الخليج والعالم
الحرب الصهيونية على لبنان محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 01 تشرين الأول 2024، بتحليل مجمل القضايا المتعلّقة بالحرب "الإسرائيلية" على لبنان وبيان الخطوات المرسومة من قبل نتنياهو نحو التحكم والسيطرة على الإقليم مضافًا إلى قوة المقاومة في التصدي والمواجهة. مضافًا إلى قضية تصحيح التصور حول الموقف الإيراني تجاه المجريات بعد أن نشأت أسئلة جديدة تحتاج لإجابات.
كذبة وقف إطلاق النار
بداية، كتبت صحيفة "إيران": "موقف مسعود بزشكيان يوم الأحد من التطورات الدامية في لبنان وإشارته إلى كذب حلفاء "تل أبيب" الغربيين بشأن مفاوضات إنهاء الحرب وتنفيذ وقف إطلاق النار، يكشف الستار الجديد خلف كواليس الأحداث الجارية في المنطقة.
وتابعت، بعد أيام قليلة من اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران، أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يشعر بالقلق إزاء أبعاد وعواقب الرد العسكري لطهران، تعليماته لدبلوماسييه بمنع أي هجوم محتمل مع وعد بشن هجوم على إيران والإسراع بالمفاوضات لوقف الحرب في غزّة وتنفيذ وقف إطلاق النار ضمن خطة الهدنة المؤقتة، التي اعتبرت مقدمة لتحقيق هدنة دائمة، قدمها رئيسي الولايات المتحدة وفرنسا، وأيدتها رسميًّا العديد من دول العالم، بما في ذلك المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
وأضافت الصحيفة، لكن عملية التوصل إلى هذا الاتفاق، التي قامت على أساس تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 والذي أكد على انسحاب "إسرائيل" من أي نقطة محتلة في لبنان وانسحاب قوات حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، واجهت معارضة، من أحزاب اليمين المتطرّف في حكومة بنيامين نتنياهو التي أصرت على استمرار الحرب بأشد أشكالها.
وبالتوازي مع أن المسؤولين الأميركيين كانوا يخلقون أجواء من التفاؤل بشأن التوصل الوشيك إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في ما يتعلق بالمفاوضات آنذاك (آب/أغسطس) في الدوحة، فقد طلبوا من طهران في رسائل سرية أن العمل العسكري ضدّ "تل أبيب" يمسك الأيدي ويمنع مفاوضات إنهاء الحرب، بهذه الطريقة، وفي ظل الجهود الرامية إلى تسريع المفاوضات لوقف الحرب، كانت هناك جهود متواصلة تهدف إلى التأثير على الرد العسكري الإيراني على اغتيال هنية، إن هذا الادّعاء الذي أطلقه الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي قال إنه يتوقع أن يؤدي وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس لوقف الهجوم الإيراني، لم يكن خاليًا من هدف تعديل النهج الإيراني المحتمل ردًا على اغتيال هنية، في الوقت نفسه، كان المسؤولون الأميركيون، بينما كانوا يرسلون رسائلهم العديدة إلى إيران، يعربون عن أملهم في أن يكون نطاق ردها العسكري على "إسرائيل" محدودًا.
في هذه الأثناء، كان من الطبيعي أن تنظر سلطات الجمهورية الإسلامية إلى فرصة السلام ووقف الهجمات الدموية "الإسرائيلية" في غزّة وتأجيل قرارها بمهاجمة فلسطين المحتلة، ولو لفترة قصيرة".
وختمت: "في ظل الوضع الذي يبدو فيه أن اغتيال الأمين العام للمقاومة قد أوصل الأزمة في فلسطين المحتلة إلى أعلى المستويات، تزعم وسائل الإعلام "الإسرائيلية" أن الولايات المتحدة وجهت رسالة إلى طهران أنها غير قادرة على كبح جماح نتنياهو، رسالة يصبح لها معنى بعد تحقيق أحد أهداف "إسرائيل" المهمّة وهو اغتيال السيد حسن نصر الله، الموقف الذي اتّخذه الرئيس بعد يومين من استشهاد الأمين العام لحزب الله، وأعلن أن "ادعاءات الزعماء الأميركيين والأوروبيين الذين وعدوا بوقف إطلاق النار مقابل عدم الرد الإيراني على اغتيال الشهيد هنية، عارية تمامًا عن الصحة وإعطاء الفرصة لهؤلاء المجرمين لن يؤدي إلا إلى ارتكاب المزيد من الجرائم".
مواجهة "إسرائيل" والإدراك الاجتماعي الجديد
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "الإدراك الاجتماعي أمر يتم تجاهله بشكل عام في السياسة الإيرانية اليوم، إن مواجهة الظواهر والأحداث في مجتمع ما بغضّ النظر عن التصور الاجتماعي إما محكوم عليها بالفشل أو لا تحقق النصر في الإدراك، بمعنى آخر، تأييد الناس لقرار، أو تأييد الناس لعمل ما، أو شكر المجتمع لجهود الحكومة، كلها تحتاج إلى إدراك ووعي، وإذا لم تتم إدارة هذا التصور، فإن كلّ هذا الدعم والتأييد والتقدير سوف يتلاشى مع مرور الوقت، وهذه عملية تلقائية وليست مشروعًا. ويصبح هذا التصور أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بتصور النخب أو تصور الجبهة الثورية.
وتابعت، النخب والمزيد من الثوريين، الذين لهم دور أكثر فعالية في المجتمع، إذا كان لديهم خطأ في الإدراك، يصبح الأمر أكثر صعوبة، لأن تصورهم يمتد إلى الناس، كما أن العمل الثقافي والتبيين، إذا قام به بين الناس، يحتاج إلى تأسيس عقلي واضح فيهم.
وفي قصّة مواجهة إيران مع جرائم النظام "الإسرائيلي" الغاصب، أصبح تصور الشعب والنخب وأبناء الجبهة الثورية أمام أسئلة، هي خيبة الأمل أحيانًا، والإحباط أحيانًا، والخوف أحيانًا أخرى، وأحيانًا تصوير وتحليلات كاذبة للوضع ودور المسؤولين عنه وبغضّ النظر عما إذا كانت هذه الأسئلة صحيحة أم لا، فهذه الأسئلة في الأساس محترمة ويجب الإجابة عليها بالتأكيد، ولكن في القضايا العسكرية والأمنية، لا يمكن مشاركة أحداث وأسباب وعوامل الوضع بشكل واضح مع الجميع، نعم يمكن تصوير جزء من جهود وهموم القوات العسكرية والمسلحة والحكومية في مواجهة "إسرائيل"؛ أنهم لا يجلسون مكتوفي الأيدي، وما الذي يتحققون منه، ولماذا لم يتم اتّخاذ أي إجراء واضح حتّى الآن، ومن الذي يتخّذ القرارات، وكيف يتم تقسيم الأدواروغير ذلك.
في الأساس، يعد "التحدث مع الناس" أحد أبسط وأهم الطرق لتحسين الإدراك، حتّى الآن، باستثناء الخدمة العسكرية (وهي بالتأكيد مناسبة وضرورية)، لم يكن هناك أي نقاش آخر مع الشعب، إن الصمت الطويل وعدم بذل جهد واضح لتعديل التصور الاجتماعي، شئنا أم أبينا، يثير السلبية، على الرغم من أن السلبية غير موجودة بالفعل، الإدراك الاجتماعي في الأساس لا علاقة له بالواقع، الإدراك يشير إلى عقلية الناس، أي أن إيران ربما تعمل ضدّ "إسرائيل" في هذه اللحظة بالذات، لكن التصور الاجتماعي يفهم شيئًا آخر، لا يمكن أن تكون غير مبالٍ بالإدراك الاجتماعي، لأنه يجعل المشاركة والدعم بكلّ أنواعه تحديًا في ما بعد".
ما هي خطوات نتنياهو الجديدة؟
هذا، وكتبت صحيفة "جام جم": "بعد الاغتيال الوحشي للشهيد الكبير السيد حسن نصر الله الأمين العام الراحل للحزب، أعلن النظام الصهيوني أنّ هذه العملية سُميت "النظام الجديد"، كما أوضح بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء نظام "إسرائيل" الوحشي، هذه القضية قائلًا: "إنّ "إسرائيل" تسعى من خلال القضاء على جميع معارضيها إلى إقامة نظام جديد في المنطقة يسعى إلى السلام والهدوء للجميع".
وفي هذا الصدد لا بدّ من الانتباه إلى عدّة نقاط:
أولًا؛ منذ عدّة سنوات، يشير اتّجاه التطورات الدولية إلى حدث كبير في النظام العالمي، وهو أنّ النظام القائم المتمركز على الآحادية الأميركية يتراجع وينهار، وينشأ نظام جديد بمنطق عالم متعدد الأقطاب ويجري الآن تشكيل كتل قوى ناشئة في مختلف الأبعاد السياسية والاقتصادية والأمنية.
ثانيًا؛ وبحسب المعرفة العامة للخبراء الدوليين، فإن هذا النظام يتشكّل بعدة مكونات، يمكن أن نذكر منها تغير ميزان القوى في مجال العلاقات الدولية، والدور الفعال للمنظمات والاتفاقيات الدولية المتمحورة حول القوى الجديدة في العالم. [...]
ثالثًا؛ وفي مثل هذا الوضع فإن نظام الهيمنة المتمركز على الحكام الغربيين والمتمركز في الفكر الصهيوني استخدم كلّ أدواته لمنع هذا التغيير الكبير بأي طريقة ممكنة وإبقاء العالم في فلك النظام القائم الذي يلعب فيه الدور الكبير من القوّة المتفوقة والهيمنة على الإدارة [...]
رابعًا؛ إن عمليات مثل "صفقة القرن" أو "حلف أبراهام" تم تنفيذها بشكل أساسي لمثل هذا الهدف التأسيسي في إدارتي ترامب الجمهوري وبايدن الديمقراطي من قبل الولايات المتحدة والدور الفعال للصهاينة [...]
خامسًا؛ إذا اعتبرنا اندلاع الحرب في أوكرانيا أحد إجراءات الغرب لمنع حدوث هذا التطور الكبير، فلا شك أن سلوك النظام الصهيوني في العام الماضي في غرب آسيا هو خطوتهم التالية. في نفس الاتّجاه، وهو استمرار لنفس المسار الذي ينتهجه نتنياهو اليوم كلاعب رئيسي، وهو تحويل سلوكه إلى معايير ثابتة لإجبار العالم على مواصلة النظام القائم.
وأخيرا؛ اليوم ومع خطة نظام جديدة بعد اغتيال السيد حسن نصر الله نتنياهو يريد حرف مسار النظام الجديد الذي يتشكّل في العالم عن مساره ومنع تشكيل كتلة قوى جديدة مركزها إيران وحركة المقاومة".
لبنانفلسطين المحتلةالجمهورية الاسلامية في إيرانغزةمحور المقاومةالشرق الأوسط
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
20/11/2024