الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: إدارة ترامب الثانية أكثر عداءً لإيران
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 17 تشرين ثاني/نوفمبر 2024 بتطورات القضايا الدولية والإقليمية وبشكل خاص التطورات المتوقعة عقب تسلم دونالد ترامب الإدارة الأميركية، تناولت أيضًا العلاقات الإيرانية السعودية وأثرها على الوضع الإقليمي.
إدارة ترامب الثانية أكثر عداءً لإيران
كتبت صحيفة جام جم: "بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حلل بعض الخبراء ووسائل الإعلام أن الإدارة الثانية لدونالد ترامب تختلف عن ولايته الأولى، ومن علامات ذلك إرسال الرسائل ونقلها إلى إيران.
ويبدو أن هذا التحليل سببه بالأساس التفاؤل المدمر الذي يثار بشأن سياسات ترامب في العهد الجديد، والحقيقة هي أن الإدارة الثانية لدى ترامب تختلف اختلافات جوهرية وخطيرة مع إدارته الأولى، لكن هذه الاختلافات تتماشى مع تسارع الإدارة الأميركية المستقبلية، خاصة في حالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
فمن جهته ومن جهة مجلس الوزراء الذي يجتمع حوله لإدارة الشؤون التنفيذية وأيضا بسبب الأوضاع السياسية داخل أميركا، فإننا نشهد في هذه الفترة تعاونًا كاملًا من السلطة القضائية في هذا البلد، أي المحكمة العليا، والسلطة التشريعية، أي مجلسي الشيوخ والنواب، فكلا القوتين في أميركا جمهوريتان وتخضعان لتأثير ترامب، وبالتالي فإن تعاون هاتين القوتين يوفر المزيد من الإمكانيات التنفيذية للسياسات المرسومة من قبله.
[...] ليس صحيحًا الاعتقاد بأن سياسات ترامب تجاه إيران من المفترض أن تكون أكثر تعاونًا وأكثر واقعية وعلى طريق التفاعل الإيجابي، وبالطبع قد تكون هناك جهود في بعض المجالات، سواء من الطرف المقابل أو من الفريق الإيراني، لكن هذا لا يعني أن الوصول إلى مرحلة اللقاء المزعوم بين بعض المقربين من الرئيس المنتخب للولايات المتحدة ومندوب إيران لدى الأمم المتحدة."
هل هدأت أميركا حقًا؟!
كتبت صحيفة وطن أمروز: "أدى فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية إلى هدوء مؤقت يخيم على أنصاره العنيفين والمسلحين في مختلف الولايات الأميركية، ويقول بعض المحللين للقضايا الاجتماعية والداخلية الأميركية، إنه نظرًا لرضا مجموعات مثل براود بويز ومجموعات أخرى لصالح الرئيس الأميركي المنتخب، فلن تكون هناك أخبار عن صراعات داخلية في هذا البلد على الأقل حتى المستقبل القريب، ومع ذلك، فقد تم رفض هذا الادعاء بشدة من قبل العديد من خبراء الأمن الداخلي وعلماء النفس الاجتماعي، أي أن غياب الصراعات الانتخابية في أميركا لا يعني اختفاء أسس الأزمة.
الغضب الاجتماعي الكامن هو كلمة أساسية معبرة في تفسير الظروف الحالية للمجتمع الأميركي. والآن، لا يشعر عشرات الملايين من المواطنين الأميركيين بعدم الرضا عن نتيجة الانتخابات الرئاسية وعودة ترامب إلى السلطة فحسب، بل يعبرون أيضًا عن هذا الاستياء في شكل غضب واحتجاج. ولكي نكون أكثر دقة، فإننا نواجه في أميركا جيشًا من الناس الساخطين والغاضبين الذين لا يستطيعون في الأساس تحمل وجود ترامب وفريقه لمدة أربع سنوات في البيت الأبيض. وهل يمكن اعتبار عدم تبلور هذا الغضب في الوقت الحاضر مؤشرًا لعدم وجوده؟! هذه التكهنات طفولية حقًا!
من المؤكد أن الغضب الاجتماعي والسياسي المتبلور في المجتمع الأميركي سيظهر عند نقطة تحول، يمكن أن تكون نقطة التحول هذه حادثة مثل القتل الوحشي لجورج فلويد على يد الشرطة الفيدرالية أو حتى الإعلان الرسمي عن إغلاق القضايا القانونية لرئيس الولايات المتحدة المستقبلي.
