الخليج والعالم
بعد عملية "الوعد الصادق 2".. مظاهر الفرح تعمّ الشارع العراقي
خرج آلاف العراقيين، ليلة أمس، في مسيرات وتجمعات احتفالية حاشدة إلى الشوارع في مختلف محافظات البلاد، ابتهاجًا بالضربات الصاروخية التي وجهتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للعديد من المطارات والقواعد العسكرية الصهيونية في الأراضي المحتلة، ردًا على اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية في الحادي والثلاثين من شهر تموز/يوليو الماضي، واغتيال سماحة الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصر الله، في السابع والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر المنصرم.
رفع المحتفلون، وهم من مختلف الأعمار، والخلفيات الاجتماعية والانتماءات القومية والطائفية والتوجّهات السياسية، صور آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي والمرجع السيد علي السيستاني والشهيد السيد حسن نصر الله، والشهيد إسماعيل هنية والشهيد قاسم سليماني والشهيد أبو مهدي المهندس، وصور شهداء آخرين، وكذلك رفعوا الأعلام العراقية والفلسطينية والإيرانية، وأعلام حزب الله اللبناني، وأعلام الحشد الشعبي، في الوقت نفسه داسوا بأقدامهم علمي الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأميركية، وصور رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن.
هذا، وبينما تواصلت احتفالات العراقيين بالضربات الإيرانية القاصمة للكيان الصهيوني إلى ساعات متأخرة من الليل، ضجّت منصات التواصل الاجتماعي العراقية بسيل جارف من المنشورات والتعليقات المرتبطة بآخر المعلومات والمستجدات عن الضربات الإيرانية، والمواقف المرحبة بها.
إلى جانب ذلك، صدرت بيانات من شخصيات وكيانات ومحافل سياسية عراقية مختلفة، عبرت عن ترحيبها وارتياحها للرد الشجاع على جرائم الكيان الصهيوني.
في هذا السياق، أكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي الشيخ همام حمودي: "أن صواريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية رسمت شرقًا أوسط جديدًا"، وقال في بيان له: "إننا أمام شرق أوسط جديد، شرق أوسط حر في أيدي أبنائه، ولن يسمحوا لنتنياهو وأتباعه بفرض حكمهم على الدول الحرة والشجاعة في المنطقة". وأشار الشيخ حمودي إلى: "أنّ هذه الصواريخ التي استهدفت العدوّ الصهيوني مسحت الدموع من عيون الأطفال، وشفت قلوب الأيتام والنازحين المجاهدين، وعزّزت الإرادة لمواصلة المشوار، وسحقت كبرياء "إسرائيل"، وفي الوقت نفسه جعلت الحكومات الداعمة والمذلة حذرة من المخطّطات الخطيرة التي يريد الاحتلال دفع المنطقة إليها".
أما الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي، فقد بارك الضربات الصاروخية الإيرانية على الكيان الصهيوني، قائلًا في تغريدة له على منصة التواصل الاجتماعي (إكس): "نُبارك للمُقاومين والأحرار والشرفاء في العالم، هذه الضَربات الصاروخية التي انطلقت من أرض الجمهورية الإسلامية، وهزت الكيان الغاصب، وأثبتت قدرات محور المقاومة على تحقيق النصر على الأعداء، والثأر لدماء شهدائنا الأبرار، وأثبتت أنَّ قُبتهم الحديدية، أوهنُ من بيت العنكبوت، أمام صواريخ الإسلام المحمديّ العَلويّ".
بموازاة ذلك، لوّحت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية بقصف القواعد والمصالح الأميركية في العراق في حال مهاجمة إيران. وأكدت الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية، في بيان لها صدر بعد وقت قصير من تنفيذ الضربات الإيرانية ضدّ الكيان الصهيوني أنه: "إذا ما تدخّل الأميركيون في أي عمل عدائي ضدّ الجمهورية الإسلامية، أو في حال استخدم العدوّ الصهيوني الأجواء العراقية لتنفيذ أي عمليات قصف لأراضيها، فستكون جميع القواعد والمصالح الأميركية في العراق والمنطقة هدفًا لنا".
يُذكر أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أمطرت، ليلة أمس، سماء الكيان الصهيوني المجرم بمئات الصواريخ الباليستية المتطورة، ونجحت في تدمير عدد من المطارات والمراكز الأمنية الحساسة، والقواعد العسكرية التي كانت تضم عشرات الطائرات الحربية من طراز F - 35، في "تل أبيب" ومدن أخرى في الأراضي المحتلة. وأطلقت على هذه العملية "الوعد الصادق 2"، والتي جاءت استكمالًا لعملية "الوعد الصادق" التي نفذت في الثالث عشر من شهر نيسان/إبريل الماضي، ردًا على القصف الصهيوني الذي طال القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مطلع الشهر ذاته.