الخليج والعالم
فشل السياسيات الأميركية عنوان بارز في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 9 تشرين الثاني 2024 بالأوضاع الميدانية للحرب القائمة في لبنان، وبتحليل الموقف الإيراني تجاه الانتخابات الأميركية، لا سيما مع تجاهل الموقف الرسمي للقيادة أي تعليقًا على هذه الانتخابات ونتائجها.
سبب فشل الديمقراطيين
كتبت صحيفة وطن أمروز: " خلال الأشهر والأسابيع وحتّى الأيام التي سبقت الانتخابات، اعتبر الديمقراطيون أنفسهم الفائزين الواضحين في الانتخابات بناء على ما يكنّونه من أفكار وافتراضات، لقد أكدوا الدعم المطلق لنظام الاحتلال الصهيوني في حرب غزّة كطرح غير مشروط لا يقبل الجدل، وأكثر من ذلك، لم يغيروا نهجهم تجاه حرب لبنان وغزّة. وكان مسؤولو البيت الأبيض يحاولون تحقيق نتيجة معينة: الفوز في الانتخابات الرئاسية رغم الدعم المطلق المستمر للصهاينة في حرب غزّة! إلا أن الحرب في غزّة ولبنان أصبحت نقطة ضعف الديمقراطيين. ليس المسلمون وحدهم، بل العديد من الناخبين المستقلين غير المسلمين في أميركا، أدركوا بوضوح أن الديمقراطيين خبراء في خلق وإدامة الأزمات التي لا يمكن السيطرة عليها في مجال السياسة الخارجية الأميركية. جاء جو بايدن إلى السلطة عام 2020 حاملًا شعار عودة العقلانية إلى مجال السياسة الخارجية الأميركية، لكنّه أصبح رمزًا لصناعة الأزمات في مختلف أنحاء العالم! وكان اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2021 نتيجة إصرار الديمقراطيين الأميركيين وشركائهم الأوروبيين على توسيع حلف شمال الأطلسي إلى الشرق".
وتابعت الصحيفة "بعد اندلاع الحرب، قام بايدن وهاريس وغيرهما من قادة البيت الأبيض، بدلًا من إيقاف الحرب والعودة عن طريقهم الخاطئ والخطير، بمنع إقامة مفاوضات ثنائية بين كييف وموسكو مرارًا وتكرارًا. وفي حرب غزّة، منع الديمقراطيون التوصل إلى وقف لإطلاق النار خمس مرات على الأقل باستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة [....] [والخلاصة] أعاد الديمقراطيون إرث جرائمهم الدموية في المنطقة والنظام الدولي إلى الجمهوريين، لتستمر دائرة العنف والوحشية في البيت الأبيض. ومع ذلك، لن يكون أمام الجمهوريين، مثلهم مثل الديمقراطيين، خيار سوى الفشل والخراب في منطقة غرب آسيا. هذا ليس تحذيرًا، ولكن مصير معين".
استمرار السياسات السابقة يضر بترامب
كتبت صحيفة جام جم: " في الوقت الحالي، تتباين الآراء حول سلوك إدارة ترامب الثانية، ويعتقد البعض أننا قد نشهد تغيرات جدية في السياسة الخارجية الأميركية. في الجولة الأولى من الرئاسة، وبسبب عدم إلمامه بالمسؤولية الجسيمة التي كان يحملها وشخصيته الخاصة، التي كانت في الغالب غير قابلة للتنبؤ، اتّخذ ترامب مواقف قد نرى اختلافًا جديًا فيها في الجولة الثانية. في الوضع الحالي وبالنظر إلى أن ترامب لم يستقر في البيت الأبيض بعد، فإن الحكم على سلوكه ومواقفه الجديدة قد يبدو صعبًا بعض الشيء".
وأضافت "بسبب الأزمات الدولية القائمة، فمن الممكن أن تعطي حكومة الولايات المتحدة الأولوية للصين كقوة اقتصادية متفوقة ولروسيا كقوة عسكرية متفوقة في سياستها الخارجية. كما أن نوعية رد فعله في ما يتعلق بأوروبا مهمّة أيضًا، لأنه خلال الجولة الأولى من الرئاسة، كان لترامب موقف صارم تجاه الأوروبيين، وذكر أنه لا يوجد سبب يدفع الأميركيين إلى إنفاق الأموال على أوروبا، كما أن ترامب أعلن خلال الحملة الانتخابية أنه بمجرد فوزه سيسعى إلى وقف إطلاق النار ووقف الصراعات في منطقة غرب آسيا، وإذا تم طرح هذه القضية كاستراتيجية من قبل الرئيس الأميركي، فهذا يعني أنهم يريدون تقليل مخاوفهم في المنطقة من أجل تحقيق أهدافهم الرئيسية وهي المنافسة الأكبر مع الصين وروسيا. وإذا كان الأميركيون يعتزمون مواجهة الجمهورية الإسلامية ومواصلة سلوكهم الماضي، فمن المعروف أن تحقيق هذا الهدف غير ممكن بالنسبة لهم، والصراعات والتوتّرات يمكن أن تخلق مشاكل كثيرة بالنسبة لهم".
وتابعت: "بناء على ذلك، يبدو أن ترامب يركز أكثر على خلق التوّتر داخل إيران بأفكاره، وعلى هذا الأساس فإن الشبكات الإعلامية التي لديها بشكل رئيسي دعاية سلبية ضدّ الجمهورية الإسلامية هذه الأيام تركز أكثر على القضايا الداخلية [...] وكان ينبغي للأميركيين أن يتوصلوا إلى نتيجة مفادها أنه ينبغي عليهم وضع المناقشات المتعلّقة بتغيير النظام جانبًا وكذلك الضغوط القصوى على الجمهورية الإسلامية".
حول الكلمة الأخيرة لقائد الثورة
كتبت صحيفة قدس: " كما جرت العادة في كلّ عام، التقى قائد الثورة الإسلامية، بعد انتهاء اجتماع مجلس خبراء القيادة، ووصف آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مجلس الخبراء بأنه أكثر المؤسسات ارتباطًا بالثورة نظرًا لدوره في اختيار القيادة التي تعتبر أساس استمرار النظام.
وهذا النوع من التبيين هو الخطوة الأولى في استشراف ورسم آفاق الأمة الإيرانية، وتأكيدًا أن استمرارية النظام وحركة الثورة تعتمد على يقظة الثوار والنخب وجهودهم المتواصلة، أظهر قائد الثورة أن الأهداف السامية للثورة الإسلامية لا يمكن تحقيقها إلا بالوحدة والتضامن، وبها يمكن تجنب خطر التراجع إلى الوراء، وبالطبع فإن هذه الرسالة هي مصدر إلهام ليس للشعب الإيراني فحسب، بل لجميع المجاهدين في جميع أنحاء العالم، وتدعوهم إلى مواصلة طريق المقاومة والاستقرار، ومن المهم أيضًا أن نتذكر مصير الثورات الكبرى مثل فرنسا والاتحاد السوفييتي، والتي تآكلت تدريجيًا وابتعدت عن خطوطها الأساسية".
وأردفت "في الوقت الذي يحاول فيه الأعداء الإضرار وتدمير إنجازاتنا ونجاحاتنا بحربهم النفسية، فإن خطر الانحراف والعودة إلى الوراء إنذار مهم، وفي هذه الأثناء فإن وجود مجلس الخبراء يفسر بشكل صحيح الحراك المستمر للنظام نحو أهدافه في اللحظات الحرجة والحاسمة. المؤشر الثاني في تصريحات قائد الثورة هو تأكيده المتكرّر على تحقيق النصر النهائي لجبهة المقاومة استنادًا إلى الحقائق الميدانية والوعود الإلهية. هذا الموقف أمام الناس الذين يحاولون هذه الأيام إقناع الناس بالكذب والابتزاز بأن حزب الله والمقاومة لم يعودا كما كانوا بعد استشهاد القادة وتدمير البنى التحتية في لبنان وغزّة، لكن الإمام الخامنئي اكتفى بالإشارة إلى حدثين، هما انتصارات حزب الله في الأربعين سنة الماضية، والتي أدت إلى الطرد النهائي للغزاة من جنوب لبنان، وأيضًا الانتصارات المستمرة للمقاومة الفلسطينية".
وتابعت الصحيفة "[...] النقطة الثالثة في تصريحات الإمام الخامنئي، والتي جذبت الكثير من الاهتمام، هي عدم وجود رد فعل وموقف تجاه الانتخابات الأميركية. وقد انعكست هذه القضية بشكل خاص في وسائل الإعلام الأجنبية. وسبق أن صرّح المسؤولون الإيرانيون بوضوح أن تغيير ساكني البيت الأبيض ليس مهمًا بالنسبة لطهران، لكن المهم هو نوع السياسة التي ينتهجها رؤساء الولايات المتحدة تجاه الجمهورية الإسلامية. كما تعمّد قائد الثورة تجاهل الانتخابات الأميركية، وأظهر أن القضايا الداخلية وأهداف الثورة الإسلامية هي أولوية بالنسبة له كحاكم وقائد للمجتمع الإسلامي".