ويواجه ترامب الآن 5 قضايا في المحاكم الأميركية و30 اتهامًا، ثبتت اتهاماته في بعضها وتحولت إلى جرائم، لكن لن يكون هناك أي خبر عن عقوبته!
وبموجب الدستور الأميركي، يمكن لترامب أن يعفو عن نفسه في هذه القضايا المثيرة للجدل ويأمر بإغلاقها، على اعتبار أنه الشخص الأول في أميركا، فالعفو عن رئيس لوحده سيحدث لأول مرة في التاريخ الأميركي، ومن المؤكد أن معارضي ترامب لن يمرروا هذه القضية بسهولة. ومن شأن توحيد السلطات في مجلس النواب، ومجلس الشيوخ، والبيت الأبيض أن يزيد من حدة السخط العام بين معارضيه في جميع أنحاء الولايات المتحدة".
العلاقة بين إيران والسعودية
كتبت صحيفة إيران: "قيّمت وسائل الإعلام السعودية تحسن العلاقات بين إيران والسعودية بأنه أمر بناء، والذي بكونه يسير على المسار الصحيح، لا يتماشى فقط مع مصالح البلدين، بل يساعد أيضًا على إرساء الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل الوضع الحساس الحالي.
وشدد محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، في الاجتماع الاستثنائي لرؤساء الدول العربية والإسلامية الذي عقد الأسبوع الماضي، على ضرورة إلزام النظام الصهيوني باحترام سيادة إيران والامتناع عن مهاجمة الأراضي الإيرانية.
كما أصدرت وزارة الخارجية السعودية، بعد هجوم النظام الصهيوني على أجزاء من المراكز العسكرية الإيرانية الشهر الماضي، بيانًا أدانت فيه هذا العمل باعتباره انتهاكًا لسيادة البلاد وانتهاكًا للقوانين والمعايير الدولية.
[...] وتنتهج المملكة العربية السعودية استراتيجية تهدف إلى خفض التوترات في غرب آسيا وتحاول حل القضايا المتبقية مع دول الجوار من خلال الحوار المباشر.
وهذا جزء من وجهة نظر الرياض بأنها الطريقة الأكثر فعالية لإنشاء شبكة أمنية إقليمية، خاصة في هذا الوقت الحرج الذي تمر فيه القضايا العسكرية والأمنية، والذي ارتكبت خلاله "إسرائيل"، بحسب بن سلمان، "إبادة جماعية" ضد الشعب الفلسطيني.
[...] تعمل السعودية أيضًا بشكل مستمر على تطوير المؤسسات الحكومية، وأهداف رؤية 2030، وتنويع مصادر الدخل، وجذب الاستثمار الأجنبي، وخلق فرص عمل جديدة للمواطنين، وتحويل العديد من المناطق والمدن إلى مناطق جذب سياحي.
وتتطلع الدولة أيضًا إلى لعب دور رائد في الحصول على تقنيات الذكاء الاصطناعي والاستثمار فيها. ويتطلب تحقيق هذا الهدف بيئة مستقرة وآمنة تسمح للمشاريع واسعة النطاق بالنمو دون خوف من حروب إقليمية مدمرة".
وتابعت: "يمكن اعتبار اتفاقية بكين حجر الزاوية في العلاقات الإيرانية السعودية التي تتحسن يومًا بعد يوم. لكن الرياض تريد بناء هذه العلاقة على أساس تفاهمات جادة ومستدامة تتناول القضايا الأمنية والسياسية المثيرة للجدل.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بد من عدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام حسن الجوار، وإنهاء الدور التخريبي للتنظيمات المسلحة.
وبحسب بعض التقارير، لا يمكن القول على وجه اليقين أن هناك اتفاقًا على كل هذه الأمور، لأن ذلك يتطلب شروطًا عملية ملموسة ويستغرق تطويرها وقتًا، بالإضافة إلى ذلك، فإن التطورات العسكرية الكبرى التي شهدها الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر 2023 أدت إلى تعقيد المشهد السياسي بطرق غير متوقعة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف