسرائيل" بذلك تحاول في الوقت الذي تستغل فيه حالة عدم الاستقرار الأخيرة في سورية، التأثير على التطورات السياسية والأمنية في هذا البلد. 
وفي الوقت نفسه، تعاني "تل أبيب" من حالة من عدم اليقين في مواجهة التطورات في سورية. هناك حالتان يمكن أن تعرضا "أمن" "إسرائيل" للخطر؛ استمرار عدم الاستقرار والفوضى الذي يمكن أن يشجع المعارضين السوريين لـ"إسرائيل" على مهاجمة هذا النظام من وقت لآخر، فهناك احتمال كبير أنه على الرغم من انهيار حكومة الأسد أن تخرج حركة المقاومة من تحت أنقاض سورية؛ وفي هذه الحالة، يزداد خطر المواجهة مع "إسرائيل" عند حدودها الشمالية الشرقية". 
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة

خبر عاجل