الخليج والعالم
فوز ترامب وتداعياته محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 7 تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بفوز دونالد ترامب بالانتخابات الأميركية، حيث كثرت التحليلات حول المستقبل المنتظر بعده وما اذا كانت السياسات الأميركية ستتأثر بفوز ترامب، إلى غير ذلك من المقالات.
كيف سيبدو نموذج ترامب 2024؟
بداية كتبت صحيفة جام جم: "أصبح دونالد ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة بفوزه على كامالا هاريس في الانتخابات. في هذه الأثناء فإنّ السؤال الأهم هو ماذا سيحدث في سياسة أميركا الداخلية والخارجية؟ والحقيقة أن ترامب رفع الشعار المركزي أميركا أولًا في الفترة السابقة عندما فاز، أي في الفترة من 2016 إلى 2020.
وبهذه الطريقة، رأى أن كافة السياسات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية يجب تعديلها بما يحقّق مصالح الولايات المتحدة. في الواقع، حدّد ترامب أولويته الأولى بأنها تأمين مصالح أميركا. ولهذا السبب واجه خلال تلك الفترة تحديات كثيرة مع الصين والدول الأوروبية وإيران وبعض القوى الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، كان ترامب يواجه أيضًا تحديات مع بنية الحكم الأميركي، على سبيل المثال، يمكننا أن نشير إلى قضاياه القضائية حيث تم تصويره وفريقه على المستوى الدولي كشخصية تفكيكية، أو بمعنى آخر، نوع من الكاريزما الخبيثة، والتي يشار إليها أيضًا كمثال على الفاشية الناعمة في الأدبيات السياسية.
وبالنظر إلى هذه المشاكل وتاريخ أدائه، حاول دونالد ترامب تقديم نفسه على أنه داعية للسلام خلال هذه الفترة وأعلن في إعلاناته وعند فوزه في الانتخابات أنه يسعى لإنهاء الحروب وإحلال السلام في العالم. ومن الجدير بالذكر أن ترامب يصنّف من وجهة نظر النقاد الأميركيين والأوروبيين ضمن الأشخاص والسياسيين المتطرّفين من حيث عقليته ونوع شخصيته. ولهذا السبب، يبدو أن ترامب، بهذه النظرة، سيستمر في انتهاج وتحدي سياسته المتطرّفة في العلاقات الدولية، خاصة في الصين ومنطقة غرب آسيا.
ومن ناحية أخرى، وبالنظر إلى الدعم والمساعدة الواضحة التي قدمها اللوبي الصهيوني لترامب خلال الحملة الانتخابية، وبشكل يمكن القول إنّ هذا اللوبي كان فعالا في فوزه، فلا شك أن ترامب ملتزم بالدفاع عن النظام الصهيوني أكثر حتّى من إدارة جو بايدن. وتتجلى هذه المسألة بوضوح في رسالة بنيامين نتنياهو وزوجته بشأن فوز ترامب، ولهذا السبب، يبدو أن ترامب سيقدم دعمًا أوسع للكيان الصهيوني في المنطقة".
ثمانية رؤساء مبغوضون
بدورها، كتبت صحيفة قدس: "انتهت الانتخابات الأميركية، وبعد 75 يومًا، سيبدأ دونالد ترامب عمله رسميًا كرئيس جديد، إن هذا التغيير وانتقال السلطة بين الحزبين الحاكمين في أميركا واستبدال جمهوري بدلًا من ديمقراطي في منصب الرئيس ليس بالأمر الذي يعتقد أي شخص في العالم اليوم أنه يمكن أن يحدث تغييرًا في السياسات الإستراتيجية للولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة "الحقيقة أن الجميع مجمعون على أن ما سيتبع بالنسبة لبقية شعوب العالم مع أميركا سيكون نفس السياسات المعتادة [...] وحتّى لو تجاهلنا تحذيرات المفكرين الأميركيين من تراجع أميركا، فإن مراجعة شعارات الرئيس المنتخب لهذه الفترة، أي دونالد ترامب، خير دليل على الاتّجاه التراجعي لأميركا وسعيها للعودة عن المسار الذي تظهر بوادره: الغرق مثل التايتانيك".
وتابعت الصحيفة: "أنّ مراجعة ما فعله الرؤساء الأميركيون الثمانية في السنوات التي تلت الثورة الإسلامية تجاه إيران ومنطقة الشرق الأوسط يمكن أن تساعدنا على فهم القضية بشكل أفضل وتقديم أمثلة ملموسة عليها. ويعتبر آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، مثل الإمام روح الله الخميني، الشخصية الأهم في كلّ هذه السنوات، الذي شهد الاتّجاه التنازلي لأميركا أكثر من أي مفكر آخر في العالم.
[...] إن القول بأنه لا فرق بين رؤساء أميركا الثمانية الحاقدين في نهجهم العدائي تجاه إيران والإيرانيين، هو مظهر آخر من مظاهر العالم الذي أصبح واضحًا لنا جميعًا بعد 46 عامًا من الثورة، لا تختلف أميركا في عهد ريغان وبوش عن أميركا اليوم، يقول قائد الثورة: تمامًا كما وجدت أميركا في عهد ريغان أن ذلك ضروريًا وقصفت مناطقنا في الخليج بدافع الحقد والغضب، فإنها ستفعل الشيء نفسه اليوم [إذا] استطاعت ذلك، يمكن لهذا الرأي أن يحدد السنوات القادمة بالنسبة لنا عندما يتولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة".
فوز ترامب وتحليلان خاطئان
من جهتها، كتبت صحيفة وطن أمروز: "من المفاهيم الشائعة بين بعض التيارات السياسية في إيران أنّ الديمقراطيين تيار وحزب يمكن التفاوض معه، وترى هذه الفئة أن العلاقات بين إيران وأميركا في عهد ترامب تأثرت بسياساته الفردية، ولا علاقة لها بالسياسات العامة لأميركا. لكن نتائج التوترات الإقليمية تثبت أن هذا الرأي يتجاهل حقائق السياسة الخارجية الأميركية. إن السياسات الأميركية تجاه إيران وغرب آسيا لا تتأثر بالرئيس والحزب الحاكم. وسواء كان الديمقراطيون أو الجمهوريون في السلطة، فإن السياسات العامة للولايات المتحدة في هذه المنطقة لن تتغير بشكل جذري. وقد ظهرت هذه السياسات بوضوح في الفترات الماضية أيضًا. خلال رئاسة باراك أوباما، عندما تصور كثيرون في إيران أن تغييرات كبيرة قد طرأت على السياسات الأميركية، استمر الدعم الذي لا نهاية له لـ"إسرائيل".
وفي حربي غزّة في عامي 2008 و2014 اللتين وقعتا خلال رئاسة أوباما ورئاسة وزراء نتنياهو، سهلت الولايات المتحدة، بدعمها لـ"إسرائيل"، قتل 2500 شخص. ومع الكارثة التي خلقها هو وبنيامين نتنياهو منذ العام الماضي، زاد جو بايدن هذا العدد 20 مرة واستشهد أكثر من 50 ألف شخص في غزّة وجنوب لبنان.
وبالتزامن مع هذه الحروب، اتسع نطاق العقوبات ضدّ إيران بذرائع مختلفة، كان آخرها الحظر المفروض على الخطوط الجوية الإيرانية من قبل الاتحاد الأوروبي. ومن هذا المنطلق فإن ادعاء البعض الذي يعتقد أن وضع إيران سيتحسن مع مجيء الديمقراطيين هو ادعاء خاطئ".
وتابعت الصحيفة: "يروج العديد من المحللين والنقاد داخل إيران، عن طريق الخطأ، لوجهة نظر مفادها أن إيران قد وصفت بشكل خاطئ قوة أميركا بأنها في تراجع، ويتعين عليها أن تتخلى عن هذا النهج، لأن قوة أميركا لم تتراجع في نظرهم، وينبغي لإيران أن تتعامل مع الحقائق العالمية وقد تم الترويج لمثل هذا الرأي أكثر من ذي قبل [...] في المقابل ما تؤمن به إيران، وقد ذكره قائد الثورة، هو أن أميركا قد اتجهت نحو التراجع بأفعالها، وفي بعض لقاءاته، قال بوضوح: "أميركا في تراجع. إن هذا الوضع الذي يعاني منه الأميركيون له عامل طويل الأمد؛ لقد خلقوا عبر التاريخ حالة لها نفس النتيجة ولا يمكن تداركها بهذه السهولة. هذه سنة إلهية، محكوم عليهم بالسقوط، محكوم عليهم بالانحدار، وسيختفون من مسرح القوّة العالمية". مثل هذه العبارات لا تعنى بأي حال من الأحوال تجاهل القوّة الحالية لأميركا، بل تصف المسار الهبوطي لهذا البلد؛ المسار الذي يرمز إليه شخصيات الخرف والفساد الأخلاقي، مثل بايدن وترامب، في الساحة السياسية. وأقل أثر لوجود هذه الشخصيات على رأس الحكومة الأميركية هو تدمير صورة أميركا السياسية لدى الرأي العام العالمي وتقليص القوّة الناعمة لأميركا وهو ما يعتبر جزءًا من التراجع ولا يمكن إنكاره".
الولايات المتحدة الأميركيةدونالد ترامب