معركة أولي البأس

الخليج والعالم

قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا محطّ اهتمام الصحف الإيرانية 
23/11/2024

قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا محطّ اهتمام الصحف الإيرانية 

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 23 تشرين الثاني 2024 بالتطورات الحاصلة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد سعي بعض الدول لفرض عقوبات على إيران، وقد كتبت حول هذه القضية معتبرة أن الوكالة تمارس دورًا سياسيًا لا تقنيًا.

كما اهتمت الصحف الإيرانية بقضية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو وآثارها ودلالاتها.

فرصة التعاون ما زالت موجودة

كتب بهروز كمالوندي المتحدث الرسمي باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في صحيفة إيران: " في الأيام الماضية أقر اجتماع مجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا القرار المناهض لإيران، الذي كانت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأميركا أساسه، دون إجماع وبتصويت ضعيف نسبيًّا. إن مؤسسي هذا القرار، قاموا بإعداد مشروعه قبل زيارة المدير العام للوكالة إلى إيران ونشروه لوسائل الإعلام في اليوم الأخير من زيارة غروسي، اذ قاموا بمهمة صعبة لجذب انتباه الدول وانضمام المزيد منها إلى هذا القرار.  ولهذا السبب، تم حذف أجزاء من المسودة السابقة أو تخفيفها، ولكن رغم الضغوط السياسية الشاملة بأساليب التهديد والإغراء على الدول الأعضاء في المجلس.... وقفت دول مهمّة أو مستقلة نسبيًا إلى جانب إيران، بالإضافة إلى الصين وروسيا وبوركينا فاسو وفنزويلا التي صوتت ضدّ هذا القرار، و12 دولة أخرى من بينها دول مهمّة مثل البرازيل والهند وجنوب إفريقيا وإندونيسيا والجزائر وبنغلاديش، ولم تصوت باكستان وتايلاند وأرمينيا وغانا ومصر وكولومبيا، رغم كلّ الضغوط السياسية الثقيلة التي مارستها الدول الأوروبية وأميركا، سواء في فيينا أو في عواصمها، لصالح القرار". 

ويتبع هذا الاتّجاه المتمثل في الضغط المتزايد الدول الأوروبية الثلاث والولايات المتحدة، في حين أن هذه الدول لم تلتزم قط بالتزاماتها سواء في خطة العمل الشاملة المشتركة أو الالتزامات الدولية الأخرى. ويمكن رؤية العديد من الأمثلة على هذه السياسات القاسية في حالة فلسطين، ففي حال دعمت هذه الدول جزاري "تل أبيب" ورافقتهم في الإبادة الجماعية، وضعت حدًا للمحكمة الجنائية الدولية، التي أمرت بالقبض على القتلة، وهدّدت بمعاقبة أعضائه. 

وبطبيعة الحال، فإن هذا النهج البغيض لم يؤد بعد إلى النتيجة المرجوة، وفي الحالة الأخيرة المتعلّقة بإيران، أدى إلى نتيجتين محدّدتين، وكان ينبغي عليهم أن يدركوهما بعقلانية الآن.
وهاتان النتيجتان المحدّدتان هما تقليل عدد الدول الداعمة للقرارات المقدمة في كلّ مرة مقارنة بالمرة السابقة وزيادة مستوى وكمية التخصيب وتطوير البنية التحتية للصناعة النووية الإيرانية في كلّ مرة أكثر من ذي قبل، 

لذلك، ومع الأخذ في الاعتبار هاتين النتيجتين، فمن الواضح تمامًا أن سياستهم ونهجهم الضغطي لن يؤدي إلى أي شيء" . 

وتابع: " ما سيحدث على أرض الواقع هو أنه خلال الـ 4 أو 6 أشهر القادمة، ستزداد سرعة التخصيب مع تفعيل الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الجديدة، وسيتم إنشاء بنية تحتية جديدة، وبعض الإجراءات الأخرى، وبالتالي فإن الأطراف الغربية التي سعت إلى صد البرنامج النووي الإيراني ستواجه واقعًا آخر، برنامجًا أكثر شمولًا وتقدمًا من الناحيتين الكمية والنوعية، وهو ما لن يسعدها بالتأكيد. ونصيحتنا لهذه الدول أن تنسى فترات الاستعمار والقسر وأن تدخل في فترة المنطق والعدالة. إن إيران لا تريد أكثر من حقوقها، وهي رفع العقوبات القمعية والاستفادة من الصناعة النووية السلمية التي تساهم في الاقتصاد والصحة ورفاهية الشعب".

نتنياهو منتهي الصلاحية

كتبت صحيفة وطن أمروز: " المحكمة الجنائية الدولية اتّخذت أخيرًا خطوة مهمّة لإنفاذ رؤية المجتمع الدولي بشأن حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم ووزير حربه السابق بتهمة ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزّة. إن الحكم الشجاع الذي أصدره كريم خان، المدّعي العام لهذه المحكمة ضدّ قادة "إسرائيل"، يعد في الوقت نفسه بعصر جديد من العلاقات العالمية متعددة الأقطاب من خلال الحد من نفوذ اللوبي الصهيوني وأميركا. 

لم يوجه هذا الحكم ضربة كبيرة للمصداقية السياسية الداخلية والخارجية لحكومة النظام الصهيوني الحالية فحسب، بل سيزيد من عزلة النظام في العالم، ولكنه شكّك أيضًا في المصداقية الدولية لحكومة الولايات المتحدة باعتبارها الداعم الرئيسي لـ"إسرائيل" المجرمة والتي تستخدم كافة أدواتها الدعائية والسياسية والأمنية والقضائية لمنع تنفيذ العدالة في لاهاي".

وتابعت: " بهذه الطريقة فإن الدول الـ 124 التي وقعت على نظام روما الأساسي والأعضاء في محكمة العدل الدولية ملزمة باعتقال نتنياهو وغالانت إذا دخلا هذه الدول. وهذا يعني تعطيلًا خطيرًا في النشاط الدبلوماسي للنظام الصهيوني وضربة خطيرة لشرعيته الظاهرة كعضو في مجتمع الأمم. وهذا يشمل جميع دول الاتحاد الأوروبي. وفي المرحلة التالية، هناك 32 دولة أخرى وقعت على معاهدة روما لكنّها لم تدخلها في قوانينها المحلية، لكن يمكنها تنفيذ حكم محكمة العدل في لاهاي طوعًا. 
وأخيرًا، إذا كانت مذكرة الاعتقال هذه مصحوبة بموافقة قضائية في كلّ دولة من هذه البلدان الـ 124، فسوف يؤدي ذلك إلى خلق تسونامي هائل من مذكرات الاعتقال الثانوية في شكل اتفاقيات تسليم ثنائية أو جماعية بين البلدان، ما سيزيد من نطاق عمليات الاعتقال".

الغرب ضدّ الغرب

كتبت صحيفة رسالت: " من أهم نتائج طوفان الأقصى تحول الغرب إلى عالمين متوازيين. واليوم، عندما ننظر إلى الغرب، فإننا لم نعد نرى جانبًا واحدًا يقف فيه الغرب! يوجد عالمان غربيان [...] في عالم، تعلن محكمة لاهاي الدولية أن نتنياهو ووزير حربه السابق مجرمي حرب، وفي عالم آخر، يصدر قرار ضدّ أنشطة إيران النووية. في عالم، هناك مظاهرات ضدّ الدعم العسكري الأميركي للنظام الغاصب، وفي العالم الآخر، رئيس الولايات المتحدة الأميركية، أعطى الإذن بإطلاق صواريخ بعيدة المدى من أوكرانيا تصدر إلى روسيا. وهذا نتيجة لجهود أجزاء من الحضارة الغربية للهروب من الفشل الأيديولوجي لهذه الحضارة في غزّة. 

إن البطلان الأبدي لشعارات حقوق الإنسان يجعل الغرب يفقد أهم سلاحه الناعم وهو حماية حقوق الإنسان، 
وقد ثبت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية والحروب اللاحقة، وخاصة حرب فيتنام، أن هذه الحضارة غير قادرة على إنهاء الحروب الكبرى وإرساء السلام العالمي، لكن في عامي 2023 و2024 ثبت أن هذه الحضارة لا تملك حتّى القدرة على إيقاف نظام غاصب عن جرائم لا حدود لها". 
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة