الخليج والعالم
استشهاد سماحة السيد نصر الله عنوان رئيسي في الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 29 أيلول 2024 بالخبر الذي ملأ الصحف وهو خبر شهادة أمين عام حزب الله السيد الشهيد حسن نصر الله رضوان الله تعالى عليه.
بداية النصر
كتبت صحيفة جام جم: قام الصهاينة في الأسبوعين الأخيرين بتحركات أدت حسب تفسيرهم إلى ضرورة سد الجبهة الشمالية من أجل شل حزب الله... لم يعد لدى النظام الصهيوني القدرة على مهاجمة لبنان على الأرض، فبدأ حربًا أمنية، بتفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتّصال والقتل الجماعي للشعب اللبناني.
بعد ذلك، بدأت الهجمات الجوية والإرهابية للنظام الصهيوني في الضاحية الجنوبية على المباني السكنية، وبالطبع استشهد عدد من كبار قادة المقاومة، وبدأت جولة جديدة من هجمات هذا النظام في مناطق مختلفة من لبنان، وأخيرًا انتهت هذه الأحداث بهجوم واسع النطاق على الضاحية وختمت باستشهاد سيد المقاومة.
خلال الأشهر الماضية، وبعيدًا عن ردود الفعل الانفعالية، وبعملية دقيقة، واصل حزب الله مهاجمة العدوّ الصهيوني، ومن دون الكشف عن كافة قدراته وإمكاناته العسكرية والتسليحية، ومقراته ومستودعات أسلحته ومنشآته والمراكز اللوجستية، تم الهجوم على مواقع العدوّ العسكرية في مدينة حيفا شمال الأراضي المحتلة وميناء حيفا.
الواضح أن الصراع بين الحزب و"إسرائيل" يزداد حدة ساعة بعد ساعة ودقيقة بعد دقيقة. الإستراتيجية الأساسية للمقاومة اللبنانية تتلخص في كلمتين ذكرهما نائب السيد حسن نصر الله في مراسم تشييع الشهيد عقيل: "الحساب المفتوح"، هذه العبارة تعني أن الجبهة الشمالية ستكون مفتوحة، وتحليل هذه القضية هو نفسه تحليل الأمين العام لحزب الله حين قال: "إلى أن تتوقف الحرب في غزّة لن تشهد الجبهة الشمالية السلام".
والآن مع شهادة السيد يطرح السؤال كيف ستكون التطورات الإقليمية والحركة الحزبية؟ وفي الرد لا بد من الإشارة إلى أن محور المقاومة هو شبكة معقّدة، وبشهادة الأفراد لا توجد فيه مشكلة محدّدة، وهذه مسألة لا يستطيع الصهاينة فهمها، وإن كان استشهاد السيد حسن نصر الله خسارة كبيرة، إلا أنه محور مقاومة وشجرة شجاعة لها جذورها بين الأمم وخطابها جامع، ويؤكد رأس المال الاجتماعي لهذه الحركة في لبنان هذا الادّعاء. [...] إن الأحداث الأخيرة ورد فعل فصائل المقاومة سوف يوضح اتّجاه التطورات القادمة، وفي حالة الإجراءات المضادة وما يرافقها من تكاليف على المحور الغربي العبري في المنطقة، فإن عملية التطورات ستغير اتّجاهها إلى حد كبير لأن عدم وجود إجراءات مضادة ضدّ هذا النظام سيجعل الوضع أسوأ بكثير، وكما قال القائد الحكيم للثورة الإسلامية، إن دم الشهيد السيد عباس الموسوي لم يبق على الأرض، ولن تبقى دماء الشهيد السيد حسن على الأرض".
اقتصاد "إسرائيل" ينهار
كتبت صحيفة كيهان: بعد مرور ما يقرب من عام على حرب غزّة، تظهر الإحصاءات الرسمية أن اقتصاد النظام الصهيوني في وضع أسوأ بكثير من الأيام الأولى للحرب، وتشير التقديرات الأولية حول حجم الخسائر الاقتصادية للنظام من حرب غزّة إلى أنه كبير جدًا. ومن الناحية العامة، يمكن اعتبار العواقب المدمرة لعملية طوفان الأقصى والهجمات الواسعة لجبهة المقاومة من لبنان إلى العراق واليمن إلى الأراضي المحتلة على اقتصاد النظام الصهيوني، بما في ذلك هذه الحالات؛ انخفاض قيمة العملة، توقف دخول السياح الأجانب إلى الأراضي المحتلة وانخفاض الدخل السياحي، الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي بسبب توقف العمليات الزراعية في مناطق الحرب، تعطيل عمليات النفط والغاز ومصافي النظام الصهيوني، تعليق العمل الصادرات والواردات عبر موانئ النظام الصهيوني، توقف مشاريع البناء الكبيرة مثل بناء المستوطنات، نقص الأموال بسبب الاقتراض لتغطية نفقات الحرب، تقليص اليد العاملة، سقوط سوق الأوراق المالية الصهيونية، انخفاض الأمن الغذائي، وانخفاض الاستثمار الأجنبي، ونقص وندره السلع الأساسية، والانخفاض الحاد في معدل الإنتاجية في القطاعات الحكومية للكيان الصهيوني.
كما ينبغي أن يضاف إلى هذه القائمة الطويلة إفلاس عشرات الآلاف من الشركات، وتهجير عشرات الآلاف من الصهاينة، وانسحاب الشركات الغربية الكبرى، وإغلاق الموانئ.
المحرقة الحقيقية في غزّة
كتبت صحيفة مردم سالاري: لا شك أن الصهاينة، لكي يظهروا أنفسهم مظلومين أمام الرأي العام العالمي، بدأوا في نسج أساطير خيالية عن جرائم الحكومة الألمانية النازية ضدّهم، تحت اسم المحرقة؛ ولم يتصوروا أن العالم سيشهد يومًا ما جرائم لا يمكن تصورها يرتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في غزّة.
إن الجرائم هذه المرة ليست على شكل قصص خيالية وقصص خيالية للهاربين من المعسكرات النازية الألمانية والتي تنشر كلّ يوم عبر وسائل الإعلام العالمية.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فقد استشهد أكثر من 41 ألف فلسطيني في غزّة، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، وفي بعض الأحيان جميع أفراد الأسرة الواحدة، وأصيب أكثر من 96 ألف شخص. كما قدرت المنظمة أن ربع جرحى غزّة، أي حوالي 22500 شخص، يحتاجون إلى إعادة تأهيل متخصصة ورعاية داعمة مدى الحياة، بن في ذلك أولئك الذين يعانون من إصابات خطيرة في الأطراف، وبتر الأطراف، وإصابات النخاع الشوكي، وإصابات الدماغ، والحروق الشديدة. كما أعلنت منظمة الأمم المتحدة (الفاو) وبرنامج الغذاء العالمي في تقرير أن أكثر من مليون شخص، أي نصف سكان غزّة، سيواجهون الموت والمجاعة.
وبالإضافة إلى ذلك، وبعد استهداف إحدى مركبات منظمة الغذاء العالمي الإنسانية من قبل الصهاينة، أعلنت هذه المنظمة في بيان لها أنها أوقفت أنشطتها في غزّة. ويشير تقرير مفتشي حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة أيضًا إلى أن النظام الصهيوني ينفذ إبادة جماعية مستهدفة ومخطّط لها في غزّة. ووفقًا لهذا التقرير، ارتكب النظام الصهيوني أعمالًا مثل التجويع القسري، والقتل العمد، والعقاب الجماعي، والهجمات المتعمدة على المدنيين. ويشير هذا التقرير أيضًا إلى التدمير الواسع النطاق الذي لحق بالأعيان المدنية والبنية التحتية بهدف إحداث أكبر قدر من الضرر. وإلى جانب هذه الجرائم التي أبلغت عنها المنظمات الدولية، أعلنت مؤسسات داخلية في غزّة أيضًا أن النظام الصهيوني هاجم مراكز تعليمية في غزّة، مما أدى إلى تدمير 5 جامعات من أصل 6 في غزّة. كما استشهد نتيجة لهذه الهجمات 3 رؤساء جامعات و95 مسؤولًا جامعيًا وأستاذًا، مع حرمان أكثر من 88 ألف طالب من التعليم. واستنادًا إلى التقديرات، فإن حجم الأضرار في غزّة يصل إلى حد أن إزالة الأنقاض فقط يمكن أن تكلف ما يصل إلى مليار دولار. كما أن إعادة إعمار غزّة تكلف نحو 80 مليار دولار، وقد تستمر عمليات إعادة الإعمار هذه لعقود.