الخليج والعالم
كاتب أميركي: الاقتصاد والسياسة الخارجية من الهموم الأساسية لدى الناخبين الأميركيين
كتب غاريت مارتن مقالة نشرت على موقع "آسيا تايمز" أشار فيها إلى أنه ووفق الاعتقاد السائد في الولايات المتحدة، فإن الهواجس المتعلقة بالشأن الداخلي وخاصة الاقتصاد هي أكثر ما يهم الناخبين الأميركيين، إلا أنه رأى في الوقت نفسه أن الانتخابات الرئاسية التي ستجري بعد أيام تبدو مختلفة في هذا السياق.
ولفت إلى استطلاع أجري في أيلول/ سبتمبر الماضي بيّن أن السياسة الخارجية هي من الهموم الأساسية لدى الناخبين، إذ إن عددًا أكبر من الناخبين الديمقراطيين والجمهوريين رأوا أن السياسة الخارجية مسألة أكثر أهمية لهم مقارنة مع ملفات مثل الهجرة والإجهاض.
وعليه، أكد الكاتب على أهمية فهم موقف المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي كامالا هاريس حيال الملفات الدولية البارزة. كما أشار إلى سجل إدارتي كلا المرشحين في المناطق الثلاث التي وضعوا أولوية لها، وهي المحيطين الهندي والهادئ، وأوروبا والشرق الأوسط.
كذلك قال الكاتب، إن سياسة ترامب الخارجية بدت بالفعل معطلة، إذ إنه بين استعداده للتراجع عن سياسات تقليدية وتفكيك بعض ما أبرمه سلفه باراك أوباما. وأردف بأن ترامب تبنى نهجًا متناقضًا حيال الشرق الأوسط وملفات أخرى، مشيرًا إلى انسحابه من اتفاقية باريس المناخية والاتفاق النووي مع إيران. كما لفت في المقابل إلى أن إدارته وقعت على اتفاق لإنهاء الوجود الأميركي في أفغانستان وسحبها قوات من شمال سورية.
ونبّه إلى أن ترامب يواصل حملة القصف ضد تنظيم داعش في سورية والعراق وأعطى التفويض بقتل الجنرال قاسم سليماني، وإلى أن الحادثة الأخيرة كانت تنسجم وسياسة ترمي إلى الضغط على إيران وعزلها اقتصاديًا ودبلوماسيًا. وتابع بأن هاريس من جهتها كانت في إدارة ملتزمة بترميم تحالفات الولايات المتحدة والانخراط مع العالم. كما لفت في هذا السياق إلى عودة الولايات المتحدة مجددًا إلى اتفاقية باريس المناخية وإلغاء قرار الانسحاب من منظمة الصحة العالمية.
إلا أن الكاتب قال، إن إدارة بايدن استمرت بسياسات ترامب في مجالات أخرى أكثر مما كان متوقع، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تغير بشكل جوهري مقاربة التنافس الإستراتيجي مع الصين، على الرغم من أن التكتيكات قد تختلف بعض الشيء. كما أردف بأن إدارة بايدن حافظت على مقاربة ترامب في موضوع الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية، وبأنها أضافت حتى المزيد من هذه الإجراءات ضد بكين تحديدًا في مجال السيارات التي تعمل على الطاقة الكهربائية.
ولفت الكاتب إلى أن إدارة بايدن اعتمدت منصات دبلوماسية مختلفة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ كقوى موازية للصين. وأشار في هذا السياق إلى حوار "الكواد" وهي المجموعة الرباعية التي تضم أستراليا والهند واليابان (بالإضافة الولايات المتحدة نفسها). كما لفت إلى اتفاقية أوكس بين الولايات المتحدة وكل من أستراليا وبريطانيا، مضيفًا بأن هذه الإجراءات كانت في سياق محاولة تعزيز إستراتيجية إدارة بايدن لاحتواء نفوذ الصين عبر تجنيد حلفاء إقليميين.
وقال الكاتب إن إدارة بايدن حافظت على بعض قنوات التواصل مع الصين على أعلى المستويات أيضًا، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن التقى نظيره الصيني شي جينبينغ مرتين خلال فترة رئاسته. كما أضاف بأن سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط بينت أن هناك استمرارية ملحوظة مع نهج ترامب في البداية.
كذلك أردف بأن الولايات المتحدة استكملت سحب قواتها من أفغانستان في صيف عام 2021 وفقًا لاتفاق أبرمه ترامب. وقال إن إدارة بايدن تبنت أيضًا أهداف "اتفاقيات أبراهام" وحاولت حتى أن تبني عليها بهدف رعاية العلاقات الدبلوماسية بين "إسرائيل" والسعودية. إلا أنه أضاف بأن عملية طوفان الأقصى جاءت لتغير المعادلة في الشرق الأوسط بشكل كامل.
أما في مجال العلاقات الأطلسية فتحدث الكاتب عن اختلافات ملحوظة خلال الأعوام الأربعة الماضية، حيث قال إن نبرة إدارة بايدن وهاريس اختلفت بشكل حقيقي عن نبرة ترامب، إذ إنها أكدت مرارًا على الالتزام الواضح بحلف الناتو. كما أردف بأنه وبعد ما قامت روسيا "بالاجتياح غير القانوني (لأوكرانيا وفق تعبير الكاتب)"، وضعت الولايات المتحدة نفسها على الخطوط الأمامية في دعم أوكرانيا.
وتابع الكاتب بأن هاريس أفادت بأنها ستواصل سياسة بايدن بتزويد كييف بالدعم العسكري المكثف والمستمر، مشيرًا إلى أن البيت الأبيض بقيادة بايدن وهاريس فرض عقوبات عدة على روسيا. غير أنه نبه في المقابل إلى أن الولايات المتحدة تحت قيادة بايدن لم تبد استعدادًا لدعم انضمام أوكرانيا بشكل فوري إلى الناتو.
عقب ذلك سأل الكاتب ما الذي يمكن توقعه من ترامب أو هاريس كرئيس؟ مستبعدًا أن يتخلى أي من المرشحين عن التنافس الإستراتيجي مع الصين. كما رجح بأن يصعد ترامب الحرب التجارية، حيث يتوعد برسوم جمركية مكثفة ضد بكين. كذلك لفت إلى أن التزام ترامب بالدفاع عن تايوان هو مبهم أكثر مقارنة مع تعهدات هاريس.
وأردف الكاتب بأن سياسة الولايات المتحدة تجاه أوروبا ستعتمد بشكل كبير على نتائج الانتخابات، وبأن هاريس دائمًا ما أكدت على دعمها الثابت للناتو وأيضًا لأوكرانيا. أما ترامب فقال إنه يوجه رسائل بأنه غير مستعد لتقديم المزيد من الدعم للنظام في كييف.
أما بالنسبة للشرق الأوسط فقال الكاتب إنه يجب الانتظار لمعرفة ما إذا كان ترامب أم هاريس أكثر قدرة على رسم مسار الأحداث في المنطقة.
الولايات المتحدة الأميركيةالانتخابات
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024