الخليج والعالم
الوضع الداخلي في الكيان الصهيوني وعلاقاته الاقتصادية مع تركيا من محاور اهتمام الصحف الإيرانية هذا اليوم
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 23 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالتطورات الميدانية في الداخل الصهيوني والأزمات المتتالية التي يتعرض لها الكيان الغاصب، كما اهتمت أيضًا بالعلاقات الاقتصادية لهذا الكيان لا سيما مع تركيا التي تنافق في عدائها معه.
الضعف والحرب الصعبة للصهاينة
كتبت صحيفة همشهري: "النظام الصهيوني في أزمة كبيرة منذ العام الماضي، وفي هذه الأثناء، أصبحت المؤشرات والعوامل التي تذكرها "إسرائيل" دائمًا على أنها ورقة رابحة ووسيلة انتصار، موضع تساؤل، وجعلت النظام الصهيوني يواجه طريقًا مسدودًا. لقد كان أسلوب النظام الصهيوني في الحرب هو تحقيق أهدافه من خلال نقل ميدان الصراع إلى خارج الأراضي المحتلة ومتابعة عمليات قصيرة المدى، ولكننا الآن نرى أن الأراضي المحتلة متورطة في حرب، وأمن المدن "الإسرائيلية" والمستوطنين في خطر كامل. كما واجه النظام العسكري والأمني والاستخباراتي "الإسرائيلي" العديد من التحديات خلال هذه الفترة، وكان تعرضه لقوى المقاومة مما جعل الحرب صعبة للغاية بالنسبة له، ومسألة القبة الحديدية وضعفها أمام صواريخ المقاومة هي مثال على هذه المشاكل التي واجهها النظام الصهيوني خلال الحرب الأخيرة.
إن الأعمال الإجرامية التي ترتكبها "إسرائيل" وجرائم الحرب وإفراغ الأراضي الفلسطينية والعديد من سياسات النظام الصهيوني الأخرى التي تجري في فلسطين وجنوب لبنان هي في الأساس وسيلة لمحو هذه القضية، بهذه التصرفات تحاول "إسرائيل" إظهار الوضع للعالم بالشكل الذي يصب في صالحها.
لدى القادة "الإسرائيليين" حلم هذه الأيام، وهو أن "إسرائيل" تمكّنت من إرساء وتدمير جبهة المقاومة وتنفيذ سياساتها وأهدافها من خلال توسيع نفوذها في المنطقة. وهذا هو الحلم الذي يسعى "الإسرائيليون" لتحقيقه بمساعدة الغرب وأميركا. ومع ذلك، إذا فشلت "إسرائيل" في تحقيق هدفها على الرغم من الدعم الشامل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية هذه الأيام، فإنها ستواجه قريبًا انهيارًا ودمارًا خطيرين.
حاليًا، فقدت "إسرائيل" أمن مدنها؛ وفي الحرب مع المقاومة، تكبدت خسائر وأضرارًا لا تعد ولا تحصى، وتلقى اقتصادها ضربة قوية، كما هاجر العديد من المستوطنين الصهاينة من المناطق التي احتلتها "إسرائيل" بسبب الخوف وانعدام الأمن خلال الحرب.
على صعيد الرأي العام، "إسرائيل" ليست في وضع جيد جدًا، ومن هذا المنطلق فإن آراء العالم تعارضها بشدة.
بالنظر إلى هذه النقاط، لا بد من القول إنه إذا كانت جبهة المقاومة، رغم التكاليف التي تدفعها، ستذهب بالحرب إلى حد استنزاف العدوّ والقيام بهجمات مضادة ضدّه، فإن الفائز في هذه الحرب سيكون بلا شك محور المقاومة".
70 عامًا من الجرائم ضدّ الإنسانية
كتبت صحيفة جام جم: "جرائم الحرب والعنف وتجاهل حقوق الإنسان هي السمات الرئيسية للنظام الصهيوني، وهذا النظام لم يتوقف عن قتل الناس العزل منذ تأسيسه.
قبل 380 يومًا، ما حدث في عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر كان نتيجة الدفاع المشروع لأصحاب الأراضي المحتلة الأصليين ضدّ القمع والمظالم التي ارتكبها النظام الصهيوني ضدّ الشعب الأعزل خلال 70 عامًا من استعماره واستيطانه، لذلك لا ينبغي اعتبار طوفان الأقصى بمثابة هجوم غير مشروع، بل هو دفاع من قبل الفلسطينيين.
