معركة أولي البأس

الخليج والعالم

 الصحف الإيرانية: الوحدة في حكومة طهران الجديدة في صدارة الاهتمامات
15/09/2024

 الصحف الإيرانية: الوحدة في حكومة طهران الجديدة في صدارة الاهتمامات

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 15 أيلول 2024 بالأوضاع الداخلية والإقليمية.

وبرزت في الصحف النقاشات الدائرة في الأجواء السياسية الإيرانية قضية شعار الحكومة أي شعار "الوحدة الوطنية" الذي اعتبره الرئيس مسعود بزشكيان منطلقًا لحركته الحكومية.

واهتمّت الصحف برصد الأحوال الداخلية للكيان الصهيوني، وبتحليل السلوك المريب لبعض الجهات العربية الإعلامية والسياسية.

"إسرائيل" في ورطة

بداية مع صحيفة "إيران" التي كتبت "بالتزامن مع استمرار الحرب وعدم الالتزام بخطط نتنياهو لوقف إطلاق النار في غزة والضفة الغربية، يتزايد التوتر وانعدام الأمن في الأراضي المحتلة، لأنه في الأيام الأخيرة، قام حزب الله بتوسيع نطاق هجوماته لأهداف في الشمال بهجمات صاروخية وطائرات بدون طيار كثيفة ومن ناحية أخرى، روجت المقاومة الفلسطينية أيضًا لأساليب جديدة للعمليات المفاجئة على شكل عمليات مناهضة للصهيونية في أوساط المجتمع الإسرائيلي، فضلاً عن الإعداد لعمليات مشتركة".

وتابعت: "أعلن حزب الله اللبناني، أمس، أنه للمرة الأولى منذ بداية الحرب على غزة، استهدف قاعدة ومقر لواء المدفعية والصواريخ 282 التابع للنظام الصهيوني وأسلحته ومستودعات هذا النظام في منطقة يفتاح إليفليت شمال غرب بحيرة طبريا [...] من ناحية أخرى، أعلنت كتائب القسام، أمس، أن مجاهدي هذه الكتائب استهدفوا قوات الاحتلال الإسرائيلي بـ 6 قنابل خلال الهجوم الأخير على مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من قوات العدو  [...] إن تحول ميزان القوى في الشمال لصالح المقاومة، خلقت قواعد جديدة ليس في الشمال فحسب، بل في كامل الأراضي المحتلة، وبالإضافة إلى ذلك فإن اختراق الطائرات بدون طيار في عملية الأربعين وأيضاً في عملية المقاومة اليمنية لتل أبيب، يبيّن جيداً ضعف المنظومات الدفاعية الإسرائيلية التي كانت تعتبر حصن النظام الصهيوني ضد الحروب، وأظهر مدى ضعف إسرائيل [...] كما أن هجوم حزب الله على الوحدة 8200 ينشر فكرة بين السكان مفادها أنه لا يوجد مكان آمن للكيان الصهيوني، حتى المراكز الاستراتيجية والمعلوماتية في كامل الأراضي المحتلة، وأن جميع الأراضي المحتلة تقع تحت سيطرة المقاومة، وتتعزز هذه الفكرة عندما ينتظر النظام الصهيوني الآن عقاباً شديداً من إيران، إن تكرار الادعاءات السابقة حول الحرب مع لبنان هو أيضاً لتخفيف ضغط موقف «الانتظار» وضرورة إظهار القوة في مواجهة المقاومة، ولأن النظام الصهيوني يحاول الموافقة بشكل فوري على عودة سكان المستوطنات الواقعة شمال فلسطين المحتلة إلى منازلهم كأحد أهداف الحرب الحالية.

وأردفت "بالإضافة إلى ذلك، فإن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وأصوات صفارات الإنذار والانفجارات في شمال الأراضي المحتلة، إلى جانب تزايد الأضرار، قد أثار تهديدًا ملموسًا بشن هجمات من قبل حزب الله وجبهة المقاومة في أذهان السكان والمستوطنين، وقد شمل الذعر الحالي لدى المجتمع الصهيوني عدة ردود أفعال، مثل اشتداد دوافع الهجرة، وانتشار المظاهرات في الشوارع احتجاجا على استمرار الحرب وعدم الاتفاق على تبادل الأسرى وعدم العودة إلى أماكن السكن الشمالية في الكيان المحتل" .

ممثل  مزدوج

بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "في الأيام المتوترة التي تشهدها منطقة غرب آسيا، أصبح اسم دولة قطر الصغيرة يسمعه المحللون ووسائل الإعلام أكثر من أي وقت مضى، في السنوات الأخيرة، وتماشياً مع التغييرات التي أدخلتها على سياستها الإقليمية، أرادت هذه الدولة أن تطلق على نفسها لقب بطل المقاومة، وخاصة الحارس الرئيسي للقضية الفلسطينية، ولذلك، ومع التطورات التي تشهدها منطقة غرب آسيا، أصبح دور قطر في معادلات صنع القرار في المنطقة بارزا، إلا أن ما يحدث بعيد عن الواقع: قطر هي دولة حديثة النشأة استقلت عن  الحماية البريطانية في عام 1971 وحصلت على الاستقلال، وهذا القول يعني أن الهوية والحضارة القطرية لم تكن موجودة في الماضي، وأن المجتمع القطري الحالي هو نوع من المجتمع البدائي الذي تحكم فيه القبائل، ولم تتشكل في هذا المجتمع في الأساس الدولة القومية. 
ومن ناحية أخرى، في المجتمع مدني فإنه يقوم على المؤسسات والعقلانية هي عامل اتخاذ القرار، بينما المجتمع البدائي يفتقر إلى ذلك، لأن "التقاليد" هي العنصر الأساسي في هذا المجتمع والمؤسسات التقليدية هي صانعة القرار النهائي، ورغم أن قطر تحاول اكتساب الشرعية الإقليمية من خلال الحفاظ على مظهر وغطاء الحداثة، إلا أن ذلك لن يكون ممكنا في النهاية".

وتابعت: "منذ انتصار الثورة الإسلامية، أصبح الدفاع عن الشعوب المضطهدة، وخاصة دعم الشعب الفلسطيني، هو السياسة الإستراتيجية للجمهورية الإسلامية، ومع تشكيل محور المقاومة، أصبحت إيران هي القطب والاتجاه الرئيسي لسياسات المقاومة في منطقة غرب آسيا، وقد أضعفت هذه القضية الولايات المتحدة والكيان الصهيوني، ولهذا السبب دخلت قطر الميدان باعتبارها المحور الرئيسي بأنها لاعب تدعمه الولايات المتحدة في المنافسة مع إيران بشأن القضية الفلسطينية، وبناءً على المهمة التي تلقتها، من الأدوات الإعلامية إلى الدعم المالي، تابعت أهداف أمريكا والنظام، لكن هذه اللعبة صممت بهذه الطريقة أنه كان لها تنسيقات مختلفة في أوقات مختلفة، على سبيل المثال، في عام 2006، دعمت قناة الجزيرة، باعتبارها أداة سياسية لقطر، المقاومة وتصرفت على العكس تماما في الأزمة السورية، والحقيقة أن قطر لاعب ذكي يؤدي المهمة الموكلة إليه من قبل القوى الخارجية تارة، ويدعم المقاومة تارة ويعارضها تارة أخرى، مثلما كتب سفيرها لدى أميركا في مقال بصحيفة وول ستريت جورنال أن بلاده لا تدعم حماس، سياسة قطر في الأساس مزدوجة، وهي في النهاية تعمل وفق المهمة الموكلة إليها".

الوحدة ال وطنية في الحكومة الجديدة

من جهتها، كتبت صحيفة "جام جم": "التوافق الوطني والوحدة الوطنية كلمة تتردد كثيراً هذه الأيام وبعد وصول الحكومة الرابعة عشرة إلى السلطة من قبل تيارات سياسية مختلفة ومتضاربة أحياناً، تعتقد جميع القوى السياسية الفاعلة في البلاد تقريباً أن حاجة البلاد إلى التغلب على الصعوبات وبعض القيود، وكذلك تقديم خدمات أفضل للشعب، قائمة على الوحدة الوطنية، وقليل من الناس يشككون في ضرورتها. لقد طرح مفهوم الوحدة الوطنية مرات عديدة من قبل الحكومات في فترات مختلفة بعد انتصار الثورة، ولكن بما أن الأهداف والدوافع السياسية المحددة، المصحوبة بالأنانية والشمولية، فإنها لم تنتشر كثيرًا في التيارات السياسية، إن اصطفاف "الكل معي" أو "الكل معنا" هو فيدرالية مفروضة تميل إلى إسكات خطاب الاتفاق".

وأضافت "كانت الوحدة دائماً إحدى الممارسات الثابتة للإمام الخميني (قده) في السنوات الـ 11 الأولى من الثورة وآية الله الإمام الخامنئي في الـ 35 عاماً الماضية؛ بحيث أنهما أوصيا جميع الحكومات بذلك، لكن مدى الاهتمام الذي أولته الحكومات لهذا الأمر ومدى نجاحها، أو ما إذا كانت قبلت هذه القضية على الإطلاق، يمكن تحديده من خلال الوضع السياسي والاجتماعي السائد".

وتابعت: "لعله يمكن القول أن الحكومة تحركت نحو التوافق الوطني الذي وعدت به في تشكيل الحكومة الرابعة عشرة وأدخلت وزراء من مختلف التيارات السياسية إلى المجلس، وصوت البرلمان بالإيجاب لجميع أعضاء الحكومة الجديدة [...] هل التوافق الوطني على مستوى الحكومة فقط؟ ألا ينبغي أن تضم مختلف طبقات الحكومة الإجماع الوطني؟ ألا ينبغي أن تصل نهاية هذا الاتفاق إلى المجتمع؟ أليس الإجماع الاجتماعي أهم من الإجماع السياسي؟ الإجابة على هذه الأسئلة يجب أن تبدأ بهذه النقطة الأساسية وهي أنه ومن وجهة نظر قائد الثورة فإن السلوك التحيّزي والتحزّبي هو سلوك يخلق "الفجوة الاجتماعية" و"التوتر والتشنج"، وهو عكس السلام والأمن النفسي للرأي العام في المجتمع [...] كما هو الحال في فترات مختلفة من الحكومات، تسبب عدم وجود تعريف لبعض المفاهيم مشاكل، وخلال رئاسة السيد خاتمي، أدى عدم وجود تعريف للإصلاحات في بعض الأحيان إلى دفع هذا الاتجاه نحو التخريب، وفي عهد أحمدي نجاد، أثير الموضوع نفسه حول كلمة العدالة، أو في عهد السيد روحاني، أخذ الحديث عن الاعتدال مكاناً مختلفاً، وحتى الآن، هناك مخاوف من أن تلقى الوحدة الوطنية المصير نفسه".

الجمهورية الاسلامية في إيران

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل