معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مجلة أميركية: تبنّي أجندة نتنياهو في المنطقة لا يخدم مصلحة واشنطن
19/11/2024

مجلة أميركية: تبنّي أجندة نتنياهو في المنطقة لا يخدم مصلحة واشنطن

كتبت "Carrie Lee" وهي رئيسة دائرة ما يُسمى الأمن القومي والإستراتيجية في الكلية الحربية للجيش الأميركي، مديرة مركز العلاقات المدنية العسكرية في الكلية، كتبت مقالة نشرت في مجلة "Foreign Affairs" أشارت فيها إلى تكثيف "إسرائيل" حملتها ضدّ حزب الله في أيلول/سبتمبر الماضي، حيث قالت: "إن ذلك شكل تحولًا مهمًا يفيد بأن القادة ""الإسرائيليين"" قرّروا فعليًا إعادة رسم ميزان القوّة في الشرق الأوسط"، على حد تعبيرها.

وزعمت الكاتبة أن "حرب "إسرائيل" على حزب الله (لبنان) تهدّد قدرة إيران على نشر القوّة، وتقلص بشكل كبير قدرتها على ردع تدخلات "إسرائيلية"، سواء في الشأن الداخلي الإيراني أم في برنامج طهران النووي، على حدّ قولها، لكنّها قالت في المقابل: بينما يفيد إضعاف موقف إيران "إسرائيل" على الأمد القصير، "فإنه سيزيد بشكل كبير من خطر اندلاع الحرب الإقليمية على الأمد الطويل، وحتّى من احتمال امتلاك إيران أسلحة نووية".

وتابعت الكاتبة القول: "يتوجب على الولايات المتحدة العمل من أجل تقييد المزيد من التحركات ""الإسرائيلية"" واستقرار ميزان القوّة، وذلك من أجل تجنب الانجرار إلى المزيد من النزاعات في الشرق الأوسط"، كذلك أردفت أن ""تعطيل" حزب الله وحركة حماس حتّى مؤقتًا سيكون له على الأرجح تداعيات سلبية حقيقية طويلة الأمد على كلّ من "إسرائيل" والشرق الأوسط".

وأضافت الكاتبة، أن "التصعيد "العمودي" هو الذي يشكّل الخطر الأكبر لأمن الشرق الأوسط، وأن القادة ""الإسرائيليين"" يقومون بمغامرة كبيرة من خلال قبولهم بهكذا تصعيد".

هذا، وحذرت الكاتبة من أنه وفي ما لو قررت إيران التحرك العسكري، فإن أفعالها على الأرجح ستكون مباشرة وأكثر تصعيدًا بكثير. وأشارت إلى أن أول تجربة نووية للصين عام 1964 دفعت بالهند إلى اختبار سلاح عام 1974، والذي دفع بدوره باكستان إلى تسريع وتيرة برنامجها النووي عام 1998. ومن ثمّ نبهت من أن حملة "إسرائيل" العسكرية التصعيدية قد تكون الحافز الأخير لإيران على الأمد الطويل لتخطي العتبة النووية. كذلك حذرت من أن امتلاك إيران أسلحة نووية يمثل تهديدًا وجوديًا لأمن "إسرائيل" وذلك خلافًا للتهديد الذي تشكله "الجماعات الإرهابية"، وفق تعبيرها.

كما نبهت الكاتبة من أن تحول ميزان القوّة في الشرق الأوسط أيضًا يضع الولايات المتحدة وشركاءها الإقليميين أمام المخاطر. وقالت "إن الولايات المتحدة ستضطر إلى التورط بشكل أكبر في حروب "إسرائيل"، حتّى في الوقت الذي يتراجع فيه نفوذها في المنطقة، وذلك في ما لو كثفت إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي". وبيَّنت أن ""إسرائيل" باتت ترفض أكثر فأكثر النصائح الأميركية وأنها تسعى إلى تقليص اعتمادها على الدعم العسكري الأميركي، وفق قولها. 

كذلك أضافت أنه"وعلاوة على ذلك، فإن احتمال تنفيذ هجمات إيرانية على القوات الأميركية ودول شريكة سيتطلب تخصيص الولايات المتحدة المزيد من الموارد للشرق الأوسط في الوقت الذي يفترض فيه أن تنقل اهتمامها إلى ردع الصين في المناطق البحرية في شرق آسيا".

كما أضافت الكاتبة أن "إستراتيجية "إسرائيل" مألوفة، وأن الشركاء الأضعف في أي تحالف دائمًا ما سيسعون إلى وضع خطر التصعيد على عاتق الشريك الأقوى". وعليه قالت: "إن القادة الأميركيين يجب أن يرسموا حدود الاستعداد الأميركي لدعم إستراتيجية "إسرائيل" وإبلاغ نظرائهم ""الإسرائيليين"" خلف الأبواب المغلقة بأنهم لن يدعموا المزيد من التصعيد". كذلك تحدثت عن ضرورة أن تعيد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب القادمة النظر في دعمها غير النقدي لحكومة رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، وأن توضح وترسم القيود لكيف ومتى يمكن لهذه الحكومة استخدام الأسلحة والعتاد الأميركي. وأضافت أن "على إدارة ترامب المقبلة أن تقدم تطمينات دبلوماسية للاعبين الآخرين في المنطقة بأن الولايات المتحدة ستعمل على خفض التوّتر وليس تعزيزه"، محذّرة من أن احتمال التصعيد في الشرق الأوسط سيزداد من دون إجراء هذه التغييرات.

الولايات المتحدة الأميركيةبنيامين نتنياهو

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

التغطية الإخبارية
مقالات مرتبطة