الخليج والعالم
جرائم العدو في لبنان محور اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء 24 أيلول 2024 بالأحداث الجارية في لبنان وعلى الجبهة مع الكيان الصهيوني، حيث كتب المحلّلون عن الاستراتيجيات التي يتبعها العدو، والمؤشرات التي تدل على يأسه في العدوان الأخير على لبنان، مضافًا إلى قضية ذكاء المقاومة في إدراة الحرب.
هل بدأت الحرب الكبرى؟
كتبت صحيفة "كيهان" :" في الأسبوعين الماضيين، ركّز النظام الصهيوني نيرانه على حزب الله الداعم الرئيسي لغزة، ورفع مستوى الجرائم ضد لبنان إلى مستوى غير مسبوق. فبعد الإرهاب السيبراني وانفجار أجهزة البيجر، وبعد الهجوم على الضاحية الجنوبية واستشهاد نحو 60 شخصاً بينهم القادئ الجهادي "إبراهيم عقيل"، الآن حان الوقت لهجمات وحشية وواسعة النطاق وصلت إلى جنوب وشرق لبنان، وقام النظام "الإسرائيلي" بالأمس بقصف جنوب وشرق لبنان في عدة موجات من الهجمات العنيفة ومعظم الأهداف هي المنازل السكنية والناس العاديين".
وتابعت:" هل بدأت الحرب الكبرى؟ يعتقد البعض أنه مع تزايد هجمات الطرفين بشكل غير مسبوق على بعضهما البعض، فإن الحرب الكبرى قد بدأت بالفعل، لكن لم يتم الإعلان عنها رسميًا، ويرى البعض أيضًا، أن هذه الهجمات هي مقدّمة لبدء الحرب الكبرى والهجوم البري "الإسرائيلي" على لبنان، الذي قال نصر الله (الأمين العام لحزب الله السيد حسن) إنه يتمناه! وقال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، في مقابلة مع فريد زكريا، عندما تناول موضوع انفجار أجهزة الاتصالات في لبنان: "هناك احتمال لتصعيد التوترات الأوسع وتحول لبنان إلى غزة أخرى، وهذا ما يقلقني وأعتقد أنها ستكون مأساة كبيرة للعالم".
حزب الله ولعبة نتنياهو
كتبت صحيفة "وطن أمروز":" نظام الاحتلال يواصل جرائمه الواسعة في جنوب لبنان، إن استشهاد المئات من المواطنين اللبنانيين في القصف الجوي الهمجي الذي شنّه الصهاينة يوم أمس الاثنين، يشكل نقطة كاشفة للإرهاب المشترك الذي يمارسه الصهاينة في لبنان، ومن الواضح أن معظم المحللين في مجال العلاقات الدولية يرون ويفسرون التطورات الجارية في جنوب لبنان من وجهة نظر واحدة، في الأساس، الهدف من الهجمات المتكررة (مع التنوع السيبراني والميداني والنفسي والأمني) هو إضفاء اللامركزية على الجرائم الصهيونية، لذا فإن الخطوة الأولى والأكثر أهمية في تحليل الأحداث الأخيرة هي الترتيب من الثوابت الإستراتيجية ودمج القصة معًا والتركيز على النموذج والإطار الذي يتم من خلاله تحديد العمليات الهمجية للصهاينة الأخيرة والمستقبلية".
وتابعت:" عادةً ما تكون إشارة جهة فاعلة إلى الحرب المشتركة، وذلك أيضًا في سياق زمني محدود، انعكاسًا لضعف أو قوة مجال العمليات، وبعبارة أخرى، ينبغي النظر في الحدود بين الفعل ورد الفعل القسري في تحليل سلوك تل أبيب، وهنا لا بد من طرح سؤال هادف: هل جرائم الصهاينة الأخيرة نابعة من سيطرتهم على الميدان أم نتيجة لفشلهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية والميدانية؟ الجواب الثاني هو الصحيح بالتأكيد".
وأردفت "بعد عام من حرب غزة، لم تتمكن تل أبيب من احتلال قطاع غزة بشكل كامل، وتدمير حماس، وإطلاق سراح السجناء الصهاينة دون التوصل إلى وقف لإطلاق النار فحسب، بل خسرت أيضاً الجبهة الشمالية. في المقابل، استهدفت فصائل المقاومة العمق الاستراتيجي للأراضي المحتلة الواحدة تلو الأخرى، وتجاوزت بشكل علني الخطوط الحمراء الجريئة التي لم تتخيل تل أبيب تجاوزها قبل طوفان الأقصى، في مثل هذا الوضع، قرّر الصهاينة تغيير إطار لعبتهم الدموية في حرب غزة بسبب اليأس، إن جرأة الجبهة الشمالية هي أساس الإطار الجديد. وفي هذا الصدد، اتجهت تل أبيب إلى نموذج الحرب الهجين لاستهداف البقاع والنبطية ومناطق بيروت، ولتوظيف التقنيات الجديدة والإرهاب السيبراني في خدمة إرهابها الأصيل".
