الخليج والعالم
التطورات الميدانية في لبنان محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 22 أيلول 2024 بأهم التطورات الميدانية التي حصلت في الأيام الأخيرة لا سيّما في لبنان، فقد كتبت العديد من المقالات التحليلية حول التطورات وموقف حزب االله وخطاب السيد حسن نصر الله، والهزيمة الصهيونية في غزّة التي دفعتهم إلى إكمال سياق الحرب في الجبة الشمالية.
كما اهتمت بالتواطؤ العالمي والعربي على جبهة المقاومة والتي أبرزت في الآونة الأخيرة تواطؤ الأمم المتحدة على حقوق الشعب الفلسطيني.
سيد المقاومة ومعادلة الغموض
بداية، كتبت صحيفة "جام جم": "الحسم واللباقة هما العنصران الأساسيان اللذان لا ينفصلان في كلمة السيد حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، حول الأحداث الأخيرة في بيروت، فمن ناحية، اعتبر السيد تصرفات الصهاينة الأخيرة بمثابة إعلان للحرب على لبنان (وجود لبنان كله)، وشدّد بعد ذلك على أن "تل أبيب" يجب أن تدفع ثمنًا لهذا العمل.
[...] إن أحد الأسباب الرئيسية للأعمال الإرهابية الأخيرة التي قام بها نظام الاحتلال في لبنان هو هزيمة الصهاينة في غزّة، والأمر المؤكد هو أن رئيس وزراء النظام الصهيوني ورفاقه لم يتوصلوا إلى أي شيء من الأهداف في الميدان في غزّة، في مثل هذا الوضع، ليس أمامهم سوى طريقين: الأول هو القبول بوقف إطلاق النار والاعتراف بالهزيمة أمام جبهة المقاومة، والآخر هو بدء صراعات جديدة بهدف الحفاظ على الحرب.
ويبدو أن نتنياهو اختار الطريق الثاني، وهو يسعى من خلال قيامه بمثل هذه التصرفات في المنطقة ولبنان إلى أن يؤكد للجميع أنّه صاحبة اليد العليا في استخدام التكتيكات المختلفة في ميدان المعركة، لكنّه في النهاية يسعى إلى صرف الاهتمام الدولي والإعلامي عن غزّة.
لكن سيد المقاومة أشار مرارًا في كلمته إلى مبدأ الاستمرارية في القتال ضدّ العدوّ الصهيوني، ولم يفرق بين ما يحدث في غزّة اليوم والجرائم الأخيرة التي ارتكبها الصهاينة في لبنان، وهذه هي قوة الأمين العام للمقاومة، الذي أبرز بخطابه الواقعي والمستقبلي، الذي جاء في وقته، الخطوط الحمراء للحزب في مواجهة نظام الاحتلال، ومن أهم هذه الخطوط الحمراء حرب غزّة".
بدأ العد التنازلي
من جهتها، كتبت صحيفة "كيهان": "لقد مرت 10 أيام على التحول الملحوظ في تطوّرات المنطقة، من غزّة إلى لبنان، ويبدو أن التركيز الأساسي سيكون على لبنان و"الجبهة الشمالية" من الآن فصاعدًا، ويمكننا أن نرى هذا التحول بوضوح بعد "القتل الجماعي" الذي شهده لبنان تحت اسم "عملية البيجر" والهجمات الصاروخية التي شنّها النظام الصهيوني على أحد المباني في ضواحي بيروت، والتي أسفرت عن العديد من الأشخاص، بينهم قادة من الرضوان مثل "إبراهيم عقيل".
وكالعادة أصيب واستشهد العديد من المدنيين والنساء والأطفال في هذه الهجمات، وبحسب التقارير المنشورة، فقد قام النظام الصهيوني أيضًا بنقل مجموعة كبيرة من جنوده من غزّة إلى الجبهة الشمالية، ولم يتوقف حزب الله عن هجماته على الأراضي المحتلة لحظة واحدة، ويمكننا أن نقول بكلّ ثقة إن هذه الحرب لم تعد كالحرب التي كانت قبل 10 أيام وتم تجاوز الخطوط الحمراء. واليوم، إذا قلنا إن استمرار هذه العملية سيخرج هذه الحرب من حالة "السيطرة"، فإننا لا نبالغ، وقد نشهد في أي لحظة بداية حرب واسعة النطاق بين النظام الصهيوني وحزب الله".
وتابعت: "النظام الصهيوني ليس وحده في هذه الحرب. وقد أعلنت ذلك علنًا أميركا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، والبعض مثل الأردن والإمارات والبحرين والسعودية يتعاونون سرًا وخلف الكواليس مع الصهاينة، وتساعد هذه الدول الصهاينة في كافة المجالات العسكرية والاستخباراتية والمالية والتكنولوجية، وخاصة الاستخباراتية وحتّى العملياتية، و"عملية البيجر" أو هجوم مساء الجمعة على ضواحي بيروت واستهداف الطابق الثاني تحت الأرض الذي عقد فيه اجتماع بين قادة مجموعة رضوان، وتمّ ذلك بلا شك بدعم معلوماتي وتكنولوجي من مجموعة من هذه الدول".
ولذلك فإن حزب الله لا يقاتل مع الصهاينة فحسب، بل أيضًا مع النظام الصهيوني، بالإضافة إلى المنظمات الاستخباراتية والعسكرية الرهيبة والواسعة والطويلة للولايات المتحدة والدول التي تم ذكرها أعلاه. ولذلك، إذا سمعت في مكان ما أن "النظام "الإسرائيلي" في مجال المعلومات والتكنولوجيا "له اليد العليا، فإن هذا التفوق ينتمي إلى مجموعة من الدول التي تقدم كلّ ما يحتاجه النظام الصهيوني". ومن ناحية أخرى، لا يحظى حزب الله بدعم سوى إيران، وفلسطين، واليمن، والمقاومة العراقية، فضلًا عن مجموعة واسعة من شعوب المنطقة. ولكي نكون أكثر دقة، فإن بعض الدول الإسلامية، على سبيل المثال، والتي يمكن أن تكون مؤثرة، لا تكتفي بعدم اتّخاذ أي إجراء لصالح الشعب الفلسطيني المظلوم، بل تقف أحيانا إلى جانب الصهاينة!... ورغم كلّ هذا فإن أداء المقاومة كان فريدًا، وبحسب إعلان كبار قادة النظام الصهيوني، فقد تمكّنت من تحويل شمال الأراضي المحتلة إلى جحيم بالمعنى الحرفي للكلمة، وتوجيه ضربات تاريخية وغير مسبوقة لهذا النظام وحلفائه. وإذا كان الصهاينة يتمتعون بدعم غريب من مجموعة واسعة من الدول الغربية والخونة الشرقيين، فإن القوّة الكبرى لحزب الله هي تكنولوجيا الصواريخ والطائرات من دون طيار، إلى جانب الروح المعنوية الجيدة لمقاتليه".
عندما تنحرف الأمم المتحدة
بدورها، كتبت صحيفة "إيران" في بعض مقالاتها: "يصبح الوضع أكثر بؤسًا عندما نرى أنه حتّى الأمم المتحدة، على الرغم من القرارات التي أصدرتها والتي تدين الإبادة الجماعية الصهيونية وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، فقد أدانت منذ فترة طويلة نظام "تل أبيب" الذي يقتل الأطفال بسبب جرائمه والانتهاك الواسع لحقوق الأطفال وإرسال القوات، على الرغم من كلّ ذلك لم يدرجوا اسم هذا النظام اللاإنساني في قائمة الدول والأنظمة التي تتنكّر لحقوق الإنسان، وعندما سئلت الأمم المتحدة عن سبب امتناعها عن التحقيق مع نظام الاحتلال لانتهاكه حقوق مختلف الفئات، وخاصة النساء والأطفال، أصدرت هذه المنظمة بيانًا وادعت أنه لم يثبت بعد ما حدث في غزّة أنه جريمة حرب... وهذه ليست نهاية قصص غزّة المريرة وارتباك الفلسطينيين المضطهدين، فقد قامت مؤخرًا سيغريد كاغ، وهي ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومن هولندا على ما يبدو، بالتعاون مع "إسرائيل" وشركائها العلنيين والمخفيين بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والأردن والمملكة العربية السعودية، بصياغة وتقديم خطة تسمح لنظام الفصل العنصري في "تل أبيب" بإدارة الوضع في قطاع غزّة المدمر بشدة وتصميم وتنفيذ إعادة إعماره الجزئي.
وفي هذا الصدد، التقت المجموعة وتحدثت مع العديد من المسؤولين العرب الذين يدعمون "إسرائيل" وخونة فلسطين، وقدمت خطة يتولى بموجبها الجيش الصهيوني وقوات الأمم المتحدة إدارة رفح وبالطبع غزّة ويمنع عودة الفلسطينيين".
وتابعت أنّ "وحدة المجتمع الغربي الظالم ضدّ الفلسطينيين المضطهدين هي وحدة واسعة وبالطبع تستحق الشجب الشديد، والتي تظهر أنه حتّى القوّة التنظيمية لمجلس الأمن والأمم المتحدة أنها غير كافية لكسرها، بل وجعل فلسطين وحيدة لا معين لها، أما الأمم المتحدة، كما فعلت من قبل، فبدلًا من تقديم الدعم السياسي والاجتماعي الكامل للشعب الفلسطيني، تلعب بمكيالين معهم وتدفعهم نحو الموت".
المقاومة الإسلاميةحزب اللهالجمهورية الاسلامية في إيرانالكيان الصهيونيالامم المتحدة
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024