الخليج والعالم
مسؤول سابق في البنتاغون: الصين لن تُترك وحدها في أيّة حرب مع الولايات المتحدة
رأى المسؤول السابق في البنتاغون دوف زاكهايم أن الحرب في أوكرانيا أثبتت أن التحالف الرباعي بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران هو تحالف حقيقي بالفعل، مشيرًا إلى أن بيكن وبيونغ يانغ وطهران دعمت موسكو في ملف أوكرانيا.
وفي مقال نشره على موقع "ذا هيل"، قال زاكهايم إن الصين قدمت لروسيا الدعم الاقتصادي وقطعًا أساسية لانظمة السلاح، وكوريا الشمالية من جهتها زوّدت روسيا بملايين قذائف المدفعية، وربما ما يصل ايضًا إلى 100000 جندي للتعويض عن الخسائر البشرية في صفوف القوات الروسية، أمّا إيران فزودت روسيا بآلاف المسيّرات التي ألحقت ضررًا هائلًا بالأهداف الأوكرانية.
الكاتب شدّد على أن هناك ما يدعو للاعتقاد بان الدول الثلاث الاخرى في هذا المحور ستقوم بالمثل من أجل الصين في حال الحرب بين الاخيرة واميركا، وكوريا الشمالية تدين للصين، مشيرًا إلى أن بكين أرسلت 300000 جندي من أجل مساعدة بيونغ يانغ على طرد القوات التي كانت تقودها أميركا من شبه الجزيرة الكورية، وذلك في شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 1950 بعد مرور خمسة أشهر على بدء الحرب الكورية.
وتابع "الصين كانت قد ارسلت ثلاثة مليون جندي مع توقف الاعمال العدائية عام 1953، وخسرت مليون من بينهم"، وعليه توقع أن ترسل بيونغ يانغ المزيد من القوات واسلحة المدفعية وغيرها من الانظمة من اجل دعم قدرات الصين"، وأردف "كوريا الشمالية تستطيع إشغال القوات الاميركية من خلال إطلاق الصواريخ البالستية على الولايات المتحدة او مهاجمة كوريا الجنوبية، أو القيام بكلاهما معًا".
وفيما يخص روسيا، أشار الكاتب إلى انها تستطيع دعم الصين بطرق عدة، مثل دعم أنظمة السلاح الكيماوية والبيولوجية لدى بكين. كذلك تحدث عن قيام موسكو بإكمال قدرات الصين في مجال الفضاء ومواجهة للاقمار الصناعية، او حشد المزيد من القوات ضد الناتو، او حتى مهاجمة حليف في الناتو، وذلك بغية اشغال المخططين العسكريين الاميركيين واجبارهم على نشر القوات وانظمة السلاح المخصصة اساساً لآسيا في اوروبا .
أمّا إيران فقال الكاتب ان بامكانها ارسال المسيرات إلى الصين عبر روسيا اما عن طريق جورجيا التي هي صديقة لموسكو، أو عن طريق بحر قزوين، مضيفاً بان ذلك يتجنب النقاط التي ربما ستكون تحت سيطرة اميركا وحلفائها في بداية للأعمال العدائية.
بناء عليه، شدد الكاتب على أن الحرب مع الصين لن تكون معها هي وحدها، وبالتالي يتوجّب على المخططين الأميركيين التأكد من أن حلفاء بكين سيخشون أعمالًا انتقامية اميركية في حال قدم أي منهم الدعم للصين، وأضاف "ذلك يعني بدوره أنه يتوجب على واشنطن عدم سحب القوات من اوروبا او كوريا الجنوبية، وذلك من اجل ردع هجوم روسيا على حليف في الناتو او هجوم من كوريا الشمالية على كوريا الجنوبية، وبالتالي الحد من قدرة موسكو وبيونغيانغ على تقديم الدعم للصين.
وبينما قال الكاتب إن الحديث عن عدم استعداد امريكا لحرب تخاض على جبهتين مع الصين واي من شركائها الثلاث فيه الكثير من النقاط التي يجب أخذها في الحسبان، أشار الى أن الحرب مع الصين وحدها قد تؤدي إلى تدخل اصدقائها.
وختم "يجدر على الادارة الاميركية الجديدة التخطيط لمواجهة هكذا سيناريو وإبقاء القوات في اوروبا والشرق الاوسط من اجل منع التحالف الرباعي من التنسيق ككتلة واحدة كما يفعلون الآن ضد أوكرانيا".