الخليج والعالم
الخطر يتهدّد الصين ومصالحها إثر أحداث سورية
قال الكاتب في موقع "آسيا تايمز" يانغ شياوتونغ، إن سيطرة المسلّحين في سورية تثير الكثير من المخاوف لدى الصين، مضيفًا إن "مخاوف بكين تنبع من تقارير موثوقة عن أن الحزب الإسلامي التركستاني يقاتل مع "هيئة تحرير الشام"، وأوضح أن هذا الحزب هو عبارة عن مجموعة انفصالية من قومية الأيغور التي تعود جذورها إلى محافظة Xinjiang الواقعة في غرب الصين، ولدى هذه الجماعة ارتباط عميق بتنظيم القاعدة والجماعات التابعة لها.
بحسب الكاتب، تسعى الجماعة إلى إقامة دولة إسلامية في Xinjiang تسمى تركستان الشرقية، والعديد من المسلحين وأسرهم وجدوا لهم ملاذًا في محافظة إدلب السورية.
وذكّر بما قاله عماد مصطفى عام 2017 عندما كان يشغل منصب سفير سورية لدى الصين، عن أن هناك ما يصل إلى 5000 مسلح من الإيغور في سورية.
وأضاف الكاتب: "تركيا دعمت انتقال الحزب الإسلامي التركستاني إلى سورية، وتريد بناء متراس مؤيد لها ضد "قوات سورية الديمقراطية" في شرق البلاد، مشيرًا إلى أن الحزب الإسلامي التركستاني وفور وصوله إلى سورية حمل السلاح إلى جانب "جماعات متمردة أخرى" ضد نظام الرئيس السابق بشار الأسد و"قوات سورية الديمقراطية".
ولفت الكاتب إلى أن اكتساب عناصر الجماعة الخبرة القتالية مسألة تثير قلق الصين، مشيراً إلى ما قاله اللواء الصيني Jin Yinan عن أن الحزب الإسلامي التركستاني يقاتل في سورية من أجل تركيز الأنظار على قضية الإيغور واكتساب الخبرة القتالية من أجل الاستفادة منها مستقبلاً ضد بيكن.
ووفق الكاتب، جرى تأكيد ذلك عندما دعا "أمير" الحزب الإسلامي التركستاني "عبد الحق التركستاني" أتباع الإيغور حول العالم إلى الانضمام إلى المعركة ضد "نظام الأسد" والصين كذلك. وأورد ما قاله الأخير في هذا السياق عن أن "جنود الإسلام" يجب أن يكونوا على استعداد للعودة إلى الصين من أجل تحرير Xinjiang من "المحتلين الشيوعيين".
كذلك أشار الكاتب إلى ما قاله السفير الصيني الدائم لدى الامم المتحدة عن أن العنف المرتبط بالحزب الإسلامي التركستاني تصاعد في الأعوام الأخيرة، وعن أن الجماعة لا تشن الهجمات في سورية فحسب بل تستخدم سورية كقاعدة من أجل تجنيد وتدريب المسلحين على شنّ الهجمات على الصين ومنطقة آسيا الوسطى.
ونبّه الكاتب إلى أن الصين تعهدت بالتنسيق مع سورية وأطراف أخرى معنية بمحاربة "الإرهاب الذي يمارسه الحزب الإسلامي التركستاني"، وذلك في مواجهة التهديد، وأردف: "الإجراء الحقيقي الوحيد الذي اتخذته بيكن كان إجراء محادثات رفيعة المستوى مع دمشق لمشاركة المعلومات الاستخبارتية حول تحركات الجماعة بشكل شهري، وذلك بدءًا من عام 2016"، منبهًا من أن هذا التعاون الاستخباراتي سيتوقف مع رحيل الأسد.
وجاء في المقال "حسابات الحزب الإسلامي التركستاني قد تتغير بعد الأحداث الأخيرة في سورية، إذ إنه وللمرة الأولى منذ عقد من الزمن، لم تعد الجماعة مضطرة إلى الصراع من أجل البقاء في شمال سورية، وبالتالي قد تحوّل أنظارها نحو أماكن أخرى.. بيكن قلقة من إنشاء وجود لدى مسلحي الحزب الإسلامي التركستاني في كل من أفغانستان وباكستان المجاورتين، وهذا يشكّل خطرًا كبيرًا إذ إن كلا البلدين أصبحا ملاذات آمنة خلال الأعوام الأخيرة لمنظمات إرهابية عدة، مثل داعش خرسان وطالبان باكستان وجيش تحرير بلوشستان.
وحذر الكاتب من أنه فيما لو عاد مسلحو الحزب الإسلامي التركستاني إلى باكستان بعد اكتسابهم خبرة خوض المعارك، وانضمامهم إلى صفوف طالبان باكستان وجيش تحرير بلوشستان وأطراف أخرى، فإن ذلك سيشكل تهديدًا حقيقيًا لمصالح الصين الإستراتيجية، إذ إن مبادرة الحزام والطريق الصينية المعروفة تمرّ عبر باكستان، منبّهًا من أن إمكانية حدوث سيناريو كهذا ازدادت بشكل كبير بعد خروج الأسد من السلطة وتراجع قدرة روسيا وإيران على ضبط واحتواء المجموعات المسلّحة السورية وحلفائها.
وخلص الكاتب إلى أن الوقت حان كي تُعيد الصين النظر في سياستها الخارجية تجاه سورية وما أبعد من ذلك.