كانت غزّة محاطة بالكامل أرضًا وسماءً وبحرًا لسنوات طويلة وكان سكان هذه المنطقة يعيشون في سجن بلا سقف منذ سنوات، وكانت اتّصالاتهم بالخارج محكومة لمعبر ضيق صغير في منطقة رفح، فالنظام الصهيوني منذ عام 2007 فصاعدًا قام بحصار تدريجي محاولًا من خلاله تدمير شعب غزّة، ومن الطبيعي أن كلّ ضمير إنساني لا يقبل بهذه القسوة والجريمة، وليس أمامه خيار سوى الدفاع عن نفسه ضدّ المظالم التي يرتكبها، بحسب مواثيق الأمم المتحدة، النظام الصهيوني الذي احتل أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية في العامين 1948 - 1967 وكان يحلم بإقامة دولة من النيل إلى الفرات، وكان ينبغي له أن ينسحب من المناطق المحتلة، لكنّه ومع التجاهل التام للقواعد الدولية، وضع أهل غزّة والضفّة الغربية تحت ضغوط متزايدة يوميًّا.
والنقطة الأخرى هي أنه حتّى لو لم نعتبر عملية طوفان الأقصى دفاعًا مشروعًا واعتبرناها هجومًا، وفقًا لميثاق الأمم، فإن تصرفات النظام الصهيوني يجب أن تكون متناسبة مع الهجوم الذي نفذته حماس، لكن حجم الجرائم أظهر أن العنف والجريمة التي ارتكبها النظام الصهيوني وقتل أكثر من 40 ألف إنسان، بينهم 16 ألف طفل، لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع عملية طوفان الأقصى".
شريك "إسرائيل" الاقتصادي
كتبت صحيفة وطن امروز: "تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، على الرغم من المواقف القاسية والمناهضة لـ"إسرائيل" التي تتّخذها على ما يبدو في الأوساط الدولية، إلا أنها أقامت خلف الكواليس علاقات تجارية واسعة ومزدهرة مع النظام الصهيوني.
وقد أدى هذا التطور في العلاقات التجارية إلى زيادة حجم التجارة الثنائية بين تركيا ونظام الاحتلال بشكل ملحوظ في السنوات العشرين الماضية، أي أنه منذ عام 2003، عندما وصل حزب العدالة والتنمية وحكم رجب طيب أردوغان في تركيا، زادت صادرات تركيا إلى الأراضي المحتلة أكثر من 7 مرات، وزادت واردات تركيا من النظام الصهيوني أكثر من 5 مرات.
ومن المظاهر الواضحة لهذه العلاقات توفير تركيا لبعض السلع الحيوية التي يحتاجها النظام الصهيوني، وكما يتبين من الرسوم البيانية (التي تعتمد على أحدث بيانات التصدير التي تم تحليلها والمنشورة على موقع أطلس هارفارد الدولي)، فإن السلع مثل المعادن الأساسية والمنتجات الغذائية والزراعية والمعادن والمواد الكيميائية وحتّى الملابس والمنسوجات، والتي من دونها، سيواجه الاقتصاد والإنتاج الصناعي لهذا النظام مشاكل خطيرة، تشتمل في جزء كبير منها على التمويل والتوريد القادم من تركيا".
وتابعت: "قبل ملحمة حماس في 7 أكتوبر، خططت تركيا لتحويل نفسها إلى المستثمر الأساسي للغاز من خلال الاستثمار المشترك مع النظام الصهيوني في حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي من شأنه أن يحسن قدرتها التفاوضية مع روسيا من ناحية، ومن ناحية أخرى جعل أوروبا محتاجة لها قدر الإمكان.
ويظهر هذا التطور في التعاون الاقتصادي أنه على الرغم من أن مواقف تركيا السياسية قد تبدو مناهضة للصهيونية، إلا أنها في الواقع لديها خطط طويلة المدى مع النظام الصهيوني لتوسيع العلاقات الاقتصادية وتحقيق أهدافهما المشتركة، وهو ما يؤمل أن يحول دون حدوث تصعيد هائل.
طوفان الأقصى وجرائم النظام الصهيوني الوحشية بعد ذلك، من جهة، سيسبب ضغطًا للرأي العام لعرقلة التعاون الإستراتيجي بين تركيا والكيان الصهيوني، ومن جهة أخرى، إن عمليات جبهة المقاومة ضدّ المواقع الإستراتيجية للكيان الصهيوني ستزيد من مخاطر الاستثمارات المشتركة مع الصهاينة لصالح تركيا، بحيث تتم إزالة مثل هذه المشاريع من جدول الأعمال".