الخليج والعالم
بوحبيب: يجب استثمار الوزن العربي في العالم لحل القضية الفلسطينية
أكَّد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب أنَّ فلسطين ستبقى القضية الأم لكل لدول العربية ومفتاح الإستقرار في منطقتنا، داعيًا إلى استثمار الوزن العربي في العالم ومقدّراته للتوصل لحل عادل ومشرّف للقضية الفلسطينية.
وفي كلمته خلال اجتماع الدورة الـ162 لمجلس الجامعة العربية المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة على المستوى الوزاري الثلاثاء 10 أيلول/سبتمبر 2024، قال بوحبيب: "يتعرض لبنان منذ أحداث 7 تشرين الأول الفائت لتدمير ممنهج لبشره وحجره حيث قتلت "إسرائيل" المئات من النساء والأطفال والمسعفين، والطواقم الطبية، والصحافيين والمدنيين، وآخرهم أربعة من عناصر الدفاع المدني وهم يخمدون نيران أشعلتها "إسرائيل" وقامت بحرق بساتينه وأشجاره المثمرة ومنها الزيتون المعمر، مستعملة الفوسفور الأبيض سعيا وراء إنشاء شريط حدودي من الدمار غير القابل للحياة لعشرات السنين القادمة، علمًا أن هذا النوع الأخير من التصرفات والأفعال هو نمط جديد من الإرهاب، إنّه الإرهاب البيئي الذي يهدف إلى تدمير مقومات الحياة وصولًا إلى انعدام الحياة البشرية".
وتابع وزير الخارجية: "لن أطيل الشرح أكثر اختصارًا للوقت، لكن اسمحوا لي أن أخلع القفازات الدبلوماسية، وأن أخاطبكم من القلب إلى القلب: ألا يستحق هذا الوطن، لبنان، الصغير بجغرافيته، الكبير بعروبته وانتمائه، وانتشاره حول العالم الذي حمل ما لم يحمله أحد من عبء وأوزار القضية الفلسطينية وتبعاتها، بعض الدعم في هذه المرحلة الدقيقة؟ وأنتم كنتم له طوال حقبات وتحديات خلت السند، والشقيق، والملاذ الآمن".
وأضاف بوحبيب: "نحن اليوم بأمس الحاجة أقله إلى وجودكم المعنوي إلى جانبنا عندما نقصف، وتدمر أحياؤنا، وقرانا، وسهولنا، وتقتل بناتنا وأبناؤنا. فندائي لكم اليوم بأن تبقوا إلى جانبنا، كي يبقى لبنان وطن العرب، كل العرب، بدل تركه وحيدًا. فنحن نتألم بصمت، ونحتاج إلى دعم عربي نفتقده، وغطاء ومظلة عربية، في هذه اللحظات الصعبة. فالفراغ العربي في لبنان مدمر لحيثية وطن الأرز، وتوازناته، ووجوده".
وحول العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، قال بوحبيب: "لا أخفي عليكم بأننا نشعر بالخجل، والألم، عندما نستلم أو تصل إلى مسامعنا من دول أوروبية اقتراحات وحلول وأفكار من أطراف عربية تتعلق بحلول للوضع الحالي في غزة دون أن يتم التشاور أو التنسيق في ما بيننا، علما أن دول الجامعة الـ22 معنية بمخرجاتها وإنعكاساتها".
ودعا وزير الخارجية اللبناني نظراءه العرب إلى "التفكير جديًا ماذا سنفعل في حال عدم التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، بعد أن تحول هذا الأمر إلى ما يشبه القصة الشهيرة في الأدب العالمي "بانتظار غودو"، الشخص الموعود وصوله الذي لن يأتي أبدًا".
وتساءل بوحبيب: "هل سنبقى جالسين على رصيف انتظار وقف إطلاق النار؟ بالرغم من كل المساعي الصادقة والمتواصلة التي يبذلها الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والدور التاريخي للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في مجلس الأمن الدولي. ألم يحن الوقت بعد للتفكير معا بالخطة "ب" أو الخطة البديلة، كي لا تتحول منطقتنا إلى مستنقع للتطرف الأعمى، وخليط من الحقد، والدمار، والخراب؟".
وحول عودة العلاقات العربية-السورية، أشار بوحبيب إلى أنَّه "رغم الإيجابية التي سادت صباح اليوم إجتماع لجنة الإتصال الوزارية العربية حول سوريا، وبعد أن كانت الجامعة العربية سباقة في اعتماد نهج أكثر واقعية لمعالجة الأزمة السورية، نرى اليوم ثماني دول أوروبية، تطالب الاتحاد الأوروبي بإعادة النظر في سياسته تجاه سوريا. كذلك، تجري حاليًا اجتماعات في أوروبا لمناقشة هذه المسألة، بعد أن قامت بعض الدول الأوروبية بإعادة مد الجسور مع سوريا، في حين انكفأت مجموعتنا العربية عن التواصل والحوار حيث اجتمعنا مرة واحدة فقط، قبل إجتماعنا اليوم، لمتابعة هذا الموضوع".
وختم وزير الخارجية اللبناني كلامه بالقول: "تبقى فلسطين القضية الأم لكل لدول العربية، ومفتاح الإستقرار في منطقتنا. علينا التفكير سويا بكيفية استثمار الوزن العربي في العالم ومقدراتنا السياسية، والإقتصادية، والمالية، للوصول سريعا الى حل عادل، ومشرف للقضية الفلسطينية يعيد الحقوق الى أصحابها، ويؤمن السلام والإستقرار في الشرق الأوسط".
وزارة الخارجية اللبنانيةالجامعة العربية