وأضافت "لم يتجلّ نهج حزب الله الحذر والحاسم في خطاب السيد حسن نصر الله، الأمين العام للمقاومة الإسلامية في لبنان فحسب، بل أيضا في المواجهة الميدانية لحزب الله، تل أبيب تعتزم وتعتزم وضع حزب الله أمام خيارين غير قابلين للتغيير: الاستسلام المطلق للكيان الصهيوني أو بدء حرب استنزاف شاملة تضمن بقاء نتنياهو في ظل تمديد «حكومة الحرب». ومن ناحية أخرى، حوّل حزب الله الحرب إلى عملية ذهاب وإياب، وبهذه الطريقة، مع مواصلته الضغط الميداني المستمر على النظام الصهيوني، تجنب أن يكون في مفترق الطرق الذي تفكر فيه تل أبيب، في المقابل، يعتبر حزب الله، في مواقفه الواضحة، الحرب في الجبهة الشمالية متغيراً تابعاً للحرب في قطاع غزة، وهذا من أسوأ الأقوال التي تثار ضد الصهاينة، لأنها تكبل يد تل أبيب في ساحات القتال".
نتنياهو خسر مقامرة مزدوجة
كتبت صحيفة " رسالت":" إن جرائم الصهاينة الأخيرة في جنوب لبنان (والتي أدت إلى استشهاد عدد كبير من مواطني هذا البلد) والحوادث الإرهابية الأخيرة (انفجار أجهزة البيجر واللاسلكي في لبنان) هي رمز كاشف للتغيير في تكتيكات لعبة الصهاينة في مواجهة المقاومة، وفي تفسير هذه المعادلة، هناك عوامل ودوافع يندرج تحتها أيضاً الإرهاب السيبراني الصهيوني: الحرب النفسية، أي أن نظام الاحتلال يحاول استغلال الأجواء الفوضوية التي شهدها لبنان بعد الأحداث الأخيرة".
وتابعت "لم يكن الصهاينة على علم بكيفية ومتى سيتصرف حزب الله وكيف سترد المقاومة اللبنانية على الأعمال الإرهابية الأخيرة التي قامت بها تل أبيب، وأكثر من ذلك، ليس لديهم سوى القليل من القدرة على المخاطرة في ما يتعلق بشن حرب مستمرة وواسعة النطاق في جنوب لبنان. ونشرت وسائل الإعلام الغربية في الأيام الأخيرة أنباء عن تصميم حكومة نتنياهو الحربية على توسيع نطاق المعركة الميدانية مع حزب الله، وبعبارة أخرى، فقد اعتبروا العمليات الإرهابية السيبرانية التي يقوم بها الصهاينة بمثابة مقدمة لحرب واسعة النطاق، لكن جزءاً كبيراً من هذا الطرح يتبلور ليس في الواقع الميداني، بل في رواية المصادر الإعلامية والدعائية لأميركا ونظام الاحتلال".
وقالت الصحيفة "دعونا لا ننسى أنه منذ حرب غزة سمعنا عدة مرات أنباء عن الموافقة على حرب واسعة النطاق مع حزب الله وعمليات برية في لبنان من قبل حكومة الحرب الصهيونية، لكن هذه الأفكار لم تتخذ طريقها إلى الواقع. ومن الأسباب الرئيسية لهذه القضية هي الفجوات والخلافات الكبيرة الموجودة حول رسم إطار الصراع في الجبهة الشمالية من الأراضي المحتلة (جنوب لبنان)، وقد وصل هذا الصراع إلى ذروته حتى داخل حكومة نتنياهو، إلى درجة أن رئيس الوزراء ووزير الحرب في نظام الاحتلال فقدا القدرة على إخفاء خلافاتهما حول حدود الحرب في الجبهة الشمالية".
وختمت الصحيفة "في هذه الأثناء، شهدنا خطاباً شاملاً وبليغاً للأمين العام لحزب الله، فهو لم ينكر أصل الحادثة وأبعادها الواسعة، رغم أنه أوضح أن هذه الحادثة كان من الممكن أن يقع فيها عدد أكبر من الضحايا وهذا هو الهدف بالأساس للصهاينة، في المقابل، واصل سيد المقاومة إصراره على نفس الخطوط الحمراء التي استهدفها الصهاينة في هجماتهم الأخيرة، لإبعاد المقاومة عنهم، إن استمرار الدعم الفاعل للشعب الفلسطيني في حرب غزة هو طرح تم التأكيد عليه في خطاب السيد الأخير.
[...] وحتى الآن، لا يزال لدى الصهاينة نفس الشعور باليأس في ما يتعلق بأعمالهم الإرهابية في لبنان، فمن ناحية، لم يحققوا هدفهم الأهم في هذه العملية الإرهابية (عودة حزب الله إلى مرحلة ما قبل حرب غزة)، ومن ناحية أخرى، فقدوا القدرة على مواجهة الرد الحاسم لحزب الله، سيتعرض نتنياهو قريباً لهزيمة ثقيلة في مقامرته الأخيرة وفي هذه الحالة ليس أمام تل أبيب إلا أن ترفع راية الاستسلام في حرب غزة".
الجمهورية الاسلامية في إيرانالصحف
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
22/11/2024