معركة أولي البأس

الخليج والعالم

مناظرة هاريس وترامب: غياب الرؤية الواضحة في ملفات السياسة الخارجية
11/09/2024

مناظرة هاريس وترامب: غياب الرؤية الواضحة في ملفات السياسة الخارجية

كتبت كيلي بوكار فلاهوس مقالة نشرت على موقع ريسبونسبل ستيت كرافت قالت فيها إن دونالد ترامب وكامالا هاريس لم يثبتا فقط خلال مناظرتهما أنه ليس لديهما رؤية مستقلة حول السياسة الخارجية، بل إنهما أكثر ارتياحًا عندما يستخدمان لغة كرتونية حيال بعضهما ويتلاعبان بالتاريخ والحقائق والأرقام بحيث كانت المناظرة حول ما يجب القيام به في كلّ من أوكرانيا وغزّة غير مترابطة.

وأضافت الكاتبة بأن ذلك لا يمت بصلة إلى شعار "أميركا أولًا"، مشيرة إلى سؤال طرح على هاريس عما ستقوم به حيال وفاة أكثر من 40,000 فلسطيني في غزّة، وبأن الإجابة على هذا السؤال التي تنسجم و"أميركا أولًا" هي القول إن استمرار التمويل المباشر للحرب سيضرّ أميركا ويضع القوات الأميركية في المنطقة في خطر، وكذلك سيضر بشكل دائم بنزاهة أميركا كدولة قوانين ومنارة أخلاقية. كما أردفت بأنه كان بإمكان هاريس على الأقل الإشارة إلى أن بنيامين نتنياهو يحمل نوايا سيئة ويمثل شعبه وليس الشعب الأميركي، وبأنه لا يمكن لأميركا أن تساعده إذا ما استمر بانتهاك اتفاقيات جنيف من أجل البقاء في السلطة.

ولفتت الكاتبة إلى أن هاريس وبدلًا من ذلك تحدثت عن ضرورة وقف الحرب على الفور من خلال اتفاق وقف إطلاق النار وإعادة "الرهائن"، وعن استمرار المساعي على مدار الساعة في هذا الإطار. كما أشارت إلى ما ذكرته هاريس عن ضرورة رسم مسار يؤدي إلى حل الدولتين بحيث تحظى "إسرائيل" و"شعبها" بالأمن، وكذلك الفلسطينيون، ونبهت أيضًا إلى كلام المرشحة الديمقراطية عن منح "إسرائيل" القدرة للدفاع عن نفسها وخاصة في ما يخص إيران وأي "تهديد" تشكله الأخيرة و"وكلاؤها" لـ"إسرائيل".

أما ترامب فقالت الكاتبة إنه وخلافًا لما كان عليه عام 2016 حينما شدد على أن انجرار الولايات المتحدة إلى حروب ونزاعات الدول الأخرى لا يخدم المصالح العليا الأميركية وأن أميركا يجب ألا تكون شرطي العالم، إنما اتّهم هاريس بأنها "تكره "إسرائيل"". كذلك لفتت إلى أنه وعندما سُئل كيف سيتفاوض مع نتنياهو وحماس من أجل إعادة "الرهائن" ووقف معاناة المدنيين قال إن هاريس تكره "إسرائيل" وإنها لم تلتقِ نتنياهو عندما ألقى الأخير كلمة أمام الكونغرس.

هذا، فيما اعتبرت الكاتبة أن أوكرانيا كانت من اللحظات القليلة اللامعة لترامب الذي قالت إنه فوّت فرصاً كثيرة مثل عدم التطرق إلى موضوع إعلان نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني وابنته ليز تشيني تأييدهما لهاريس. كما تابعت بأن ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا من خلال جمع الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين من أجل تجنب حرب عالمية ثالثة. كذلك قالت إن ترامب كرّر التأكيدات عن موت الملايين من دون أن يوضح على أيدي من وأين، بالإضافة إلى حديثه المعتاد عن عدم دفع أعضاء الناتو ما يكفي.

كما أردفت بأن ترامب وفي سياق حديثه عن سبب وقوع الحرب في أوكرانيا وكيفية اندلاعها وكيف ستنتهي فجأة، بدأ وانتهى بالقول إن كلّاً من بايدن وهاريس ضعيفان، معتبرة أن كلام ترامب هذا بحد ذاته يعكس الضعف.

وفي ما يخص حديث هاريس عن ملف أوكرانيا قالت الكاتبة إن المرشحة الديمقراطية تصرفت كأن العالم لا يزال في عام 2022 وإن الوضع سيستمر طالما استمرت الولايات المتحدة بتمويل الحرب. كما لفتت إلى أنه لم تقدم أية تفسيرات حول الأسباب التي تجعل استمرار الأمور على نفس المسار تصب في المصلحة العليا لأي طرف، سوى الحديث عن هيمنة روسيا على بقية أوروبا.

كذلك أشارت الكاتبة إلى ما قالته هاريس عن أنه لا يوجد اليوم أي أميركي يشارك في معارك، حيث شدّدت الكاتبة على أن ذلك كذب. ولفتت في هذا السياق إلى المُسيّرات التي تستهدف القوات الأميركية في العراق وسورية وما يجري في البحر الأحمر.

كما نبّهت الكاتبة إلى أن ترامب وبدلًا من القول إن مفاوضاته مع طالبان ساعدت في إنهاء إخفاق يعد من أكبر الإخفاقات في السياسة الخارجية الأميركية في القرن المنصرم، إنما تباهى بأنه هدّد بتفجير منزل زعيم حركة طالبان وبأنه ومن خلال هذا التهديد جعل طالبان توقف استهداف القوات الأميركية.

أما بخصوص الصين فلفتت الكاتبة إلى أنه لم يتم التطرق إلى آسيا سوى مرة واحدة حينما جرى الحديث عن الرسوم الجمركية الجديدة التي اقترحها ترامب، لافتة إلى أن هاريس تجنبت الرد على السؤال عن سبب عدم رفع بايدن الرسوم الجمركية التي فرضت خلال رئاسة ترامب.

وفي الختام قالت الكاتبة، إنه وبعد إجراء المناظرة على الشعب الأميركي أن يخاف.

الولايات المتحدة الأميركية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم