نصر من الله

الخليج والعالم

واشنطن وإستراتيجية خلق الأزمات المستمرة محور اهتمام الصحف الإيرانية
03/12/2024

واشنطن وإستراتيجية خلق الأزمات المستمرة محور اهتمام الصحف الإيرانية

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 03 كانون الأول/ديسمبر 2024 بالتطورات الميدانية والسياسية الجارية في منطقة غرب آسيا وبالخصوص في سورية، بعد التحركات الصهيونية الإرهابية، حيث تناولت الصحف بشكل مركّز أبعاد هذه الحركات وارتباطها بالصهيونية وواشنطن واستشراف هزيمتها.

واشنطن وإستراتيجية خلق الأزمات المستمرة
كتبت صحيفة رسالت: "تعتبر التطورات الأخيرة في سورية هي النقطة التي تكشف الإطار الإستراتيجي الكلي لسياسة واشنطن الإقليمية: خلق أزمات مستمرة في غرب آسيا. بشكل عام، أصبحت إستراتيجية خلق نقاط إستراتيجية مربكة وغير واضحة في النظام الدولي بمثابة توجيه كلي في مجال السياسة الخارجية الأميركية. في هذه المعادلة، لا يوجد فرق أساسًا بين الديمقراطيين والجمهوريين، بمعنى آخر، التفريق بين بايدن وترامب في مواجهة هذا المشهد هو مثال لخطأ كبير وغير مبرر في الحسابات.

في بيان هذه المسألة، هناك نقطتان أساسيتان يجب أخذهما في الاعتبار: أولًا، نحن أمام صيغة كلية، وعدة إستراتيجيات وعشرات التكتيكات. يتم تحديد إستراتيجيات وتكتيكات واشنطن في هذا النظام، بالنظر إلى الأهمية الجيوسياسية والجيوإستراتيجية لمناطق مختلفة من العالم. لقد أصبح غرب آسيا وشرق آسيا وآسيا الوسطى وأميركا اللاتينية وحتّى إفريقيا البؤر الرئيسية لمشاكل واشنطن الجديدة، لذلك في وصف العلاقة بين أميركا والإرهابيين التكفيريين في المنطقة، ينبغي النظر بشكل كامل في هذه الصيغة الإستراتيجية الكلية وملحقاتها. يتيح لنا هذا المنظور الكلي الابتعاد عن سطحية ومحدودية الأزمة الحالية في سورية (وهي القضية نفسها التي تبحث عنها وسائل الإعلام الأميركية والصهيونية). 

ثانيًا، بعد تدمير داعش الصهيونية التكفيرية في منطقة غرب آسيا على يد المقاومين، بدأت عملية إعادة تعريف الإرهاب التكفيري تتضح أكثر بعد إقامة علاقة بينهم وبين الجماعات الأخرى التابعة للغرب ونظام الاحتلال الصهيوني في المنطقة. وأصبحت النقاط الحدودية لسورية والعراق، وعلى وجه الخصوص النقاط التي كانت في معظمها تحت السيطرة الميدانية للأميركيين في المنطقة، غرفة إحياء الإرهابيين في المنطقة.

كما كان للسياسيين الموالين للغرب في مختلف دول المنطقة مهمةٌ من البيت الأبيض ونظام الاحتلال هي منع الرأي العام في العالم الإسلامي من التركيز على هذه الظاهرة والاتّجاه الشرير من خلال تبسيط هذه القضية أو إنكارها. والآن نفهم جميعًا الهدف الحقيقي للولايات المتحدة في إصرارها على بقاء جنودها في أراضي سورية والعراق".

عدمية في ثوب الإسلام
كتبت صحيفة وطن أمروز: "الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وجيش الإسلام، والتي غذت القتل والدمار وعدم الاستقرار في مناطق مختلفة من الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، غالبًا ما يتم تقديمها على أنها حركات ذات مظهر إسلامي.

لقد غذت الدعاية الإعلامية والعمليات النفسية للغرب فكرة أن هذه الجماعات لها جذورها في الإسلام، ولكن إذا نظرنا عن كثب، يمكننا أن نرى أن هذه التيارات لا علاقة لها بالإسلام الأصيل، بل أيديولوجيًا وهيكليًا هي مرتبطة بالحداثة الغربية، وخاصة التفكير العدمي (العبثية).

[...] العدمية هو مفهوم يشير في الفلسفة الغربية الحديثة إلى إنكار القيم الأخلاقية والروحية والتأكيد على هيمنة القوّة والهيمنة. وقد وصل هذا المفهوم إلى ذروته في أفكار فلاسفة مثل فريدريك نيتشه. يتحدث نيتشه في أعماله عن موت الإله وعن عدم معنى القيم التقليدية، وبدلًا من ذلك، يقدم إرادة القوّة باعتبارها القوّة الدافعة للإنسان الحديث. تطبق جماعات مثل داعش والقاعدة نفس مفهوم العدمية تمامًا، ولكن تحت ستار ديني وبشعارات إسلامية. وبينما يؤكد الإسلام على الرحمة والعدالة والروحانية، تتخلى هذه الجماعات عن كل القيم الأخلاقية والإنسانية لصالح القوّة والهيمنة. وخلافًا لتعاليم الإسلام، فإن هذه الجماعات تعتبر قتل الأبرياء وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير الأراضي أمرًا مباحًا، بل واجبًا أيضًا.

وبدلًا من الإسلام، تمثل هذه الجماعات نسخة عدمية من الدين لا قيمة فيها إلا القوّة والعنف. ومثل هذا التفكير يجعلهم يدخلون في صراعات دموية حتّى مع بعضهم البعض على الغنائم ومناطق النفوذ".

سبب التطورات في حلب
كتبت صحيفة جام جم: "طرأت في الأيام الأخيرة تطوّرات جديدة ودموية في حلب وإدلب، شغلت أذهان المحللين في المنطقة وفي مجال العلاقات الدولية. والمهم في هذا الوقت هو معرفة مصدر التطورات الحالية ورسم أبعادها الميدانية والخارجية.

منذ فترة، أرسل كبار المسؤولين في النظام الصهيوني تحذيرات إلى دمشق، وهو ما يعتبر مقدمة للتطورات الأخيرة في إدلب والتحرك الجماعي والمنسق للإرهابيين، بناء على ذلك هناك علاقة مباشرة لا يمكن إنكارها بين تحركات الجماعات الإرهابية المختلفة بما فيها هيئة تحرير الشام وغيرها في شمال سورية، وتحذير "تل أبيب" السابق لسورية وبشار الأسد.

والنقطة الأخرى هي أن الجماعات الإرهابية لم تقم بمثل هذه التحركات في السنوات الأخيرة، وقامت بعد وقف إطلاق النار في لبنان مباشرة بتنفيذ مثل هذه العمليات الواسعة. ومن الواضح أن التنسيق بين هذه الجهات الإرهابية لم يتم في لحظة أو يوم واحد، وتأثر بعملية سابقة تستغرق وقتًا طويلًا. وكانت هذه العملية بمثابة إعادة تعريف للإرهاب من خلال مصادره الرئيسية، وهي نظام الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة.

والنقطة الأهم هي أن الجماعات الإرهابية الناشطة في التطورات الأخيرة في سورية لم تتّخذ أدنى موقف أو إجراء ضدّ نظام الاحتلال منذ بدايتها حتّى الآن، خاصة بعد مرور عام وثلاثة أشهر على حرب غزّة. ولم يدينوا الجرائم الجسيمة التي ارتكبتها "تل أبيب" في غزّة ولبنان، حتّى في الظاهر. لذلك فإن ارتباطهم بـ"تل أبيب" لا يمكن إنكاره. وهذه القضية تظهر انحياز، بل انتماء الجماعات الإرهابية إلى "تل أبيب".

[...] إن خلق عائق أمام التواصل بين سورية ولبنان ومنع وصول الأسلحة إلى المقاومة هو النقطة المحورية والهدف الأساسي للعمليات الإرهابية الأخيرة في سورية. إننا نواجه مجموعة من الإرهابيين الذين، في إطار شبكة إستراتيجية في "تل أبيب"، نفذوا أعمالهم في سورية، ولكن جولة الاضطرابات الجديدة في هذا البلد تظهر أن التطورات الميدانية في الأيام الأخيرة ستفقد الإرهابيين سيطرتهم ساحة المعركة، أي أن المشروع الإرهابي الذي صممه النظام الصهيوني المحتل في سورية لا يتقدّم وفق خطة "تل أبيب"، وشهدنا تراجعه.

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم