الخليج والعالم
انتصار لبنان محط اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس (28 تشرين الثاني 2024)، بوقف إطلاق النار الذي اتفق عليه لإنهاء العدوان الصهيوني على لبنان، وكتبت عن أبعاد انتصار المقاومة من عدة جهات وأبعاد الهزيمة الصهيونية.
الانتصار الحقيقي
كتبت صحيفة جام جم: " أثار وقف إطلاق النار الأخير، في حرب لبنان، العديد من التحليلات والتكهنات في الأوساط الإقليمية والدولية. التحليل الأكثر قربًا من الحقيقة في هذا الصدد هو فشل نظام الاحتلال الصهيوني من تحقيق أهدافه في لبنان. وقد وصل الأمر إلى حد أن بعض كبار أعضاء حكومة بنيامين نتنياهو، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، لا يستطيعون إخفاء هذا الفشل المطلق والشامل".
تابعت الصحيفة: " المقاومة لم تفقد طبيعتها ووجودها وعلاقاتها الداخلية والبنيوية، بل زادت الحرب الأخيرة من صلابتها وقوة جذورها بالبرغم من استمرار الحرب 13 شهرًا، واستشهاد قادة المقاومة مثل الشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد السيد هاشم صفي الدين. خلال الحرب مع لبنان، ادعى نتنياهو وغالانت وبن غفير وكبار مسؤولي الموساد وجيش النظام الصهيوني المحتل إزالة حزب الله من المعادلات العسكرية والسياسية للمنطقة، أما الآن فإن حزب الله مع قوته النموذجية مستمر في حضوره بشكل قوي في لبنان. [...] ومن أهم القضايا التي ظل العدوّ الصهيوني يؤكد عليها، خلال الأشهر الماضية، هو نزع سلاح المقاومة، بل إن كبار أعضاء الحكومة الصهيونية قالوا مرارًا وتكرارًا إن تدمير الحزب هو هدفه الرئيسي في لبنان. لكن الآن واشنطن وتل أبيب مضطرتان إلى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع بيروت! إن أحد الالتزامات غير المعلنة ولكن العابرة للنص لوقف إطلاق النار هذا هو الاعتراف بفاعلية الحزب وتأثيره في معادلات لبنان الأمنية والسياسية؛ وهي قضية كانت تعد خطًا أحمر للغرب والصهاينة، ولو قبل أيام قليلة!".
وأردفت الصحيفة: "إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الأخير لم يؤد إلى ضمان عودة سكان شمال الأراضي المحتلة، وحتّى نتنياهو صرح بذلك في لقاء عقد مؤخرًا مع الحكومة. ومسؤولي هذه المناطق صرحوا أنه بالبرغم من إبرام اتفاق وقف إطلاق النار لا يستطيعون ضمان عودة المستوطنين النازحين! وأعلن مسؤولون ومستوطنون في شمال فلسطين المحتلة معبّرين عن غضبهم تجاه نتنياهو وحكومته، أن بنود اتفاق وقف إطلاق النار غير فعّالة وغامضة، وأن سكان المناطق الشمالية ليس لديهم مكان يعودون إليه. في المقابل، تشير الصور المنشورة في الفضاء الافتراضي ووسائل الإعلام الرسمية إلى عودة واسعة لسكان جنوب لبنان إلى مناطق معيشتهم". [...] لقد كان نظام الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة يحاولان إظهار اليد العليا كذبًا في مفاوضات وقف إطلاق النار، وإظهار أنفسهما على أنهما السلطة الوحيدة التي تفسر شروط وقف إطلاق النار وتتصرف بموجبها! لكن واشنطن وتل أبيب اتفقتا أخيرًا على تشكيل لجنة من خمسة أعضاء لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار. وبناء على ذلك، فإن الحد الأدنى من البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار لا يسمح لتل أبيب بتقديم تفسير أحادي في عملية تنفيذه".
أزمة السلاح عند الصهاينة
كتبت صحيفة رسالت: " نشرت وسائل إعلام عبرية عدة تقارير عن عدم وجود احتياطي عسكري لدى جيش النظام الصهيوني، بالبرغم من الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة، إلا أن مؤخرًا تسربت معلومات من مصادر "إسرائيلية" مفادها أن المؤسسة الأمنية لهذا النظام تجري عمليات حملة سرية حول العالم لتعزيز ترسانتها العسكرية[...] وبعد أكثر من عام من الحرب، يحتاج الجيش الصهيوني إلى كلّ شيء تقريبًا؛ من ذخائر الدبابات إلى القنابل والصواريخ. وعليه، أطلقت وزارة الحرب في النظام الصهيوني حملة عالمية للحصول على أكبر قدر من الأسلحة في مدة زمنية قصيرة وبأقل سعر ممكن".
وبحسب صحيفة ""يديعوت أحرونوت" "الإسرائيلية"، أعاد سلاح الجو "الإسرائيلي"، خلال العام الماضي، تفعيل سرب مروحيات "الأباتشي"، ومنذ ذلك الحين، ما تزال المروحيات القديمة لهذا الجيش تحلق في السماء وخاصة في المناورات التي يقوم بها الصهاينة في لبنان. وفي الواقع، أثبتت الحرب أن الجيش "الإسرائيلي" يحتاج إلى المزيد من طائراته المروحية القديمة. [...] في الوقت نفسه، توجه جهاز الأمن "الإسرائيلي" إلى إحدى دول البلقان لشراء آلاف ذخائر الدبابات، لكن هذه الدولة رفعت سعر هذه الذخائر بنسبة 50% [...] وذكرت وسائل الإعلام أن الدولة التي كان من المفترض أن تشتري منها "إسرائيل" قذائف الدبابات قالت إن أوكرانيا قدمت الطلب بالفعل ودفعت ثمنه. وبحسب هذا التقرير، فقد سافر ضباط من الجيش "الإسرائيلي" وممثلون من وزارة الحرب، منذ نهاية العام الماضي إلى جميع أنحاء العالم لشراء الأسلحة، وأدركوا أن بعض الدول التي كانت المورد الرئيسي للأسلحة إلى "إسرائيل"، أصبحت الآن تزود أوكرانيا بهذه الأسلحة".
عجز نتنياهو وتسرّع بايدن
كتبت صحيفة وطن أمروز: " إعلان النظام الصهيوني وحزب الله وقف إطلاق النار ثمّ خطاب جو بايدن بهذا الشأن أظهر أن الديمقراطيين الأميركيين يبذلون جهدًا خاصًا لمنع أي دعاية سياسية من ترامب ضدّهم. إن ظروف ساحة المعركة والتكاليف التي دفعها النظام الصهيوني في الحرب مع حزب الله في لبنان أظهرت بوضوح، من الأسابيع الماضية، أن النظام يجب أن يسعى أخيرًا إلى وقف إطلاق النار في لبنان حتّى يتمكّن من استخدام موارده مرة أخرى لإدارة الحرب في غزّة. كانت تكاليف الحرب في لبنان باهظة على حكومة نتنياهو، لدرجة أنها في النهاية، وبعد 55 يومًا من استهداف المباني والأشخاص القياديين في بيروت والضاحية، لم تحقق أي إنجاز معين في هذا المجال. لقد حوصر الصهاينة داخل حدود لبنان، وخسروا عددًا كبيرًا من قواتهم".
وأردفت الصحيفة: "إن حكومة بايدن، والتي بذلت منذ بداية الحرب في غزّة، قصارى جهدها لدعم جرائم الصهاينة، وبصرف النظر عن المساعدة العسكرية والاستخباراتية وإدارة الحرب، لم تسمح بتوجيه الاتهام إلى النظام الصهيوني بصفته مجرم حرب، أو على الأقل السعي لإنهاء الحرب في غزّة، هي الآن تسعى إلى الإفادة القصوى من الوضع في لبنان وغزّة لتعلن أنها قررت وقف إطلاق النار في هذه الحرب. أظهر حكم المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت رسميًا أنه حتّى ضغوط الولايات المتحدة لا تستطيع منع بيان الحقيقة من المؤسسات الدولية، والآن بعد مذكرة الاعتقال بحق القادة الصهاينة المتعطشين للدماء، تزايد التفاف الرأي العام حولها، فإن هذا العالم يبحث أيضًا عن محاكمة أولئك الذين أرسلوا الأسلحة والمعدات الجديدة التي مهدت الطريق للإبادة الجماعية في غزّة".
وختمت الصحيفة: " لقد حاول بايدن الحصول على هذه الهدنة، في الأيام الأخيرة من رئاسته، حتّى لا تنتهي الهدنة باسم ترامب، لكن تسرعه في إعلان هذه الهدنة لم يكن لهذا السبب فقط؛ هجمات حزب الله على "تل أبيب" جعلتهم يتوصلون إلى إنهاء الحرب في لبنان في أسرع وقت ممكن. والآن علينا أن نرى ما هي خطة بايدن أو ترامب لإنهاء الحرب في غزّة، أو بعبارة أخرى "انسحاب "إسرائيل" غير المذل من غزّة"، يبدو أن بايدن يبحث عن خطة لإنهاء هذه الحرب حتّى ينهيها باسمه، لكن نهاية قضية غزّة لن تكون بهذه البساطة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحفطوفان الأقصىمعركة أولي البأس
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
28/11/2024