الخليج والعالم
قاآني والحرب على حزب الله عنوانان بارزان في صحف إيران اليوم
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 16 تشرين الأول/أكتوبر 2024 بالفشل الاستخباراتي الصهيوني الذي برز في دقائق عرضها التلفزيون الإيراني لظهور الفريق إسماعيل قاآني بعد أيام من مزاعم كثيرة حول مقتله أو جرحه أو غير ذلك.
كما اهتمت الصحف بالأوضاع الدولية والإقليمية المتعلّقة بالحرب التي يمارسها الكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية على غزّة ولبنان.
فشل الاستخبارات الصهيونية
كتبت صحيفة وطن أمروز: "نفذ النظام الصهيوني أعنف الهجمات بعد اغتيال السيد حسن نصر الله في ضواحي بيروت، وكان أحد هذه الانفجارات كبيرًا لدرجة أن وكالة فرانس برس كتبت أنه نتيجة لهذا الانفجار، انطلقت أجهزة إنذار السيارات في جزء كبير من بيروت. وبعد أقل من ساعة من هذا الانفجار الكبير، زعمت القناة 14 التابعة للكيان الصهيوني أن هدف هذا الاغتيال الكبير هو السيد هاشم صفي الدين، أحد قادة حزب الله والبديل المحتمل للسيد حسن نصر الله، وبعد أقل من يوم من عملية الاغتيال هذه، زعمت القناة 12 التابعة للنظام الصهيوني، أن الفريق إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، كان حاضرا أيضًا في مكان اجتماع صفي الدين، ومن المرجح أنه كذلك قتل. ومع إعلان القناة 12 التابعة للنظام الصهيوني عن هذا الخبر، انطلقت موجة إعلامية واسعة حول استشهاد أو إصابة الفريق قاآني من قبل وسائل الإعلام الصهيونية، وخاصة وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية التابعة لها. واستمرت هذه الموجة الإخبارية لمدة عشرة أيام، وبناء عليها نُشرت تحليلات واسعة النطاق، خاصة حول القوّة الاستخبارية للصهاينة. وحتّى صباح أمس ظهر قاآني في مراسم تشييع الشهيد نيلفروشان في ساحة الإمام الحسين بطهران ولقي ترحيبًا من قبل الناس".
وتابعت: "بعد الاغتيالات التي قام بها النظام الصهيوني خلال الشهرين الأخيرين في كلّ من طهران وبيروت، حاول الصهاينة خلق مصداقية وهيمنة إعلامية لأنفسهم. النظام الصهيوني الذي يمر بوضع حرج على أرض المعركة وبسبب عدم وجود إستراتيجية، أو بالأحرى، عالق في المستنقع، بين الحين والآخر باغتيال قادة المقاومة والعمليات الإرهابية مثل حادثة أجهزة الاستدعاء - البيجر - المتفجرة، يحاول استخدام مزاياه المعلوماتية، وقد حصل على نجاحات تكتيكية، لكن هذه المرة، كان سلوك الحرس الثوري الإيراني في الاستشهاد أو الجرح المزعوم للفريق قاآني بمثابة إهانة كبيرة لجهاز استخبارات النظام الصهيوني، وأهم ما جاء في هذا الردّ هو أن معلومات هذا النظام عن وجود الفريق قاآني في اللقاء مع السيد هاشم صفي الدين كانت خاطئة... على أية حال، فإن حادثة سردار قآني تسببت في إصابة النظام الصهيوني بفشل ملموس في مجال الاستخبارات، خاصة أن أجهزة مخابرات النظام الصهيوني أصبحت الآن متشككة بشأن قنوات نفوذها.
يبدو أن المقاومة تمكّنت من التعافي من صدمة الاغتيالات التي طالت كبار مسؤوليها. وبالإضافة إلى العمليات العسكرية المهمّة التي يقوم بها حزب الله على الجبهة البرية واستهداف تجمعات الجنود الصهاينة، فقد تمكّنت المقاومة من إعادة بناء نفسها إلى حد كبير في المجال الاستخباراتي".
حرب ميتا على المقاومة
كتبت صحيفة إيران: "شهدت شبكات التواصل الاجتماعي، التي تنتهج سياسة مزدوجة حول النظام الصهيوني وشعبي فلسطين ولبنان، احتجاجات عدة مرات، لكن هذه الاحتجاجات لم يكن لها أي تأثير على أنشطتها.
