الخليج والعالم
"الذكرى السنوية لطوفان الأقصى" في الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين (07 تشرين الأول 2024) بالذكرى السنوية لطوفان الأقصى، وكتبت الكثير من المقالات التحليلية حول "عام كامل من الحرب" ونتائجه والخسائر والإنجازات المحقّقة فيه.
الصهيونية تحت أقدام المقاومة
كتبت صحيفة رسالت: " طوفان الأقصى بعد عام واحد، شكّل ضربة قوية للمشروع الأميركي الغربي الصهيوني المتغطرس في المنطقة ونسف كلّ الأموال التي أنفقها الصهاينة وحلفاؤهم لإخفاء طبيعة "إسرائيل" الهمجية ولأجل تقديم صورة قوية عنها... في صباح يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حدث شيء غير متوقع داخل فلسطين واستيقظ الجميع في العالم على خبر لم يكن أحد يتخيله، في مثل هذا اليوم وردت أنباء من فلسطين تفيد أن المئات من مقاتلي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، شنوا هجومًا واسع النطاق على كافة البلدات المحيطة بقطاع غزّة المليئة بالعشرات من العسكريين في مراكز جيش الاحتلال. وفي هذا الهجوم الدراماتيكي، سقطت كافة الكتائب العسكرية التابعة لجيش الاحتلال في محيط مدينة غزّة، ومنذ الصباح حتّى آخر الليل، بقي الصهاينة يجهلون ما حدث لهم. في هذا اليوم التاريخي، حقّق المقاومون الفلسطينيون العديد من الإنجازات وأسروا المئات من الصهاينة في غزّة...كان نظام الاحتلال يحتاج إلى دعم سريع من أكبر قوة عسكرية في العالم وحليفته وداعمته الأساسية الولايات المتحدة، ومن ثمّ الدول الأخرى التابعة لمحور الشر، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا والعديد من الدول الغربية الأخرى، والغرب والولايات المتحدة بكلّ قوتها العسكرية والسياسية".
وتابعت: " نتائج هذه المعركة بعد عام لا تتعلق فقط بالعملية التي جرت في 7 أكتوبر 2023؛ بل يتعلق الأمر بما حدث خلال عام كامل من المواجهة والصمود والتضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني البطل والجبهات الداعمة له، بداية...إن أبعاد الأزمة الإنسانية الكارثية التي خلقها المجرمون الصهاينة في غزّة تتجاوز بكثير ما نراه إعلاميًا، وبالإضافة إلى استشهاد عشرات الآلاف من الأشخاص بشكل مباشر في عدوان العدوّ الصهيوني، وانتشار الأمراض المختلفة والمجاعة وتدمير البنية التحتية الصحية وما إلى ذلك، وقد تسبّب في تعرض مئات الآلاف من الأشخاص في قطاع غزّة المحاصر لخطر الموت، وعلى المستوى المادي، يمكن القول إنه بعد عام واحد، هناك ولم يبق مكان صحي في غزّة...بالإضافة إلى فلسطين، ارتكب المحتلون الصهاينة في الأسابيع القليلة الماضية العديد من الجرائم الوحشية ضدّ لبنان، استشهد خلالها ما يقرب من 2000 مدني لبناني في أيام قليلة فقط، وانضم عدد من قادة وقيادات حزب الله وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى قافلة الشهداء على طريق القدس".
وبالنسبة لحجم الإنجازات، قالت الصحيفة: "أول إنجاز لعملية طوفان الأقصى هو أن هذه العملية نجحت في إعادة الصراع بين المقاومة مع العدوّ الصهيوني إلى الوجهة الحقيقية. أما الإنجاز الثاني فكان الكشف عن طبيعة النظام الصهيوني المتوحشة أمام العالم أجمع؛ خاصة بعد أن حاول هذا النظام الغاصب المعتدي إخفاء طبيعته الوحشية خلف شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان السخيفة بدعم ونفقات أميركا والغرب. أما الإنجاز الثالث فيتعلق بكبح عملية تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني. فإن عملية طوفان الأقصى جاءت في وضع كانت فيه الدول العربية تتّجه نحو التوصل إلى اتفاقات تسوية مع المحتلين بوتيرة ثابتة وسريعة. ويرتبط الإنجاز الرابع لطوفان الأقصى بنجاحها في توحيد مناطق المقاومة في المنطقة بشكل لم نشهده من قبل. الإنجاز الخامس لعملية طوفان الأقصى كان الكشف عن ضعف وهشاشة البنية الأساسية للكيان الصهيوني الذي قدم صورة لا تقهر عن نفسه خلال السنوات الماضية بمساعدة مختلف دول العالم المستكبرة، ولكن تم تدمير هذه الصورة بالكامل في غضون ساعات".
معيار القوّة الإقليمية والدولية في حرب غزّة
كتبت صحيفة "جام جم": " لقد أصبحت غزّة خلال العام الماضي مؤشرًا لقياس الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان والإسلام والشعوب، وفي الحقيقة، خلال هذه الفترة، انكشفت طبيعة العديد من الدول، ولهذا السبب سوف لن تكون فعالة في المستقبل... وقد سجلت القوى الإقليمية والدولية مواقف يمكن اعتبار كلّ منها علامة على خيانة الإنسانية وأسوأ أعمال الضغط والقمع ضدّ الشعوب، ولعل أقل خيانة لشعب فلسطين المسلم في سجلات هذه الدول هي الصمت في وجه الجرائم بشتى أنواعها، لكنّهم لم يكتفوا بالصمت بل حاولوا كسر العقوبات الاقتصادية المفروضة على "إسرائيل" بشتى الطرق، هذه العقوبات التي تم تنفيذها بنضال الشعب اليمني من خلال منع دخول السفن، إلا أن بعض دول المنطقة حاولت إيصال البضائع اللازمة إلى "إسرائيل" عن طريق البر...وفي هذه الأثناء، يعتبر سعي هذه الدول لتغطية بعض النفقات العسكرية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني لقصف المدن الفلسطينية بشكل سري، من أبشع أعمالها، وقضية موقفها في المنظمات الدولية ومنع الموافقة عليها كما أظهرت القرارات اللازمة ضدّ النظام الصهيوني أن هذه الدول تقف ضدّ شعب غزّة، وبهذا يمكن القول إن العام الماضي كان عام الكشف عن طبيعة الدول التي تحدد موقفها من غزّة، بل إن قضية غزّة كشفت طبيعة العديد من الدول، إذا رفعت هذه الدول شعارات دفاعًا عن الديمقراطية والعدالة، فلن يصدق أحد كلامها، وكما أثبتت أحداث العام الماضي أن الأمة إذا جاهدت وكافحت وقاومت الاستعمار وحتّى الدول التي تمتلك الأسلحة العسكرية الأكثر تقدمًا وكفاءة لا يمكنها منع انتصارها".
"إسرائيل" في مستنقع إستراتيجي
كتبت صحيفة "وطن أمروز": " بحسب الصهاينة أنفسهم إنهم منخرطون في المقاومة على سبع جبهات، وما أصبح واضحًا في العام الماضي على أرض المعركة هو أن الصهاينة يواجهون لأول مرة مقاومة جديدة، استطاعت جمع واستخدام قدرات كبيرة ضدّ هذا النظام، ذات مرة، ادعى النظام الصهيوني أنه استخدم استراتيجية الموت بألف خنجر ضدّ إيران، لكن الآن يعتقد محللون عالميون أن إيران تنفذ استراتيجية "الضفدع المغلي" لتدمير "إسرائيل"، وتشير هذه الاستراتيجية في الواقع إلى تورط النظام الصهيوني في حرب الاستنزاف، وهي نفس القضية التي يعتقد الاستراتيجيون مثل دينيس روس وستيفن والت أنها ستكون نقطة التحول لـ"إسرائيل" في استراتيجية الحرب، ويقولون إن نجاحات بنيامين نتنياهو في الاغتيالات وإظهار وجهه العنيف والمجنون لن تؤدي إلى توليد القوّة لـ"إسرائيل" على المدى الطويل، بل المقاومة التي ستتصاعد من خلال تكثيف الهجمات على الأراضي المحتلة وتصوير مدى ضعف "إسرائيل"...
وإذا تحدثنا عن هذه الإستراتيجية، فهي في الواقع تشير إلى خطة المقاومة الكبرى في المجالات العسكرية والسياسية والأمنية والاجتماعية والدينية لتحرير فلسطين، وكذلك الحل لتحديد نظام الحكم بعد تحرير فلسطين، كما وكذلك تحديد دور المحتلين اليهود، لقد شرحت إيران وجبهة المقاومة كافة جوانب هذه الاستراتيجية، سواء من حيث المبادئ أو التنفيذ، وجميع مكونات هذه الاستراتيجية متناغمة تمامًا".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحفطوفان الأقصى
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024