الخليج والعالم
جبهة الإسناد اللبنانية في مقدّمة اهتمامات الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 23 أيلول 2024 بالتطوّرات في الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة والرسائل الاستراتيجية التي وجهها حزب الله للكيان الصهيوني من خلال الضربات الأخيرة.
كما اهتمت الصحف بزيارة رئيس الجمهورية الاسلامية مسعود بزشكيان إلى مقر الأمم المتحدة والملفات التي يحملها.
مرحلة جديدة
بداية مع صحيفة "وطن أمروز" التي كتبت: "بعد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، كتبت يديعوت أحرانوت: كان لدينا صباح مؤلم، هذه العناوين تتكرر على الإسرائيليين منذ عدة أشهر، وينتظر الإسرائيليون في كل لحظة أن ينتقم حزب الله من مجزرة البيجر وأيضا لاغتيال كبار قادة المقاومة الذين استشهدوا في الهجوم الذي وقع في ضاحية بيروت. وبدأت المرحلة الأولى من هذه العملية ليل السبت، وشهدت مدن نهاريا وحيفا والأجزاء الشمالية من فلسطين المحتلة أعنف الهجمات الصاروخية خلال الأشهر الأخيرة، الصور التي تم نشرها لهذا الهجوم الصاروخي هي مشاهد هوليوودية غطتها العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية بأبعاد مختلفة، لكن النقطة الأساسية في هجمات حزب الله على إسرائيل هي أبعادها الإستراتيجية".
وتابعت:" هل تسعى إسرائيل إلى حرب شاملة؟ في الأساس، يبدو أن تل أبيب تعرف قوة حزب الله العسكرية وتدرك التكاليف الباهظة للعمليات البرية في لبنان بسبب الحروب الماضية، ولذلك، ومع صدمة الاغتيالات، تخطط إسرائيل لجعل حزب الله يقبل خطة هوكشتاين الأميركية لإنهاء الحرب في الشمال. الآن دخل حزب الله مرحلة جديدة من الحرب، لو كان حزب الله قد قام بأدنى تحرك ضد إسرائيل قبل عقد من الزمن، لكان قد واجه هجمات برية وبحرية وجوية، ولكن على الرغم من مرور عام على عملية طوفان الأقصى والحرب بين حزب الله مع إسرائيل، فإن هذا النظام لم يدخل بعد في حرب برية مع حزب الله، ولذا فإن حزب الله يتبع استراتيجية حرب الاستنزاف[...] العملية العسكرية المكثفة التي قام بها حزب الله في الليلتين الأخيرتين تحمل رسالة أكثر من كونها عملاً عسكرياً، يريد حزب الله إرسال إشارة مفادها أن الإرهاب لا يمكنه وقف عملياته في الجنوب وسيواصل القتال بقوة...ومن ناحية أخرى فإن الإستراتيجية الأساسية لمحور المقاومة هي انسحاب أمريكا من المنطقة وأيضا تراجع إسرائيل، وإذا حدثت حرب شاملة فمن الممكن أن تدخل واشنطن المنطقة مرة أخرى تحت هذه الذريعة، لذا فإن حرب الاستنزاف والصراع عسكري في بعد ومستوى وعمق معين ومدروس أفضل بكثير لحزب الله من حرب شاملة من حرب واسعة النطاق، لأنه بهذا الاجراء ستؤدي إلى تآكل الحرب وتمنع عودة 100 ألف نازح من شمال الأراضي المحتلة إلى مناطق النزاع".
الرئيس داعم قوي للقضية الفلسطينية
بدورها، كتبت صحيفة "جام جم":" سافر الرئيس يوم أمس إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك لنقل مواقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى العالم من منبر هذه المنظمة الدولية باعتبار المنصب الذي يشغله من منطلق كونه الشخص الثاني في البلاد ويتحمل مسؤوليات مثل رئيس السلطة التنفيذية ورئيس الحكومة الرابعة عشرة ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي وأيضًا منفذ السياسات الدبلوماسية، بطبيعة الحال في هذه المؤسسة الدولية، سيصدر الرئيس تصريحات تتوافق مع مواقف الجمهورية الإسلامية".
وأضاف "أكد بزشكيان قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها على الدفاع عن محور المقاومة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم، بالطبع قد تكون له انتقادات لبعض المهام في بعض السياسات الداخلية، لكن في مجال السياسة الخارجية، وخاصة القضايا الكبرى للبلاد، فإنه لا يزال يدافع عن السياسات العامة للنظام، وهذه المواقف لا علاقة لها بفترة ولاية الرئاسة بل إن بزشكيان أثناء تمثيله في المجلس الإسلامي وأثناء الانتخابات الرئاسية وتوليه المسؤولية كان يدافع دائمًا عن قضية الشعب الفلسطيني ويدين جرائم نظام الاحتلال الصهيوني وكما جاء في مضمون رسائل التهنئة للسيد حسن نصرالله وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس وقيادات الجهاد الإسلامي الراحل، والأجوبة التي قدمها الرئيس، حيث تُظهر بوضوح أن بزشكيان يتبع السياسات الكلية لقائد الثورة الإسلامية في مجال السياسة الخارجية. ولذلك فمن الطبيعي أنه، خلال خطاباته في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأيضاً في اللقاءات التي سيعقدها مع مسؤولي الدول المختلفة على هامش هذه القمة، سيتخذ مرة أخرى موقفاً حازماً في دعم محور المقاومة ودعم شعب فلسطين المظلوم وإعلان إدانته لجرائم النظام الصهيوني وداعميه في قتل شعب غزة الأعزل".
ماذا يحدث في غرب آسيا؟
أمّا صحيفة "رسالت" فجاء فيها: "الفيلسوف الألماني هيغل رأى أن الحرب ضرورة تاريخية وتمنع تراجع الأمم، وأن الحرب هي الأداة التي تستعيد بها الروح الوطنية قوتها. ورأى أن هناك أربعة أنواع من الحروب، أهمها الحرب الحضارية، في حرب الحضارات، يتقاتل طرفان بسبب تفسير محدد للوجود، وأطول الحروب هي حروب الحضارة، وطوال تاريخ البشرية، كانت إيران طرفا في الحرب الحضارية. في الأيام الأولى للثورة، دخلت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، من خلال تحريض لصدام، في حرب حضارية مع إيران الإسلامية، ماذا كانت نتيجة هذه الحرب؟ ومن رماد هذه الحرب التي استمرت 8 سنوات، نشأت قوة في إيران، وانهار المعسكر الشرقي السوفييتي، وانتقل الغرب من الموقع الهجومي إلى الموقع الدفاعي. لقد أطاحوا بأنفسهم بصدام، ومن خلال سحق مساحة التنفس السياسي في المنطقة، وُلدت قوة القدس، المكونة من مجاهدين عراقيين وأفغان وسوريين ويمنيين وباكستانيين وغيرهم".
وتابعت: "اليوم، تحاصر جبهة المقاومة النظام الصهيوني باعتباره المعقل الرئيسي للغرب ضد الثورة الإسلامية، واليوم لدى جبهة المقاومة جنرالات بمستوى الشهيد سليماني وجنود بمستوى الشهيد حججي، ولا توجد قوة عسكرية في العالم قادرة على كسر شبكة المقاومة في المنطقة، هناك مئات الآلاف من القوى في هذه الشبكة، وسر ديمومة وخلود جبهة المقاومة أن تنظيم جبهة المقاومة لا يقتصر على الافتقار إلى التنظيم فحسب، بل ينمو بشكل كبير أيضًا".
وختمت: "إنهم يكررون الخطأ الذي ارتكبوه قبل 44 عاماً، وهو هجوم صدام العام على إيران، نتنياهو يلعب نفس الدور الذي لعبه صدام، قريباً ستشهد الأراضي المحتلة وابلاً من صواريخ وطائرات جبهة المقاومة، وفي هذا الحدث ستُزرع بذور انحطاط الحضارة الغربية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024