أحد عمالقة التكنولوجيا الذين بذلوا جهودًا مكثفة في مجال الرقابة واسعة النطاق على المعلومات حول غزّة ولبنان ونجاحات جماعتي حماس وحزب الله هو ميتا. تشير الدلائل إلى أن هذه القضية قد ذهبت الآن إلى أبعد من ذلك وأن وكالات الاستخبارات "الإسرائيلية" تلعب دورًا مهمًا في قرار ميتا بفرض رقابة واسعة النطاق، وأن ميتا دخلت فعليًا في حرب بالوكالة.
ميتا هذه المرة، في أحدث تحديث لها، تمنع استخدام رمز المثلث الأحمر المقلوب، الذي يشير إلى العمليات القتالية لحركة حماس [...] في الواقع، منذ خريف العام الماضي، انتشر استخدام المثلث الأحمر على الانترنت وأصبح رمزًا يستخدم على نطاق واسع للأشخاص المؤيدين للفلسطينيين والمناهضين للصهيونية. وقد أدرج مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي هذا الرمز في منشوراتهم وأسماء المستخدمين وملفاتهم الشخصية كدليل على التضامن مع فلسطين واحتجاجًا على سلوك "إسرائيل" العنيف".
وتابعت: "في جوابها على اعتراضات المنتقدين أجابت ميتا أنه بناءً على المبادئ التوجيهية للسياسة الداخلية، قررنا أن رمز المثلث المقلوب هو الداعم الوحيد لحماس، ولهذا السبب قمنا بتقييده. لكن الانتقادات مستمرة على ميتا لأن شبكات التواصل الاجتماعي ملزمة بإبلاغ المستخدمين بالمشكلة قبل تطبيق أي قيود؛ الأمر الذي لم يتم ملاحظته في هذه الحالة ويعتقد المعترضون أن شركة ميتا تصرفت بشكل متسرع للغاية ولا توجد شفافية في أداء هذه الشركة.
وفي هذا الصدد، أحد كبار المحاضرين في قسم التنمية الدولية في جامعة كينجز كوليدج لندن، لموقع The Intercept أن رمز المثلث الأحمر المقلوب، المحظور الآن، ليس في الواقع سوى تعبير عن التضامن والدعم من قبل دول العالم للفلسطينيين الذين يحاولون مقاومة التطهير العرقي والإبادة الجماعية، الرموز تصنع دائمًا بالمقاومة، وطالما أن هناك استعمارًا واحتلالًا، فستكون هناك مقاومة".
الكشف عن السيناريو الجديد للبيت الأبيض في بيروت
كتبت صحيفة جام جم: "رغم أن معظم الاهتمام تركز في الأيام الأخيرة على الجوانب العسكرية والإستراتيجية للحرب في غزّة ولبنان، وهذه القضية تبدو طبيعية إلى حد كبير بالنظر إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، إلا أنه ينبغي الوقوف للنظر في كواليس هذا الصراع، من اللعبة الخطيرة التي تمارسها واشنطن وتل أبيب والاتحاد الأوروبي وبعض الجهات الفاعلة الإقليمية في بيروت.
[...] مع بدء غزوه العسكري للبنان وحملة الإرهاب ضدّ قادة المقاومة، والتي رافقها دعم من الولايات المتحدة، يحاول النظام الصهيوني، بالإضافة إلى تحقيق أهدافه العسكرية في جنوب لبنان، تحويل الحزب إلى مجموعة ضعيفة، حيث ذكرت بعض القنوات العبرية أن سلطات النظام الصهيوني طلبت من الولايات المتحدة إتاحة إمكانية إجراء انتخابات جديدة في لبنان عبر قطر بهدف إضعاف قوة الحزب، لأنه بحسب تل أبيب، إن إجراء الانتخابات في لبنان سيساعد بشكل كبير على تعزيز الاتفاق بين الطرفين.
[...] وكشفت وسائل الإعلام نقلًا عن مسؤولين أميركيين أن البيت الأبيض يعتزم استغلال الوضع السياسي الراهن في لبنان من أجل انتخاب رئيس لبناني جديد خلال الأيام المقبلة وأن هدف أميركا من إجراء انتخابات مبكرة وانتخاب رئيس الجمهورية هو الحد من نفوذ الحزب على الساحة السياسية اللبنانية. لكن الحزب استعاد قوته الأمنية والسياسية والعسكرية والقيادية بقوة مثالية، ويمكننا أن نرى تجلي وانعكاس هذه العملية في سياق التطورات الأخيرة في المنطقة وهزيمة الصهاينة في المعركة البرية وقاذفات صواريخ حيفا".