الخليج والعالم
الانحياز الأميركي لـ"إسرائيل" يجر المنطقة نحو الهاوية
كتب Trita Parsi مقالة نشرت على موقع Responsible Statecraft قال فيها إنه لو كانت الولايات المتحدة استفادت من تأثيرها القوي على "إسرائيل" لوقف حرب الأخيرة على غزّة، لما كانت المنطقة وجدت نفسها على حافة حرب كارثية في نيسان/أبريل الماضي (في إشارة إلى العدوان "الإسرائيلي" على القنصلية الإيرانية في دمشق وتداعياته).
وأضاف الكاتب أن الشرق الأوسط عاد إلى حافة الكارثة بعد مرور ستة أشهر على تلك الأحداث، وذلك بعد الهجوم الصاروخي الإيراني الجديد على "إسرائيل". كما تحدث عن خطر كبير للمزيد من التصعيد، مشددًا على أن الرئيس الأميركي جو بايدن يتحمل مسؤولية أي حرب جديدة ستجد نفسها الولايات المتحدة فيها. كذلك أضاف أن البيت الأبيض اختار مرارًا أن يبقي الولايات المتحدة على حافة الحرب بدلًا من كبح جماح الجيش "الإسرائيلي" بينما يوسع الأخير حروبه ويقتل المزيد من المدنيين في غزّة ولبنان. كما تابع أن إدارة بايدن ساهمت في إيصال الأمور إلى هذه المرحلة من خلال مدّ "إسرائيل" بالسلاح والحماية السياسية والدعم الدبلوماسي والمال من أجل التصعيد الذي تقول إدارة بايدن إنها لا تريده.
وأردف أن إستراتيجية بايدن تقوم على بذل مساعٍ كبيرة من أجل ردع إيران وشركائها عن الرد على "إسرائيل"، دون أن تقوم بشيء يذكر من أجل ثني "إسرائيل" عن التصعيد أساسًا. كما قال إن هذا النهج غير المتوازن هو في الواقع وصفة للتصعيد، حيث ثبت لنتنياهو مرارًا أانه لا نية لدى واشنطن بالضغط على "إسرائيل" مهما فعلت الأخيرة.
كذلك أضاف الكاتب أنه لو مكّن بايدن "إسرائيل" من المزيد من التصعيد، فإن ذلك قد يؤدي إلى مواجهة أميركية إيرانية مباشرة قد تؤدي فعلًا إلى تداعيات خطيرة على استقرار المنطقة. وأردف أن التداعيات بالنسبة للولايات المتحدة قد لا تقل عن تلك الناتجة عن مغامرات إدارة جورج بوش الابن في الشرق الاوسط.
كما قال الكاتب إنه لو وجد الجنود الأميركيون أنفسهم في مرمى النيران وسط اتساع رقعة النزاع بين إيران و"إسرائيل"، فإن ذلك سيعود بشكل مباشر إلى فشل إدارة بايدن على صعيد استخدام قوة التأثير الأميركي من أجل السعي لتأمين المصلحة الأمنية الأميركية الأساس وهي تجنب الحرب.
وأشار الكاتب إلى أن بايدن جاء إلى الحكم وهو يتعهد بإنهاء حقبة الحروب المستمرة والمساعي المكلفة بتغيير وجه الشرق الأوسط. كما رأى أن بايدن على ما يبدو وقع في فخ الاعتقاد بأن القوّة العسكرية الأميركية ستغير وجه المنطقة للأفضل، وإنه لمن المدهش أن واشنطن على ما يبدو لم تتعلم الدرس بعد.