الصحف الإيرانية: تسريع عملية استكمال المشاريع الاستراتيجية العملاقة لتعزيز مكانة إيران

ركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية على 
التطورات الإقليمية المتعلقة بالعلاقات الإيرانية الخارجية، سواء من ناحية العقوبات الأوروبية الجديدة على إيران أو لناحية التهديدات الصهيونية للجمهورية الإسلامية مع تبديل الإدارة الأميركية في الانتخابات الأخيرة.

طريق إيران والنظام العالمي الجديد
كتبت صحيفة وطن أمروز: "الاتجاهات العالمية والبيئة الدولية المائعة في ظل أحداث مثل حرب أوكرانيا وطوفان الأقصى وكذلك إنشاء المؤسسات الدولية مثل شنغهاي ومجموعة البريكس، تظهر أن النظام العالمي يتغير ويعاد تشكيله، ولا يعني هذا الأمر انتقال القدرة بشكل كامل من الغرب إلى الشرق، لكنه يوضح أنه في المستقبل القريب سيكون للشرق والقوى الناشئة الأخرى ثقل كبير في التطورات الدولية.
لقد أثبتت التجربة أن التوجه الأحادي البعد والاختزالي في العلاقات الخارجية من شأنه أن يضر بالمصالح الوطنية للبلاد، ولذلك، من أجل تعزيز المصالح الوطنية الإيرانية، من الضروري اعتماد نهج شبكي ومتعدد الأبعاد، ومن خلال تحديد المشاريع الاستراتيجية العملاقة مع مختلف البلدان، ويتم تشكيل رؤية استراتيجية طويلة المدى للعلاقات الخارجية القائمة على المصالح الوطنية. ونتيجة لهذا، وفي حين يتم استكمال المشاريع التحويلية مع الدول الشرقية، فلابد أيضاً من تعزيز موقف إيران في علاقاتها مع الغرب.
وفي فترات تاريخية مختلفة، كانت لإيران علاقات اقتصادية وتجارية جيدة مع دول في قارات مختلفة مثل آسيا وأميركا اللاتينية وأفريقيا، والتي تراجعت في بعض الأحيان بسبب النهج الأحادي البعد والتركيز على استعادة العلاقات مع الغرب، ونتيجة لذلك وبالإضافة إلى الوصول إلى طريق مسدود، تأثرت العلاقات مع الغرب والعلاقات الاقتصادية مع الدول الأخرى.

وخلال السنوات الماضية، تمّ إقامة تعاون فعال واستراتيجي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول الأخرى؛ إن برنامج التعاون الشامل لمدة 25 عامًا الذي جمع بين إيران والصين، واتفاقية التعاون لمدة 20 عامًا بين إيران وروسيا، وتوفير الأساس للتعاون طويل الأمد مع الهند، من بين تلك التي يتم بموجبها تحديد المشاريع الاستراتيجية الضخمة المهمة في بما يتوافق مع المصالح الوطنية الإيرانية".

وختمت: "إن تسريع عملية استكمال المشاريع الاستراتيجية العملاقة مع دول الشرق والقوى الناشئة وأعضاء مجموعة البريكس سيعزز مكانة البلاد في العلاقات مع الغرب ويخلق توازنًا في العلاقات الاقتصادية والتجارية القائمة على حول اتجاهات وواقع النظام الدولي، فضلًا عن ذلك، ففي حين يعمل هذا الاتفاق على تسهيل عملية تحقيق مصالح إيران في المفاوضات مع الغرب، فإنه سيؤدي أيضًا إلى تنويع أعمال البلاد وشركائها التجاريين".

كوابيس الجيش الأميركي والصهيوني
كتبت صحيفة رسالت: "أعلن البنتاغون في تقرير له أن نسبة الانتحار في الجيش الأميركي ارتفعت إلى 523 عام 2023.
أخبار الانتحار هي الأخبار الأكثر سريّة في أميركا والكيان الصهيوني، ويعتبر هذا الخبر أخطر حادث يهدد مؤسستهم العسكرية من حيث الموارد البشرية.
ما هو أصل وسبب الانتحار؟ إن القادة والضباط رفيعي المستوى في الجيش الصهيوني والبنتاغون الجالسين في غرف التحكم ويقودون الهجوم قد لا يشعرون بأبعاد الجريمة والكارثة التي تحدث خارج غرفة الحرب، لكن القوى البشرية التي تعمل على الأرض أو في الهواء، ترى أبعاد الجريمة بأعينها، الإبادة الجماعية، وتدمير المنازل، وأصوات وصرخات الأطفال والنساء والأبرياء المدفونين تحت الأنقاض في هذه الحرب غير المتكافئة".

وتابعت: "كانت عملية طوفان الأقصى بمثابة صفعة خطيرة للجسم العنكبوتي النحيل للكيان الصهيوني وضربة كبيرة لأمنه وسلطته الاستخبارية، وللتعويض عن هذا الفشل، بدأ نتنياهو بشكل محموم وبلا هدف في حرث غزة وذبح الأطفال والنساء والإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب، وقد دعمته حفنة من أعضاء الناتو والبيت الأبيض... حدد نتنياهو وقت الانسحاب من خلال تحقيق هدف القضاء على حماس وتحرير الأسرى وضم غزة إلى الأراضي المحتلة، ولم يكن هذا متاحًا بعد عام من سفك الدماء والقتل، ولذلك أضاف نتنياهو ثمنًا جديدًا، وهو تدمير حزب الله وضم أجزاء من جنوب لبنان... لقد وصلوا إلى الجنون، ونهاية هذا الجنون هي الانتحار، رغم أنهم يحتفظون بإحصائيات انتحار جنودهم سرًا".

قطع خطوط الملاحة لا وجه قانوني له
كتبت صحيفة إيران: "بحسب ما أعلنته وسائل الإعلام الغربية، فإن الاتحاد الأوروبي سيصوت اليوم الاثنين على فرض عقوبات على مجموعة الشحن التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويزعم الاتحاد الأوروبي أن هذه المنظمة متورطة منذ سنوات في نقل البضائع العسكرية. وقبل شهر، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على ثلاث شركات طيران، هي الخطوط الجوية الإيرانية، وماهان، بزعم إرسال طائرات بدون طيار.
هذا على الرغم من أنه بعد ظهور أول هذه الادعاءات في وسائل الإعلام الغربية في العام الأول للحرب الأوكرانية، عقدت عدة اجتماعات بين المسؤولين الإيرانيين والأوكرانيين للتحقيق في هذه الادعاءات، وفي كل هذه الاجتماعات، رفض الجانب الأوكراني، باعتباره المدعي الرئيسي لهذا الصراع السياسي الذي خلقه الغرب، تقديم أي وثيقة تفيد بأن إيران أرسلت معدات عسكرية إلى روسيا لاستخدامها في الحرب.
وبحسب خبراء ومراقبين إيرانيين، يدل هذا الأمر على كذب هذه الادعاءات، والآن يبدو أن الاتحاد الأوروبي، نيابة عن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، يحاول الانتقام من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسبب الإخفاقات المتتالية للجهات الفاعلة المنسوبة إلى الغرب، سواء على الجبهة الأوكرانية أو على جبهة البحر الأبيض المتوسط. 
إن هذه الإجراءات، كما يتضح من التجربة التاريخية، لن تكون قادرة على إحداث اضطراب خطير في التجارة الخارجية لجمهورية إيران الإسلامية".
 

الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم