نصر من الله

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: تطوّرات المنطقة في الصدارة
08/12/2024

الصحف الإيرانية: تطوّرات المنطقة في الصدارة

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 08 كانون أول 2024 بالتطورات المتصاعدة في المنطقة، وكثرت المقالات التحليلية حول وضع إيران تجاه هذه التطورات والمواقف التي لا بد من اتخاذها.

مساعي أميركا المتعددة لإضعاف جبهة المقاومة

بداية مع صحيفة "همشهري" التي كتبت إن "التطورات الأخيرة في المنطقة، بما في ذلك الحرب في لبنان والهجمات الإرهابية واسعة النطاق على سوريا، تشير إلى استراتيجية الولايات المتحدة وحلفائها لإضعاف محور المقاومة.
ومن خلال تطبيق سياسات متعددة الأبعاد، من الحروب العسكرية إلى العقوبات الاقتصادية، تحاول أمريكا تدمير موارد وقوة محور المقاومة، وخاصة إيران وحزب الله، والحد من دورهما في المنطقة".

وتابعت "في نفس الوقت الذي تم فيه وقف إطلاق النار في لبنان، والذي أتاح الفرصة لحزب الله، شنت الجماعات الإرهابية في سوريا هجمات على حلب وحماة. وفي هذه الهجمات، تشير أسلحة الناتو والعلم التركي في أيدي الإرهابيين بوضوح إلى الدعم الأجنبي المباشر. وعلى الرغم من ادعاءات أمريكا بعدم التدخل، تشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة عرضتا على بشار الأسد قبل الهجمات رفع العقوبات عن سوريا مقابل إنهاء الدعم لإيران وحزب الله، وتزامن رفض دمشق لهذا الاقتراح مع بدء هجمات إرهابية واسعة النطاق. وتسعى أمريكا إلى تقليص قوة حزب الله من خلال إضعاف نفوذ إيران في سوريا وقطع طرق نقل الأسلحة والدعم اللوجستي. وتعتقد واشنطن أن هزيمة هذه الجماعة لن تكون ممكنة إلا بقطع الدعم عن إيران، وتشمل الاستراتيجية الأميركية فتح جبهات متعددة ضد إيران والمقاومة".

وأشارت الى أن "الصراعات من لبنان وغزة والضفة الغربية وامتدت إلى سوريا والعراق واليمن. ويهدفون من خلال هذه الصراعات إلى جعل إيران تعاني من مشاكل مالية وعسكرية، ورغم وعود ترامب السابقة بسحب القوات الأميركية من سوريا، تحاول حكومة بايدن تبرير هذا الوجود واستخدامه أداة للضغط على إيران وجبهة المقاومة".

وتابعت "من ناحية أخرى، يجب على إيران التأكيد على شرعية وجودها الاستشاري في سوريا. وطالما لم تتقدم دمشق بطلب رسمي للحصول على مساعدة عسكرية، فلن تتمكن إيران من التصرف بشكل مستقل. وفي الوقت نفسه، من الضروري الحفاظ على سلطة الحكومة السورية في مواجهة الاتهامات الغربية. ويجب على بلادنا أيضًا توسيع دبلوماسيتها مع دول مثل روسيا وتركيا والعراق وإقناعها بمواجهة تهديد الإرهابيين ومراجعة السياسات الإقليمية. كما أن التعاون مع الدول المتحالفة، مثل قطر والعراق، يمكن أن يوفر المزيد من الدعم للمقاومة".

إيران والأزمات المتصاعدة

من جهتها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان، أصبحت سوريا أحد الأهداف التي ركز عليها النظام الصهيوني منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، وأصبحت مسرحاً لهجمات واسعة النطاق شنها المعارضون الإرهابيون على العمق الاستراتيجي لإيران. يمثل التقاطع هذه المرة مرحلة أخرى من تطور التوتر والصراعات بين الولايات المتحدة وغيرها من الجهات الفاعلة المتحالفة مع النظام الصهيوني.

وأضافت "في ذروة هجمات فصائل المقاومة، كان النظام الصهيوني، من خلال تسمية هذه الحرب بـ"الحرب الوجودية"، يحاول حشد كافة القوى الداخلية لإسرائيل إيديولوجياً وأساسياً لمواجهة جبهة المقاومة. إن خدعة نتنياهو لزيادة حافزه وقوته المدرعة بدعم لا حدود له من الولايات المتحدة تصور رؤية طويلة لاستراتيجية إسرائيل الجديدة المتمثلة في استمرار الصراعات وتصعيد التوترات حتى القضاء على المقاومة. إن المصالح المتداخلة للكيان الصهيوني والولايات المتحدة، باعتبارها المدير الرئيسي للتطورات الحالية، تظهر أن التدابير الخاصة لتكثيف التوتر في غرب آسيا مدرجة في جدول أعمالهم. إن عرض نتنياهو لخريطة الشرق الأوسط الجديد في الجمعية العامة للأمم المتحدة هو أيضا تأكيد على هذه الاستراتيجية الإقليمية الجديدة للنظام، التي تعتمد على العمليات غير المتجانسة التي يقوم بها الإرهابيون والمرتزقة الاحتياطيون الأمريكيون والهجمات الإسرائيلية والأمريكية على مواقع المقاومة في سوريا والعراق واليمن.
لكن القواعد ستكون أكثر تعقيدا بالنسبة لإيران، لأن إسرائيل تتجنب الحرب. وكانت الإستراتيجية الأميركية الأكثر أهمية في التعامل مع إيران تتلخص دائماً في خلق الجدل والفوضى الداخلية والضغوط السياسية الخارجية بذرائع تدخلية".


وأردفت "يعد القرار الأخير لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية مثالاً جيدًا على الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة والترويكا الأوروبية ضد الجمهورية الإسلامية، والذي يستجيب للطلبات المتكررة للسياسة الخارجية للحكومة الرابعة عشرة لبدء المفاوضات وتغيير خطة العمل الشاملة المشتركة. خاصة وأن إسرائيل بعد 7 أكتوبر، بحسب العديد من المراقبين السياسيين الصهاينة، تسير على طريق التدهور، وللقضاء على هذا الخطر، لا بد من تنفيذ هدفها النهائي المتمثل في التفوق الجيوسياسي من النيل إلى الفرات واحتواء إيران في المنطقة".

إيران مركز التعاون الإقليمي

أمّا صحيفة "إيران" فجاء فيها أن رسم السياسة الخارجية على أساس المصالح الوطنية يقتضي أن يكون المبدأ في العلاقات والتعاون مع الدول والمؤسسات الأجنبية هو توسيع العلاقات نحو الحد الأقصى وأن يكون تحديد وتقييد العلاقات استثناءً ولا يكون إلا في حالات الضرورة.  وقد وفر موقع إيران الطبيعي، وخاصة في المنطقة، القدرة اللازمة لتحقيق هذا التوسع الأقصى، لأن مصالح القوى الطبيعية الكبرى في المنطقة، فضلا عن اللاعبين الرئيسيين في نادي القوى العالمية، يتم توفيرها بتكلفة أقل من خلال احترام مصالح إيران ومصالحها.  لكن في الوقت نفسه، شهدت العقود الماضية فترات من التوتر الحاد في علاقات إيران مع بعض القوى. إن تفسير هذا الوضع المتناقض يتطلب الاهتمام بعاملين أساسيين؛ أولاً، البنية الموجهة نحو الصراع لنادي القوى العالمية، والتي، من خلال تقسيم العالم إلى مناطق نفوذ، اعترفت بمزيد من الهيمنة والسيطرة كأداة ضرورية للنجاح في المنافسة، وثانياً، بنية ودور القوة".

وتابعت: "تم الحفاظ على السياسة الخارجية المعلنة للحكومة الرابعة عشرة في مثل هذا السياق. إن التوجه نحو الحد من التوترات وحلها في السياسة الخارجية الإيرانية يشكل الاتجاه السائد الجديد في الشرق الأوسط. إن إعلان الاستعداد لحل سوء التفاهم مع أوروبا وكبح العداء مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحتى الاستعداد لمفاوضات جديدة مع الحكومة الجديدة في واشنطن حول القضايا المثيرة للجدل، يظهر تصميم الجمهورية الإسلامية على دخول حقبة جديدة من العلاقات الخارجية".

وأكملت إن "عسكرة المنطقة، والتحريض على الصراع وحتى فرض حروب جديدة، وإضفاء الطابع الأمني على أزمات المجتمعات في الشرق الأوسط، وإشعال العداوات الداخلية بين دول المنطقة، يجب أن تفسر في ظل هذا المشروع الكبير.
إن القدرة الطبيعية لإيران كقوة إقليمية تسمح لحكومة جمهورية إيران الإسلامية بالظهور كمركز للتعاون الإقليمي المستقر، لمواءمة مصالحها الأساسية مع المصالح الأساسية لجيرانها، وتقليل تكلفة الاستقرار والأمن، ومن خلال إقامة توازن لإضعاف الدور المدمر لأطراف أخرى في العلاقات مع القوى العالمية. وغني عن القول أن العائق الأقوى في هذا الطريق هو مصالح الأطراف الخارجية التي كان لها وسيكون لها حضور خفي لكن فاعل في المنطقة".

 

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة